يعيش مستشفى “سيدي حساين بناصر” بإقليم ورزازات، هذه الأيام على صفيح ساخن، وسط تبادل أطره الطبية اتهامات فيما بينهم بالضرب والجرح والسب والشتم والتماطل في تقديم العلاجات الضرورية للحالات التي تتوافد على المرفق الصحي.

وفي التفاصيل؛ كشفت خمس نقابات في بلاغ مشترك، أن أحد الممرضين بالمستشفى المذكور، “تعرض لاعتداء جسدي على يد طبيبين يعملان بالمستشفى ذاته، أمام أعين الطاقم التمريضي وحراس الأمن الخاص، بسبب مطالبته طبيب التخذير والإنعاش بالمستشفى ذاته بتخذير طفل لا يتعدى سنه 8 سنوات طبقا لما هو منصوص عليه في القوانين المنظمة للمهنة”.

الهيئات النقابية الداعمة للممرض اعتبرت ضمن بلاغها، أن “ما صدر عن الطبيبين، هو نتيجة لحقد دفين تجاه الأطر الصحية ورغبتهما في خلق الفوضى وعدم الثقة في المنظومة الصحية والمؤسسة الاستشفائية العمومية بالإقليم”، واصفة الوضع الذي يعيشه مستشفى “سيدي حساين بناصر” بـ”العبث والفوضى والتسيب”.

من جهتها، نفت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، صحة الوقائع التي استعرضتها الهيئات النقابية الخمس، وقالت إن ما صدر عمّن أسمتهم بـ”الدكاكين النقابية”، مجرد “ادعاءات كاذبة لتزوير الوقائع وإظهار الممرض المعتدي بصورة الحمل الوديع”.

وأكد المكتب الإقليمي لنقابة الأطباء، أن “الطفل الضحية يعاني من تعفن وخروج قضيب حديدي من معصمه، يستلزم تدخلا جراحيا مستعجلا لتفادي خطر تسوس العظم الذي قد يؤدي  إلى بتر اليد”، مشيرة إلى أن “الطفل الضحية عانى من الإهمال وحيدا في بهو المركب الجراحي، عاريا يرتعش من شدة البرد ومُعرَّضا لخطر السقوط من عربة نقل المرضى لأزيد من ساعتين، فيما ظل الممرض جالسا طوال الوقت داخل غرفة العمليات الدافئة، يلهو بهاتفه الذكي غير مبالٍ بحالة الطفل”.

كما لم يقم الممرض، وفق بيان صادر عن النقابة توصل “الأول” بنسخة منه، “بطلب حضور طبيب التخذير المتواجد بجواره في قسم الإنعاش، وذلك عكس ما يُرَوجه المضللون، بعدما أصرّ على المماطلة وعدم تقديم المساعدة للطفل البريء رغم تنبيه الطبيب الجرَّاح والحارس العام ومدير المستشفى ورئيسه المباشر طبيب الإنعاش والتخذير”.

المصدر ذاته تابع: “وأمام مؤاخدة الطبيب الجرَّاح للممرض المذكور على استهتاره بحياة الطفل، حاول هذا الممرض الهجوم عليه مستعملا آلة حديدية “منظار الحنجرة”، لولا تدخل طبيب الإنعاش لاحتواء الوضع و السيطرة على الممرض الهائج”.

هذا التدخل “الهمجي” الذي قاده الممرض العشريني على طبيب الإنعاش البالغ من العمر 50 سنة، تقول النقابة، “أسفر عن إصابة الأخير بكسر خطير في معصم اليد اليمنى، سيؤثر على مصيره المهني جراء عجز جزئي مستديم بيِّن”.

وزادت نقابة الأطباء: “هذه حالة إهمال ممنهج ومتعمد لطفل بريء في حالة ضعف من طرف ممرض معروف بالكسل والمماطلة في أداء واجباته وغياب ضميره المهني”، مطالبة الجهات المسؤولية بالتدخل العاجل وفتح تحقيق في الواقعة، قصد تبين الحقيقة واتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة.

التعليقات على “قربلة” في مستشفى بورزازات.. ممرض يتهم طبيبين بالاعتداء عليه ونقابة الأطباء تنفي وتؤكد أنه هو من كسر معصم طبيب وعرَّض حياة طفل للخطر مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين

قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…