بعد أن برأتها المحكمة الابتدائية.. الخادمة لطيفة تصرّ أمام الاستئناف على أن مشغلتها عذبتها بالكيّ بالنار

قررت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، صباح اليوم الخميس، تأجيل جلسة محاكمة “وفاء.ق”، المتهمة بالإيذاء العمدي في حق الخادمة “لطيفة.ل”، إلى جلسة 21 مارس الجاري، وذلك بعد الاستماع إلى تصريحات كل من المتهمة والضحية حول تفاصيل أحداث الملف.

وكانت المحكمة الابتدائية قد حكمت بالبراءة لفائدة المشغلة، بحيث اعتبرت أن الملف خال من أي آلية إثبات تفيد ارتكاب المتهمة لجنحة الإيذاء العمدي، وذلك بعد أن تبين لها أن الخادمة تناقضت في أقوالها، بخصوص أن المتهمة كانت وراء الجروح والحروق التي لحقت بجسمها، عند الاستماع إليها من قبل الضابطة القضائية، والتي تراجعت عنها في أطوار المحاكمة.

ونفت مشغلة الشابة “لطيفة” التي “عرضتها” للاعتداء الجسدي، كافة الاتهامات الموجهة لها، أمام قاضي التحقيق رغم مواجهته لها بجملة من الصور التي تُظهر حجم الحروق والإصابات البليغة، التي تعرضت لها الشابة ذات 24 ربيعا، وبررت “وفاء”، ذلك بقيام خادمتها بالتداوي من أحد الأمراض الجلدية بالكي.

يذكر أن والد الخادمة لطيفة، كان قد “تسلل” إلى غرفتها أثناء تواجدها في المستشفى، حيث كانت تخضع لعمليات جراحية متعددة، مهددا إياها كي تتنازل لمشغلتها، قائلا ” خاصك تتنازلي للسيدة ولا غادي نقتلك..”.

ونفى والدها في حوار مع “الأول”، كل هذا كما نفى تقديمه لتنازل لفائدة مشغلتها، الشيء الذي تبين عكسه في نسخة الحكم الابتدائي بحيث أوردت أن الضحية لطيفة تقدمت بتنازل خطي بتاريخ 12 يناير 2018.

واعتبرت المحكمة قول الخادمة لطيفة بأن مشغلتها هي من تأمرها بإيذاء نفسها بالكي بالشوكة “الفورشيط”،  لا يتوافق ومقتضيات الفصل 131 من القانون الجنائي، الذي جاء فيه “من حمل شخصا غير معاقب، بسبب ظروفه أو صفته الشخصية، على ارتكاب جريمة، فإنه يعاقب بعقوبة الجريمة التي ارتكبها هذا الشخص”، معتبرة أنه وما دام أن المشتكية سنها 24، فلا يستقيم القول معه أن الضحية خضعت لتأثير الفاعل المعنوي وبالتالي لا تنطبق عليها شروط قيام مقتضيات الفاعل المعنوي.

وحسب الحكم الابتدائي فإن جريمة الإيداء العمدي تتحقق في حضور ركنها المادي وقوامه فعل الاعتداء الصادر من “المشغلة على محل الاعتداء والجريمة وهو جسم الخادمة ووقوع النتيجة السببية بينهما.

واعتبرت المحكمة في منطوق حكمها أنه لقيام الركن المادي لهاته الجريمة، يتجلى بالأساس في الفعل الإرادي الذي يأتيه الجاني، في حق المجني عليه، وحصول نتيجة من فعل الاعتداء وجود رابطة قوية بين الفعل الذي أتته المشغلة والاعتداء الذي وقع على الخادمة، في هذه الحالة.