في سائر الدول التي تحترم شعوبها، حينما تقع كارثة تمس الأمن القومي أو الصحة العامة، تجد كبار المسؤولين بمختلف درجاتهم يتواصلون مع الرأي العام من تلقاء أنفسهم وبسرعة قياسية. تلمحهم وهم يتحدثون إلى مواطني بلدهم بكل شفافية ووضوح عبر شاشات التلفاز العمومي، فتنتشر المعلومات وتعم الصحف الورقية والإلكترونية والمسطحات. النتيجة: لا يبقى المجال مفتوحا أمام تكهنات ومجرد توقعات أو في أحسن الأحوال معطيات مستقاة من مصادر يجهد الصحافي نفسه للوصول إلى أكثرها دقة. خلافا تماما لما هو موجود في المغرب، الذي يسعى إلى الالتحاق بركب هذه الدول ويقلدها في كل شئ تقريبا، عدا ميزة التواصل هاته.
اليوم، بينما أحدثت الأخبار القادمة من إقليم القنيطرة بشأن تفجر الوضع الوبائي هناك بسبب بؤرة “لالة ميمونة”، زوبعة في صفوف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وجعلت المواطنين يضعون أيديهم على قلوبهم من شدة الذعر والفزع؛ اختارت وزارة الصحة مجددا أن تبلع لسانها وتصد جميع اتصالات نساء ورجال الإعلام للحصول على المعطيات الرسمية بخصوص الوضع الوبائي بالمنطقة المذكورة.
هذا السلوك المستفز الذي يشكل ممارسة تمت مأسستها ويتقاسمها جميع المسؤولين بهذا البلد السعيد، سيما في فترات الأزمات، أغضب الصحافيين الذين حوّلوا مجموعة “واتساب” كان حفيظ الزهري، مدير ديوان وزير الصحة خالد آيت طالب، قد أحدثها للتواصل مع ممثلي وسائل الإعلام بمختلف أشكالها بشأن كل ما يخص الوزارة، إلى رقعة احتجاج، تعالت فيها أصوات طيف واسع من الصحافيات والصحافيين معتبرين أن دورهم لا ينحصر في نقل البلاغات الصادرة عن الوزارة، كما يتجاوز مجرد تدوين مقالات عن الحصيلة اليومية الجافة لإصابات “كورونا” دون تقديم تفسيرات أو توضيحات شافية.
وشدد المحتجون على أن وزارة الصحة تساهم في نشر الأخبار الزائفة بصمتها المطبق. وهي الأخبار التي يُساق بسببها المواطنون إلى مخافر الشرطة وتُحرر في حقهم مخالفات، في وقت اختار فيه صحافيون آخرون مغادرة المجموعة احتجاجا على تجاهل تحذيراتهم وشكاياتهم المتواصلة، لافتين الانتباه إلى أنه منذ تواري محمد اليوبي مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض عن الأنظار وأزمة التواصل في تفاقم ملحوظ.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…