بدا رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، متأثرا جدا وهو يرثي الوزير والسفير الأسبق، محمد الوفا، الذي وافته المنية صباح اليوم الأحد بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، متأثرا بإصابته بفيروس “كورونا”.
وفي كلمة رثاء غير مسبوقة له، توقف بنكيران عند المسار الخاص للوزير محمد الوفا، الذي كانت تربطه به علاقة قوية، وقال: “الوفا يكبرني سنا بست سنوات وسبقني للنضال. كنا نسمع عنه ونحن في مرحلة الدراسة الثانوية عندما كان هو آنذاك في الجامعة. وكان شجاعا، يعلن أنه استقلالي وأنه يحمل أفكار علال الفاسي في الوقت الذي كان فيه اليسار حينها مسيطرا على الجامعة. لقد تحدى تلك المرحلة، وكان مهددا بأشياء كثيرة، لكن شجاعته جعلته يتجاوز ذلك”.
وبالرغم من أن الرجلان لم تكن تجمعهما أية صداقة أو اتصال مباشر قبل وصول العدالة والتنمية إلى مربع الحكم، إلا أن مرحلة رئاسة عبد الإله بنكيران للحكومة، كانت بداية علاقة متينة، لم يحد امتدادها سوى الموت.
وحكى بنكيران بعض التفاصيل المرتبطة باستوزار محمد الوفا في حكومته، كاشفا أنه اختلف مع من عينهم الملك لتشكيل الحكومة في بعض الأسماء التي ستحمل حقائب وزارية، “وجدنا صعوبة في اختيار وزير التعليم، لكن لما اقترحوا علي اسم الوفا فرحت لأنه استقلالي وقريب لنا سياسيا. فبطبعه المرح بدا أننا نتعارف منذ زمن.. وقد بقي معي في الحكومة إلى أن غادرنا ” يؤكد بنكيران.
وأضاف المتحدث: “لم أر شخصا اسمه يتطابق مع حقيقته.. لقد كان رجلا وفيا. ومنذ أعفيت وهو يزورني، كان يزورني يوم الثلاثاء ثم حولنا موعد الزيارة حتى أصبح يوم الأربعاء ليتمكن نبيل بنعبد الله من الانضمام إلينا أيضا.. لقد كنا نمرح سوية”.
وزاد الأمين العام السابق لحزب “البيجيدي”: “كنا نصلي صلاة المغرب معا ويحرص على أداء صلاة العشاء أيضا قبل المغادرة”.
وواصل بنكيران تعداد مناقب ابن مدينة مراكش، موردا أنه كان يتميز بالفهم السريع، وأوضح: “أنا صاحب نكتة وكان هو أول من يفهم ما كنت أقول. كان حاضي معي وكنت أعزه وأقدره وأثق فيه. كان مواطنا مخلصا لوطنه ولدينه ولملكه”.
وكشف بنكيران أنه بعد أن فك حزب الاستقلال رباطه بالحكومة، لم يغادرها الوفا وخالف بذلك قرار حزبه لأنه كانت لديه أسباب حقيقة، وأضاف: “طلبت فؤاد عالي الهمة أن يبقى معي محمد الوفا في إطار مفاوضات تشكيل الحكومة بعد خروج حزب الاستقلال منها، فقال لي الهمة مقبول أن يبقى معك الوفا”.
وأكد بنكيران والدموع تنهمر على مقلتيه أن الراحل محمد الوفا كان يقدره ويعزه كثيرا، مشددا على أنه كان يحب الحياة والمرح، قبل أن يضيف: “فقدت أخا عزيزا كان يساهم في مؤانستي وكان أبا شبه مثالي”.
وعاب بنكيران على الوفا “قصوحية رأسه” وأشار إلى أنه تأخر في إجراء اختبار فيروس “كورونا”، قبل أن يصرح “قدر الله وما شاء فعل”، كما لفت إلى أن صديقه الدكتور زيدوح سبق أن أدخله إلى إحدى المصحات حيث خضع لعملية جراحية، أقلع بعدها عن التدخين وتحسنت حالته الصحية”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…