أكد محمد وهاب، مسؤول في مديرية الهجرة ومراقبة الحدود التابعة لوزارة الداخلية، أن تزايد عدد الوافدين الذين يصلون دول المغرب في السنوات الأخيرة واستقرار عدد كبير منهم داخله أضحى يطرح تحديات غير مسبوقة يصعب مواجهتها في غياب رؤية مندمجة وخطة متضامنة على المستويات الوطنية والإقليمية والجهوية ودعم دولي فاعل.
50 ألف وافد على المغرب
معطيات قدمها محمد وهاب نيابة عن خالد الزروالي، مدير مديرية الهجرة ومراقبة الحدود التابعة بوزارة الداخلية، الذي تعذر عليه الحضور في لقاء نظمته اليوم الخميس هيئة المحامين بالدار البيضاء بشراكة مع مختبر البحث في تدبير المؤسسات، حول موضوع “تدبير الهجرة وحماية المهاجرين”، كشفت أن عدد المهاجرين من الجنوب يبلغ 100 ألف مهاجر سنويا، تتوجه غالبيتهم إلى ليبيا، بينما يصل عدد الوافدين الذين يوجدون في الوقت الحالي في المغرب وفق أخر التقديرات، إلى حوالي 50 ألف وافد.
ممثل “أم الوزارات” في هذا اللقاء الذي حضره المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، شوقي بنيوب، فضلا عن العديد من ممثلي القطاعات الوزارية، منها وزارة العدل، الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إلى جانب عدد من المحاميين والحقوقيين والباحثين، شدد على أن الأبعاد التي اتخذتها ظاهرة الهجرة غير النظامية في السنوات الأخيرة وما واكبها من انتشار لشبكات التهريب والاتجار في البشر، تبين بجلاء من جهة ضعف التعاون الثنائي الجهوي، ومن جهة ثانية غياب المقاربة الشمولية لمعالجة معضلة الهجرة وأمن الحدود.
الهجرة وأمن الحدود من شبكات الاتجار في البشر والمجموعات الإرهابية:
حملت كلمة المسؤول في مديرية الهجرة ومراقبة الحدود التأكيد على أن “عدد الوافدين من دول جنوب الصحراء سيزداد ارتفاعا بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة التي تشهدها الكثير من الدول واستمرار تأثيرات الظروف المناخية القاسية”، وهو الوضع الذي يشكل فرصة ثمينة أمام شبكات تهريب المهاجرين غير النظاميين والاتجار في البشر لبسط نفوذها على الطرق الرابطة بين نقاط الانطلاق ومراكز الوصول إلى الحدود.
في هذا الصدد، أوضح المتحدث أن التوافد القادم من بلدان جنوب الصحراء يرتبط بشكل كبير بنشاط الشبكات العابرة للحدود، التي تتاجر كذلك في البضائع المهربة وفي الأسلحة والمخدرات، ولديها صلة وثيقة بالمجموعات الإرهابية التي تتحرك في نفس الفضاء، مبرزا أن هذه الشبكات تستعمل المهاجرين لتمويل أنشطتها عن طريق تنظيم تنقلاتهم فيما بين الحدود مقابل أثمان باهظة وفي ظروف مأساوية، في حين تتم هذه الهجرة غبر مراحل.
وتعتبر مدينة أكاديز في شمال النيجر، بحسب المسؤول المذكور، نقطة تجمع لكل المهاجرين من مختلف البلدان، ومنها تنطلق القوافل البشرية في اتجاه دول شمال افريقيا، مشيرا إلى أن الهجرة تتخذ انطلاقا من هذه المدينة اتجاهين أساسين، الاتجاه الأول نحو ليبيا مرورا بمدينة دوكو، فيما الاتجاه الثاني نحو الجزائر عبر مدينة تامنراست. وما بين أكاديز في حدود بلدان الشمال الافريقي تتكلف شبكات المهربين بتهريب المهاجرين غير النظاميين.
وتتوجه غالبية هؤلاء، 80 في المئة، إلى ليبيا نظرا للفوضى العارمة التي تشهدها الحدود الجنوبية وغيلب المراقبة والأمن، في حين وانطلاقا من الأراضي الليبية الساحلية، تحاول جحافل من هؤلاء المهاجرين المرور إلى الضفة الشمالية من المتوسط، في الوقت الذي يتوجه فيه آخرون إلى المغرب مرورا عبر الجزائر.
الحدود المغربية الجزائرية:
تشكل الحدود المغربية الجزائرية المعبر الرئيس للغالبية العظمى للمهاجرين القاصدين المغرب، فانطلاقا من مدينة وجدة تتشكل ثلاث طرائق رئيسية؛ تتمثل الأولى في اتجاه الساحل الشمالي وخاصة منطقة الناضور بهدف العبور إلى الشاطئ الاسباني ما بين مدينتي مالقا وألميريا، والثانية من مدينة الرباط ومنها إلى مدينة العيون في الجنوب للمرور إلى جزر الكناري، ثم الثالثة وهي الساحل الشمالي الغربي ما بين مدينتي طنجة وتطوان في اتجاه الشواطئ الأندلسية، وهي الطريق الأكثر إقبالا وفي نفس الوقت الاكثر مراقبة من طرف حرس الحدود المغربية والاسبانية.
غير أنه لوحظ في السنوات الأخيرة ميلاذ منفذ آخر يخترق السنغال وموريتانيا ليصل إلى الصحراء المغربية ومنها إلى جزر الكناري.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…