جرت العادة في المغرب أن يكون المواطن البسيط هو من يشكو دوما من تردي الوضع الصحي بالمستشفيات العمومية وينتقد سوء ظروف الاستقبال والمعاملة والتكفل، فيما لمّا يصاب مسؤول ما بعارض صحي، يشد الرحال إلى إحدى دول الخارج طلبا للعلاج، وإذا تعذّر ذلك يقصد مصحة خاصة بمواصفات عالمية داخل الوطن؛ لكن يبدو أن وباء “كورونا” نجح فيما فشلت فيه رزمة من الاستراتيجيات والمخططات الكبرى، حينما أذاب جليد الفوارق الاجتماعية مساويا بين الوزير والغفير، بين الغني والفقير.
فبعد الشهادة الصادمة للتيجانية فرتات، عضو المجلس الأعلى للتعليم والمديرة السابقة لأكاديمية التربية والتعليم بجهة الرباط، التي فضحت عبرها قبل أسابيع الإهمال وغياب الرعاية الطبية لحاملي “كوفيد 19″ بالمستشفى الميداني سيدي يحيى الغرب، الذي نقلت إليه لمتابعة العلاج من الفيروس بعد ثبوت إصابتها به، تنضاف شهادة أخرى مماثلة، صاحبها هذه المرة نائب برلماني.
ويتعلق الأمر بالنائب البرلماني والأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس مكناس، محمد حجيرة، الذي اشتكى مما وصفه بـ”الإهمال” و”اللامبالاة” من طرف قطاع الصحة العمومي خلال رحلة علاجه من “كورونا”.
حجيرة الذي أعلن الأربعاء الفائت عن مرضه، قال في تعليق له على صفحة حزبه ب”فيسبوك” إنه لم يحظ بالرعاية اللازمة كمريض بـ”كوفيد 19″، مسجلا وجود غياب تام للمدير الجهوي وكل المسؤولين بالقطاع الصحي بجهة فاس مكناس. حيث قال: “تم ترك أبناء القطاع لحالهم وكذلك الأمر بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الفيروس وغيرهم”.
وأضاف المتحدث: “سجلت كل الهفوات والأخطاء القاتلة واللامبالاة بأرواح الأبرياء”، موردا أن القطاع “يعيش غيبوبة تامة بقيادة مدير جهوي فاقد البوصلة في التسيير والتدبير”.
برلماني “البام” لم يتوقف عند هذا فقط، بل اتهم المدير الجهوي للصحة بفاس مكناس بـ”الزبونية والمحسوبية”، ملمحا إلى تعامله بنوع من الانتقائية، متوعدا بأن يفضح وضع المغاربة المرضى بالفيروس.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…