في هذا الحوار من ثلاث أسئلة مع “الأول”، يفسر الباحث في الدراسات الإسلامية، محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بأبي حفص، منطلق إقدام أمير الخلية الإرهابية المفككة بتمارة على احتجاز وقتل موظف بالسجن المحلي “تيفلت 2” مساء أمس الثلاثاء، كما يتحدث، بناء على تجربته الخاصة، عن مدى قدرة برنامج “مصالحة” على تحقيق أهدافه مع مثل هذا النوع من الجناة.
1- كيف يمكن لشخص متهم بكونه عضوا في خلية إرهابية، أن يقرر في لحظة من اللحظات قتل سجّانه، مع ما لقرار من هذا النوع من “رهبة”، دينية، نفسية وجنائية؟
- لا أستغرب وقوع هذه الجريمة من قبل من يحمل الفكر المتطرف، لكونه مستعد في أي لحظة لقتل الآخر الذي يعتبره “طاغوتا” و”كافرا” ومستحقا للقتل. فرجل السلطة العمومية بالنسبة لشخص يحمل هذا الفكر، يسمى فقهيا بالطاغوت الذي لا يطبق شرع الله، وبالتالي فهو، بحسب معتنقي هذا الفكر، يستحق القتل.
الخلفية الاجرامية عند هذا النوع من المعتقلين، من الناحية النفسية، تجعل، قرار قتل الآخر يسيرا وهينا بالنسبة إليهم. إضافة لذلك، فهذا الشخص يعلم أن حاله لن تكون أحسن فيما بعد؛ لأنه متهم بكونه زعيما لخلية إرهاببة ويعلم أن الأحكام ضده ستكون مشدّدة وقاسية، وقد تصل إلى حد الإعدام. وبالتالي ليس هناك ما سيخاف عليه، وهذا يشجعه أكثر، “من وجهة نظره”، أنه إذا قدم على الله، فسيقدم عليه بقربان “عظيم”، وهو قتل ذلك السجان البريئ.
2- هل يمكن اعتبار ارتكاب جريمة من هذا النوع نابعة من كون المجرم مريض نفسيا، أو هو جنوح إجرامي، أو تأويل للدين بطريقة تجعل القتل أمرا سهلا وربما مستحبّا؟
- أرى أن الأمر تجتمع فيه الأبعاد كلها؛ فلا شك أن هذا الشخص مريض نفسيا، على اعتبار أن العامل النفسي أحد أسباب الوقوع في التطرف والميل نحو الإجرام، وبالتالي فالأمر مرتبط بمرض نفسي وجنوح إجرامي معا. الواضح أن الأشخاص الذين يصلون إلى هذه المستويات من التطرف، تكون لديهم خلفية إجرامية، والأكيد أيضا أن الخلفية الإجرامية، إضافة إلى العامل النفسي، لها دور، ثم تغليف ذلك كله بالتأويل الديني الذي يصور له أن هذا السجان عدو لله ولرسوله وللمؤمنين وأنه يؤذي أوليائه، وبالتالي فهو يستحق القتل.
3- بحكم تجربتك، كيف يجب التعامل مع أشخاص من هذه الطينة، وهل تجربة “مصالحة” تعتقدها ذات فائدة خصوصا مع عودة البعض ممن استفاد من التجرية إلى ارتكاب جرائم جديدة؟
- أعتقد أن التعامل مع هذا النوع من الأشخاص، ليس له حل على المستوى القريب، إلا عبر نهج الصرامة وإنفاذ القانون وتشديد العقوبة حتى يكون عبرة لغيره. لا أرى أي حل آخر خارج ما قلته.
أما بالنسبة لتجارب “المصالحة” و”المراجعة”، فهي موجهة لأشخاص آخرين، كانوا فقط معتنقين للفكر أو أمضوا سنوات طويلة جدا في السجن وتبين بالملموس أنهم غيّروا أفكارهم وأصبحوا مستعدين للاندماج داخل المجتمع، أو بالنسبة لأشخاص متهمين ببعض الجنايات والجنح البسيطة المتعلقة بالإرهاب. لكن بالنسبة لقاتل موظف سجن “تيفلت 2” ، فلا يمكن، برأيي، التعامل معه بأي تجربة من تجارب المصالحة أو المراجعة.
من بينها حماية التراث اللامادي من محاولات الاستيلاء.. هذه أهم المستجدات التي جاء بها مشروع قانون حماية التراث الثقافي
صادق المجلس الحكومي اليوم على مشروع القانون رقم 33.22 يتعلق بحماية التراث، أخذاً بعين الاع…