تمكنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أمس الاثنين من إنجاز مهمة هبوط المسبار “إنسايت” على سطح المريخ بنجاح بعد رحلة طويلة في الفضاء استمرت ستة أشهر.
ويكتسي هذا الانجاز العلمي الجديد لوكالة الفضاء الامريكية والذي يعد العالم المغربي كمال الودغيري أحد المساهمين فيه، أهمية كبيرة بالنظر الى المخاطر الجمة والتعقيدات التي تحيط بعمليات الهبوط على سطح المريخ حيث أن نسبة الفشل تصل الى 60 بالمائة.
وكان الودغيري رئيس قسم دراسات الكواكب في وكالة الفضاء الامريكية، قد أكد في تصريح لمكتب وكالة المغرب العربي بواشنطن أن الهبوط على سطح المريخ “هو أحد المبادرات العلمية المقدامة وغير المتوقعة النتائج فيما يتعلق باستكشاف الكواكب مسجلا أن “نسبة فشل ب60 في المائة من الواضح أنها تجعل الأمور معقدة ، ولكن أيضا مثيرة إذا كللت بالنجاح”.
وأضاف أن المسبار “إنسايت” يسير على خطى المركبة “كيوسيتي” ، التي هبطت بنجاح على سطح المريخ سنة 2012 ، موضحا أن المهمة العلمية الجديدة ستقوم بتحليل التركيبة الداخلية للكوكب الأحمر، ولهذه الغاية تم تجهيز “إينسايت” بمقياس لرصد الاهتزازات الزلزالية وجهاز استشعار لتدفق الحرارة. وبعد جمع هذه البيانات وتحليلها ،بعد نقلها إلى العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية ، سيكون بمقدور هؤلاء امتلاك فهم أفضل لنشوء الكواكب الصخرية ، مثل كوكب الأرض.
ونشرت وكالة الفضاء الأميركية مقطع فيديو يوضح عملية هبوط مسبار “إنسايت” على سطح المريخ، في أول مهمة لدراسة أعماق الكوكب الأحمر.
والفيديو التوضيحي يأتي مع إعلان “ناسا” هبوط المسبار “إنسايت” بنجاح على سطح المريخ، الاثنين، في مهمة تستغرق عامين.
ويتوج الهبوط رحلة استغرقت 6 أشهر، بعد أن قطع المسبار 548 مليون كلم في رحلته من الأرض، حيث انطلق من ولاية كاليفورنيا الأميركية في مايو الماضي.
ويحمل المسبار معدات لرصد درجات الحرارة وهزات الزلازل في المريخ، وهي أمور لم يجر قياسها أبدا خارج كوكب الأرض، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.
واخترق المسبار الغلاف الجوي للمريخ بسرعة 19 ألفا و795 كلم في الساعة، لكن سرعته في رحلة هبوطه إلى سطح الكوكب، ومسافتها حوالي 124 كلم، قلت بفعل الاحتكاك بالغلاف الجوي ومظلة هبوط عملاقة وصواريخ كابحة.
ولامس المسبار سطح الكوكب بعد نحو 6 دقائق ونصف من ذلك، وهبط كما كان مقررا في المنطقة المنبسطة قرب خط استواء الكوكب.
وسيقضي المسبار “إنسايت” 24 شهرا، أي ما يساوي عاما مريخيا واحدا، في أخذ قراءات زلزالية وحرارية بحثا عن معلومات تساعد على معرفة كيف تشكل المريخ، وأصل الأرض، وغيرها من الكواكب الصخرية في المجموعة الشمسية الداخلية.
ورحلة المسبار الذي يبلغ وزنه 360 كلغ هي الحادية والعشرين للولايات المتحدة لاستكشاف المريخ. وبدأت الولايات المتحدة أولى رحلاتها إلى المريخ في ستينيات القرن الماضي، فيما أطلقت دول أخرى نحو 24 رحلة إلى هذا الكوكب.