بعد توارٍ حذر عن الأنظار وفترة صمت مطبق دار عليها الحول وما يزيد، ظهر أخيرا محمد الكحص، أحد الأبناء البررة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذين وضعوا استقالتهم من الحياة السياسية، كرها، وفي قلبهم شئ من حتى.
المقربون من الكحص، كاتب الدولة في قطاع الشباب إبان حكومة إدريس جطو، الذي يعود إليه الفضل في إقرار العطلة للجميع علاوة على وقوفه وراء عدد من المبادرات الثقافية والتربوية والجمعوية التي بصم عليها وخلد اسمه في ذاكرة كل مغربي استفاد من القراءة للجميع والمخيم للجميع وعايش فترة ذهبية كان فيها اليسار قريبا من هموم المغاربة البسطاء وكان فيها الكحص صحافيا وسياسيا ومثقفا من طينة خاصة، قبل أن ينزوي ويستكين إلى الصمت؛ يعرفون أنه رجل كتوم يداري خجله كلما طلبت منه العودة إلى الأضواء بمسحة ابتسامة تظهر حزنا عميقا يسكن تلافيف فؤاده على ما أمست عليه “الوردة”، لكنهم يدركون جيدا أنه يتمتع بجرأة تكسر كل القيود.
الكحص نشر مساء أمس الجمعة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، صورة من أرشيف التاريخ المشرق للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، تعود بالضبط إلى 6 شتنبر من عام 1959 ويظهر فيها الزعيمين عبد الرحمان اليوسفي والمهدي بنبركة إضافة إلى الفقيه محمد البصري، وعبد الله الصنهاجي، وعبد الله بوطالب والتهامي الوزاني وآخرون، خلال انعقاد المؤتمر التأسيسي بسينما الكواكب بمدينة الدار البيضاء. المؤتمر الذي أنهى أشغاله بالمصادقة على الميثاق المؤسس وقوانين الاتحاد الوطني، وتعيين لجنة الترشيحات التي صادقت على اللجنة الإدارية للاتحاد، التي كانت تضم حوالي 60 عضوا من عمال وفلاحين وتجار وصناع ومثقفين وشباب.
ابن تازة الذي صام عن الكلام في صفحته منذ مطلع يناير من السنة الجارية، عاد ليتفاعل مجددا، بنشر الصورة المذكورة بدون تعليق، في سياق يعيش فيه حزب عبد الرحيم بوعبيد أحلك أيامه وأشدها سوادا على الإطلاق؛ إذ صار يُلَقَّن الدروس من طرف الأحزاب الإدارية في صورة لم يكن أشد اليائسين ليتوقعها لحزب بنبركة وبنجلون.
والوضع هنا لا يتعلق باعتقال مناضليه أو بمصادرة جرائده وتشميع مقراته أو باختطاف أحد أبنائه واغتيال آخرين وغيرها من التضييقات التي طالته في سنوات الجمر والرصاص، وإنما بتقديم أحد وزرائه مشروع قانون يروم، خلسة، إعدام أصوات المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي خدمة للوبي المال والأعمال وأصحاب الشركات الكبرى. وهم المغاربة الذين ضحى رجالات الحزب في العهود السابقة بحياتهم مقابل أن تسود في وطنهم حرية الرأي والتعبير.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…