بعدما هدأت نسبيا عاصفة تعيينها حكيمة من حكماء الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “الهاكا”، الموضوع الذي خلق ضجة واسعة، لم تقتصر فقط على الأوساط الإعلامية، بل انتقلت إلى قلب المؤسسة التشريعية، حيث وُجهت اتهامات إلى الحبيب المالكي، القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي ورئيس مجلس النواب، باعتماد معيار الولاء الحزبي في اقتراح ممثلي مجلس النواب في الهيئات الدستورية، سيما وأنه لم يستشر مع أجهزة مجلس النواب بهذا الشأن؛ فجَّرت مصادر جد مطلعة قنبلة من العيار الثقيل، مؤكدة أن بديعة الراضي، القيادية في حزب الاتحاد الاشتراكي، تلاحقها تهمة سرقة مطلع نص مسرحي عبارة عن زجل تعود ملكيته إلى أحد الكتاب يدعى عبد الإله متوكل.
وأظهر شريط فيديو اطلع موقع “الأول” عليه، الشخص الذي يتهم بديعة الراضي وهو يوجه لها سيلا من الاتهامات في غيابها، حيث بمجرد أن علم بخطوة تكريمها بصفتها كاتبة وصحفية على هامش فعاليات “المهرجان الدولي المسرحي للمسقاة” بالجديدة يوم الأحد 24 مارس الجاري؛ قدِم متوكل إلى مسرح الحي البرتغالي، واشتكى للحضور تعرضه لما وصفها بـ”السرقة”.
وقال متوكل من خلال ذات الفيديو “كتبت العرض، حضر له الوزير نبيل بنعبد الله والأستاذة (في إشارة إلى بديعة الراضي) وسلّمته لها وعاهدتني أن أكون رسميا في العرض، وقالت لي بأنها ستعطيه للأستاذ زيات، إلا أنها لم توثق معي أية وثيقة ضمانا لحقي.. وقد تم استغلالي”.
وحاولنا صباح اليوم الجمعة 29 مارس الجاري، ربط الاتصال ببديعة الراضي، للتحقق من المعطيات التي أدلى بها متوكل بهذا الشأن، ضمانا لحق الردّ وحرصا من “الأول” على التوفر على إفادات وتصريحات جميع الأطراف، إلا أنها بمجرد أن علمت بموضوع الاتصال وحيثياته، قامت بإغلاق خط الهاتف في وجهنا، ومع ذلك عاودنا الاتصال بها مجددا وراسلناها عبر تطبيق “الواتساب” إلا أنها لم تجب.
وبعد مضي ساعة، تلقينا اتصالا من لدن المعنية بالأمر، قالت فيه إنها توصلت بدرع تكريمها بعدما لم تتمكن من حضور الحفل بسبب تواجدها بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، مؤكدة أنها هي كاتبة النص المسرحي.
وألححنا عليها تقديم رد قصد تضمينه في المقال قبل نشره، لكنها رفضت رفضا تاما وأغلقت خط الهاتف مجددا، في سلوك غير لبق يتنافى مع أدبيات وأخلاقيات التعامل مع “السلطة الرابعة”، خاصة من لدن حكيمة من حكماء “الهاكا”.
غير أن المثير في هذه النازلة الشائكة، هو أنه مباشرة بعدما أنهينا الاتصال مع بديعة الراضي، تلقينا اتصالا من عبد الإله متوكل، بالرغم من أننا لم نكن على تواصل معه من قبل، وأن المقال لم ينشر بعد، حيث أورد أن مسؤولية ما وقع يتحمَّلها مخرج المسرحية خالد الزيات.
وشدد المتحدث على أن بديعة الراضي لا تتحمل أي مسؤولية في هذا الشأن، بالمقابل نقل هذه المرة اتهاماته، إلى المخرج متهما إياه باستغلاله دون حصوله على مقابل مادي نظير ما قدم له من أزجال.
وعندما واجهه “الأول” بما يتضمنه شريط الفيديو، أجاب بأنه كان في حالة غضب حينها، وأنه الآن، “ما قاد على مشاكل”.
بعد إقالة العامل.. فيدرالية اليسار: تمارة تحولت إلى بؤرة للفساد والنهب والاغتناء غير المشروع لبعض رجال السلطة والنافذين
قالت فيدرالية اليسار الديمقراطي، إن تمارة تعرف وضعا اجتماعيا وصفته بـ “المقلق”…