مسلسل من الشد والجذب محتدم بين النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، سعيد شباعتو، والمسؤولين المنتخبين بالجماعة القروية “ايتزر” التابعة ترابيا لإقليم ميدلت، وبين بعض جمعيات وفعاليات المجتمع المدني بالمنطقة ذاتها، حول تأخر إنجاز مشروع بناء سد “ايتخوتن”، الذي ترفع الساكنة منذ عام 1998 مطالب ملحة بإخراجه إلى حيز الوجود.
في ذات السياق، قالت أزيد من تسع جمعيات محلية بجماعة إيتزر، إنه منذ تسعينيات القرن الماضي وساكنة المنطقة تخوض أشكال احتجاجية وتوجه ملتمسات إلى الدوائر المعنية، بغرض الضغط على الجهات المسؤولة لبناء سد “ايتخوتن”، وهو ما ترتب عنه قيام هذه الأخيرة بزيارة لموقع “ايتخوتن” وتصنيفه من المواقع الأولى ضمن 26 سدا المبرمجة.
واستنكرت الجمعيات في بيان مشترك، توصل “الأول” بنسخة منه، “قيام مندوب وكالة الحوض المائي بملوية العليا، بتنسيق مع رئيس جماعة “ايتزر” وبإيعاز من النائب البرلماني عن دائرة ميدلت، سعيد شباعتو، بتحريك ملف سد “عويسيس”، الذي لم يكن مطروحا من قبل، واقتراح بنائه على وادي أمان إسلان الذي جف منذ عقود، عبر إنجاز دراسة الجدوى والدراسة الاجمالية، متجاهلا مطلب سد ايتخوتن المطروح منذ 1998، وعريضة المجتمع المدني يايتزر لسنة 2016″.
وأكدت الجمعيات ذاتها أن ملف إنجاز السد المذكور يراوح مكانه في رفوف مكتب وكالة الحوض المائي منذ سنة 2018، دون تسجيل أي تقدم فيما يخص المرور إلى الدراسة الاجمالية الخاصة به، متهمة النائب البرلماني سعيد شبعتو ورئيس المجلس الجماعي لـ”ايتزر” وباقي المسؤولين عن المشروع، بحبك مؤامرة ضد ساكنة الجماعة وحرمانهم من هذه المنشأة الحيوية والوقوف وراء إفشال مطالبهم لأغراض انتخابية، عبر الدفع بإنجاز سد “عويسيس” على حساب سد “ايتخوتن”.
من جهته، قال سعيد شباعتو النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، إن الاتهامات التي كالتها إليه هاته الجمعيات “لا أساس لها من الصحة”، نافيا في تصريح لموقع “الأول”، أن يكون قد دافع في لقائه مع المسؤولين على مطلب إنجاز سد “عويسيس” لوحده فقط.
وكشف شبعتو أنه إلى جانب الاتصالات التي يقوم بها منذ فترة مع عدد من المسؤولين، فقد عقد يوم الثلاثاء الفارط اجتماعا مع الكاتب العام لوزارة الفلاحة، تناولا فيه وجوب إخراج مشاريع السدود المبرمجة إلى حيز الوجود، مشددا على أنه مستعد للمساهمة بمليار سنتيم من أجل هذه الغاية.
وأورد المصدر عينه أن المعطيات التي تروجها فعاليات المجتمع المدني بـ”ايتزر” مجرد “مغالطات”، قائلا: “هؤلاء الناس لا يتوفرون على أي وثائق تثبت صحة ما يدعون، ولم يحضروا أي اجتماع مع المسؤولين.. ومع ذلك يكذبون”، قبل أن يضيف: “أنا مستعد لعقد لقاء تواصلي معهم نضع فيه النقاط على الحروف وأوضح لهم ما التبس عليهم”.
رئيس المجلس الجماعي لـ”ايتزر” المنتمي لـ”الحمامة”، ميلود بوعنان، نفى بدوره وجود “مؤامرة” ضد ساكنة وفلاحي المنطقة، موضحا أنه منذ صار مسؤولا في الجماعة وهو يطرح في لقاءاته مع المسؤولين بوزارة الفلاحة ووكالة الحوض المائي، مطلب إنجاز أربع سدود وليس سدين فقط.
بوعنان، لفت متحدثا لـ”الأول”، إلى أنه التقى بمعية رئيس جماعة “زايدة” والبرلماني شبعتو مطلع الأسبوع الجاري مع الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بالرباط، وتم الـتأكيد في هذا الاجتماع على أن الجماعتين الترابيتين إضافة إلى جماعتين سلاليتين سيخصصون 7 مليار سنتيم، لبناء أربع سدود هي: “ايتخوتن وعويسيس وإلغمان وسد آخر تابع لجماعة زايدة”.
كما يرتقب، وفق المتحدث، أن يعقد المنتخبون المعنيون لقاء في الأيام القادمة مع الكاتب العام لوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك لبحث سبل تدعيم الوزارة أيضا هذا المشروع.
مولاي حفيظ الناصري، نائب رئيس جماعة “إيتزر” عن “الأحرار”، رفض ما أسماه بـ”توظيف الجمعيات في صراعات سياسية”، مبرزا في تصريح لموقع “الأول”، أن هناك جهات ظلت خلال السنوات الماضية تسير الجماعة، وعندما أزيحت في الانتخابات الماضية وفرض عليها أن تكون في المعارضة، صارت اليوم تحارب مسؤولي الجماعة بمثل هذه الممارسات. في إشارة لحزب الاستقلال.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…