اختار مثقفون ومفكرون وإعلاميون مغاربة وعرب استحضار مناقب المفكر الراحل محمد عابد الجابري في الذكرى التاسعة لوفاته، عبر مناقشة القضايا التي كانت محط عنايته والتي تناولها بالشرح والتحليل في الكثير من مقالاته، أبرزها الكتلة التاريخية التي عرف الجابري بدفاعه عنها كإطار للعمل السياسي الجماعي، المؤهل لإنقاذ البلدان العربية من ما أسماها ب”التشرذم السياسي” وإسعافها بما يمكن من تحقيق التغيير المنشود.
في هذا الصدد، نظمت مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، اليوم الجمعة بالرباط، ندوة حول موضوع “في الحاجة إلى الكتلة التاريخية”، حضرتها شخصيات تمثل تلاوين سياسية ومدنية مختلفة، أبرزها رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، المناضل والمقاوم اليساري محمد بنسعيد آيت يدر، المحامي عبد الرحمان بنعمرو، سفير المغرب بتونس، حسن طارق، سفير فلسطين بالمغرب، فضلا عن دبلوماسيين آخرين وممثلين لجماعة العدل والإحسان وأكاديميين مغاربة وعرب قدموا من مصر ولبنان وفلسطين والكويت والجزائر وتونس.
وقال نور الدين العرباوي، رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة التونسي، إنه مضى حوالي 40 سنة على طرح المفكر محمد عابد الجابري فكرة الكتلة التاريخية، غير أنها لازالت لم تفعل بعد، مضيفا: “أضعنا وقتا طويلا في طرح السؤال بشأن ما مدى أهمية الكتلة في الوقت الذي نحن في حاجة إلى تفعيلها على أرض الواقع”.
ويرى العرباوي في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل المفكر عابد الجابري، أن ضرورة تحقيق الكتلة على مستوى الأقطار العربية تستمد مشروعيتها الملحة من الظرفية التي تمر منها الأوطان العربية الموسومة، وفق المتحدث، ب”الانهيار”.
وشدد الفاعل السياسي التونسي، على أن “الكتلة يجب أن تتحول في ذهننا إلى ضرورة، مع العمل على بناء ركائزها الأساسية”، لافتا إلى أن المغرب العربي مهيأ، بخلاف المشرق العربي، لتحقيق هذا المشروع النهضوي، من خلال تركيبة من ثلاثة ركائز، أجملها في الاعتراف والتعارف والحوار.
وأوضح العرباوي أن تبني هذه التركيبة، دون إقصاء، سيمكن من جعل الديمقراطية حضائر عمل لجميع الفاعلين في اتجاه تحقيق النتائج المرجوة.
على صعيد آخر، استأثرت القضية الفلسطينية في علاقتها بالبلدان العربية باهتمام المتدخلين من المشرق والمغرب العربيين على حد سواء، إذ اعتبر الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، معن بشور، أنه عندما تكتلت الأمم العربية حول القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الشعبية تحققت انتصارات مهمة، مشيرا إلى أن صحوة وانخراط الشارع العربي ساهمت بشكل كبير في ذلك.
وأبرز حامل هم الكتلة التاريخية وقضية فلسطين على وجه الخصوص، ضمن كلمته التي ألقاها حول موضوع “فلسطين والكتلة التاريخية”، أن تحقيق الكتلة التاريخية تكتسب أهميتها من السياق الزمني الحالي والمتسم بتوالي الهجمات الصهيونية الشرسة ضد فلسطين. على حد تعبيره.
ومضى المتحدث موضحا أن وجود ضغط شعبي كفيل بإرغام الحكام العرب على رص الصفوف وحشد التعاون فيما بينهم للالتفاف حول هذه القضية العادلة وتحرير الشعب الفلسطيني من بوثقة الاحتلال الصهيوني”. يقول الفاعل السياسي اللبناني معن بشور.
وتتواصل أشغال الندوة إلى غاية يوم السبت حيث يرتقب إتمام مناقشة موضوع الكتلة التلريخية من خلال ست جلسات قبل أن يتم إسدال الستار على أشغالها بعقد جلسة ختامية لتقديم الخلاصات والتوصيات.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…