“كان شعورا بالخوف”، هكذا لخص موظفو ونزلاء السجن المحلي بورزازات إحساسهم عند سماعهم للوهلة الأولى تسجيل أول حالة إصابة بفيروس “كورونا” المستجد بالمؤسسة السجنية التي تحولت أواخر شهر أبريل الفارط إلى بؤرة، قبل أن تنجح جهود مختلف الفاعلين في السيطرة على الوضع، وهي الجهود التي توجت بإعلان سجن ورزازات خاليا من الوباء، مع تسجيل حالة وفاة واحدة.
الشعور بالهلع، يقول محمد الرايسي، موظف بالسجن ومصاب سابق بالفيروس التاجي، تضاعف عندما انتقلت عدوى هذا الأخير إلى أفراد عائلات الموظفين، مبرزا في شريط فيديو من إنجاز المندوبية العامة لإدارة السجون يتضمن شهادات موظفين وسجناء وأطقم طبية تروي تجربة “كوفيد 19″ خلف أبواب موصدة، أن نفسيته انهارت أكثر حينما أكدت التحاليل المخبرية التي خضعت لها ابنته حملها لـ”كوفيد 19”. “كانت مرحلة خَايْبَة بزّافْ.. لم يرتح لي بال، حتى تعافت ابنتي من فيروس كورونا وغادرت المشفى” يضيف الرايسي.
بعد أن أثبتت التحاليل المخبرية إصابة المدير السابق لسجن ورزازات بـ”كورونا” ومعه أزيد من 60 موظفا كدفعة أولى في الـ20 من شهر أبريل المنصرم، قررت المندوبية العامة إخضاع جميع الساكنة السجنية بالمؤسسة المعنية للاختبار الخاص بهذا الفيروس، من أجل تحديد الإصابات الحاصلة في صفوفها، لذلك كانت أفراد الفرق التي استعانت بها إدارة المؤسسة تنتقل في الساعات الأولى من صباح كل يوم عبر الغرف للمناداة على السجناء الذين تأكد إصابتهم بالعدوى قصد إخضاعهم للعلاج. أحد هؤلاء السجناء ممن تعافوا من الداء، أكد أنه عندما شفي “بحالا خْرجتْ من الحبس”، بينما أعرب آخر عن فرحته بالقول: “أحسست بالآمان والإطمئنان والانتصار”.
واحدة من أصعب اللحظات التي مرت على الموظفين وباقي المستخدمين، فضلا عن السجناء بالسجن المذكور، هي وفاة القائد المربي الممتاز عبد الصادق نصيلة الذي فارق الحياة في الـ27 أبريل بعد إصابته بـ”كورونا”. “أقول له إننا نفتقدك كثيرا لكن هذا هو قدر الله.. أدعو له بالرحمة وأن يكون أطفاله خير خلف له”. يقول زميل الراحل محمد الرايسي.
سوء تدبير المرحلة في بداياتها أفضى إلى عزل مدير السجن حينها، وتعيين إطار جديد. يقول هذا الأخير ضمن شهادته: “بدوري أحسست بالهلع مثل أي بشر.. لكن كان يتعين علي تجاوز لحظة الخوف تلك لأؤدي مهامي على أحسن وجه، وأوصل المؤسسة إلى بر الأمان”، موردا أنه بعد خلو السجن تماما من أي إصابة، بات الرهان هو المحافظة على هذا الوضع، عبر التقيد بإجراءات وقائية صارمة عند ولوج أي شخص للمؤسسة.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…