أثار ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، غضب شريحة واسعة من ساكنة الريف في مقدمتهم عائلات المعتقلين، إلى جانب بعض النشطاء والحقوقيين، وذلك إثر تصريحاته الأخيرة التي شكك عبرها في خلفيات حراكهم، مشيرا إلى أنه “أخذ مسارا آخر”.. وأي تشكيك في الأهداف التي يبغيها هذا الحراك هو أمر مشروع “، بالمقابل أكد أن “حراك زاكورة” حقيقي، على اعتبار أن مطالبه انحصرت في البعد الاجتماعي فقط، وهي المطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب.
محمد أحمجيق، شقيق المعتقل نبيل أحمجيق المحكوم بعشرين سنة سجنا نافذا، دون في صفحته ب”فيسبوك”: “.. بلطجي رفاقه.. الريف أكبر منك ومن دكانك وقبل أن يلوك لسانك عليك بالوضوء الأكبر وأنت تهم بالكلام عن الريف وحراكه الحضاري رغما عن أنفك وحقدك.. عاش الريف ولا عاش من تآمر عليه”، فيما هاجم محمد الغلبزوري، وهو ناشط في منتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، لشكر قائلا: “أعتقد أن تصريحات “البلطجي السياسي” المسمى لشكر -الذي أصبح مخزنيا أكثر من المخزن و”حزبه” أصبح “منبطحا” ورجعيا أكثر من الأحزاب الإدارية والإسلاموية من كثرة معاداته للحركات الاحتجاجية وتطلعات الشعب المغربي إلى الحرية والعدالة والكرامة – تسيء لمناضلي الحزب ومنخرطيه أكثر مما تسيء للحراك، وواجب عليهم أن يوقفوه عند حده؛ لأنه إما غبي سياسيا أو لا يعرف بأنه يترأس حزبا في الأغلبية الحكومية، ولهذا لا يحق له أن يصدر اتهاما في قضية توجد أمام المحكمة، خصوصا في هذا الوقت والرأي العام يترقب صدور أحكام الاستئناف في حق المعتقلين السياسيين من محكمة الاستئناف بالدار البيضاء”.
وتوالت مواقف التنديد بتصريحات لشكر، وشملت المحسوبين على الحزب كذلك، إذ قال المكي الحنودي في تدوينة فيسبوكية: “بصفتي منتخب محسوب على حزب الاتحاد الاشتراكي، أتبرأ من تصريحات كاتبه الأول ادريس لشكر المتعلقة بتخوينه لحراك الريف وتشكيكه في مطالبه العادلة والمشروعة، بل أدين هذه التصريحات التي تعبر عن مدى حقده على أبناء الريف ونضالاتهم التاريخية من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم”.
من جهتها، نحت الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي بالحسيمة ذات المنحى، ووجهت بيانا شديد اللهجة للكاتب الأول لـ”الوردة”، الذي لم يكف عن تخوين “حراك الريف” منذ انطلاقته، متهمة إياه بالإساءة للمناضلين والأطر الاتحادية في كل ربوع الوطن.
وشددت الكتابة الإقليمية في بيان صادر عنها عقب اجتماع عقدته أمس الخميس 4 أبريل الجاري، على أن موقف الكاتب الأول في خرجته الإعلامية لا تُلزم اتحاديي الحسيمة في شئ، “بل يعبر عن موقفه الشخصي في غياب أية رؤية واضحة له وفاحصة ومتتبعة لمجريات الأحداث وصيرورة الحراك بالريف”، لافتة إلى أن موقف لشكر يعد “سابقة أولى في تاريخ الحزب الذي دافع ولايزال عن قضايا وهموم الطبقات الشعبية الكادحة من أجل العيش الكريم في حضن عدالة اجتماعية ووطن يتسع للجميع”.
وكشف المصدر ذاته أن تصريحات لشكر الأخيرة حول الحراك “كانت متناقضة تماما مع البيان الختامي للمؤتمر الوطني العاشر للحزب المنعقد في ماي 2017 ببوزنيقة، والذي أشار بوضوح إلى موقف الحزب الداعم لمطالب الحراك العادلة والمشروعة”.
وصعدت الكتابة الإقليمية لـ”الوردة” من حدة انتقادها للكاتب الأول للحزب، مبرزة في بيانها الذي اطلع “الأول”، على مضامينه أن “حدود الاحترام لم يعد يجمعنا به، فحزب الشرفاء والشهداء ومن قدم نفسه فداء في سبيل نصرة هذا الوطن برئ من كل تصرفاته الارتجالية والمستبدة التي أساءت للكثير من مناضلينا وأطرنا في كل ربوع الوطن”، مضيفة “كلامه ينم عن انهزام وإحساس بقرب نهايته السياسية ويريد النيل من أبناء الريف الأبي وإدانة صريحة للمعتقلين قبل أن يقول القضاء كلمته الأخيرة في الوقت الذي نلتمس فيه إطلاق سراح جميع المعتقلين وعودتهم إلى كنف أسرهم” قبل أن تختم معبرة عن حفاظها بحقها في اتخاذ الموقف المناسب ازاء ارتباطها التنظيمي بالحزب من عدمه.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…