بينما بالكاد يتوقع أشد المتفائلين أن يحافظ حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات التشريعية المقبلة على نفس عدد المقاعد البرلمانية التي أحرزها سنة 2016، في حين يأمل آخرون في ألا يمنى الحزب بهزيمة مدوية تقضي على ما تبقى من أحلامه في إزاحة الإسلاميين من مربع الحكم، ولفظهم خارج السلطة التنفيذية؛ خرج عبد اللطيف وهبي، المرشح لقيادة “الجرار” خلفا لحكيم بنشماش، بتصريحات وصفت بـ”المثيرة”.
وهبي قال في ما يمكن إدراجه في إطار “أحلام اليقظة” إنه إذا ظفر بالأمانة العامة لـ”البام”، فسيفوز في انتخابات سنة 2021، بما بين 120 و150 مقعدا برلمانيا. أي أكثر من عدد المقاعد التي يتوفر عليها حاليا، بل أكثر حتى من تلك التي حصدها أول قوة انتخابية في المغرب، غريمه التقليدي، حزب العدالة والتنمية.
وفي الوقت الذي يرى بعض قياديي “البام” أن وهبي في سعيه الحثيث لحسم السباق نحو الأمانة العامة للحزب، أصبح لا يفوت أي فرصة دون إطلاق الكلام على عواهنه وبيع الوهم، ذكر آخرون أن الأصالة والمعاصرة في أوج ازدهاره وفي عز الإمكانات التي قُدمت له خلال ما يمكن تسميتها بالفترة الذهبية إبان عهد أمينه العام السابق إلياس العماري، لم يمثل في المؤسسة التشريعية سوى ب102 برلمانية وبرلماني، فكيف له أن ينجح مستقبلا في تجاوز ما لديه الآن وهو الذي استنفذ قوته وفقد بوصلته، إثر صراعات داخلية طاحنة وحروبا أهلية، وصلت تداعيتها إلى حد كشف المصادر المشبوهة لثروات بعض أعضائه وتبادل اتهامات بالاغتناء الفاحش بين البعض الآخر، ناهيك عن فرار قيادي بأموال الحزب إلى خارج المغرب. وهو ما يؤثر على رمزية التنظيم ومصداقيته لدى الرأي العام.
وهبي الذي تُوجَّه له انتقادات لاذعة بكونه خلع جبة “الطليعي” وهرع عقب تحول حركة “كل الديمقراطيين” من حركة سنة 2008 إلى تنظيم سياسي، للانضمام إليه طمعا في مصاحبة النافذين في مملكة محمد السادس، والبحث عن موطئ قدم داخل مؤسسات البلاد، قبل أن يصبح في السنوات القليلة الماضية معارضا للمنهاج الذي يسير عليه قاداته ورافضا لمواصلة ارتباط من أسماه بـ”المخزن” بالحزب ومؤاخذته على من مروا في الأمانة العامة للحزب مسألة وضع مسافة بينهم وبين الدولة، أشار في حوار مع صحيفة “ميديا 24″، إلى أن التحاقه بـ”البام” مرده “إيمانه بإيديولوجيته وأفكاره”، مبرزا أنه بمجرد أن أصبح عضوا في مكتبه السياسي صار يناضل ليحقق استقلاله عن “المخزن”.
كيف ذلك؟ يجيب النائب البرلماني وهبي: “من خلال انتقاد مسؤوليه في الأمانة العامة، سيما منهم مصطفى الباكوري وإلياس العماري، وطريقة تسييرهم الحزب”.
منافس محمد الشيخ بيد الله، أفاد بأنه سيعمل في حالة ما إذا اختير من قبل المؤتمرين أمينا عاما جديدا، على جعل “الجرار” حزبا مؤسساتيا، صاحب قرار نفسه ومستقبله.
وبخصوص الهجوم الذي شنه ضده أمس الإثنين حكيم بنشماش، على خلفية تصريحات أورد فيها أن “إمارة المؤمنين نوع من الإسلام السياسي”، رد وهبي بالقول: “إن خرجته الإعلامية لا تعنيني أبدا. لقد بسطتُ فقط وجهة نظري، وهو استغل ذلك لمحاربتي، ولا يمكن القبول بأن يكون طرفا وحَكَما في الآن ذاته”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…