“سيدي الرئيس طوال تاريخ البشرية ارتكبت مظالم عديدة بإسم العدالة، لكن أملنا كبير في عدالتنا التي تصدر أحكامها بإسم الملك أن تنأى عن هذا المنحى”، بهذه الكلمات انطلق المعتقل محمد المجاوي الملقب بـ”حكيم حراك الريف”، في ما يشبه المرافعة خلال استنطاقه من قبل المحكمة أمس الاثنين.

المجاوي الذي كان يتكلم بصوت جهوري وكأنه يتدخل في إحدى حلقيات النقاش الجامعي، حرص القاضي علي الطرشي أن لا يقاطعه وأن يفسح له المجال للكلام، قال: إن “حراك الريف لا يمكن اختزاله في مجموعة من الفيديوهات المعروضة في دقائق أو في المكالمات أو بعض الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي”، في إشارة إلى ما تعتبرها النيابة العامة وسائل إثبات في مواجهة ناصر الزفزافي ورفاقه.

وتابع المجاوي، “الحراك سيرورة امتدت لما يفوق سنة من الآن بمطالب اعتبرها الجميع مشروعة وبأفكار وإبداعات شرفت كل المغاربة، ورفعت رؤوسنا عاليا كحراك سلمي حضاري ومبدع أمام كل الرأي العام الوطني والدولي، الذين أعلنوا انبهارهم لحضاريته”.

وأكد المعتقل المجاوي على أن “هذا الملف لن ينتهي بصكوك الإدانة أو البراءة وفقط، بل هو ملف نتوخى من خلاله أن نعبد الطريق لمصالحة حقيقية داخل وطننا، وأن نعبد الطريق كذلك لديموقراطية حقيقية تصون كرامة المواطنين”.

محمد المجاوي البالغ من العمر 47 سنة، والذي قال أنه يتيم الأب والأم، والذي عاش حياة صعبة حين فقد والده وهو في سنته الأولى وفقد والدته وعمره لم يتجاوز التسع سنوات، حيث عاش حياة صعبة على حد تعبيره أمام المحكمة، أعلن عن أنه لم يتآمر في حياته ضد أي شخص داخل الوطن أوخارجه وعلى هذا الأساس.. كيف له أن يتآمر على بلده.

ولم يفوت المجاوي، الذي كان يشتغل كرجل تعليم بأحد الدواوير بإقليم الحسيمة، (لم يفوت) الفرصة لكي يعلن عن انتماءاته السياسية والنقابية والجمعوية، موضحا لهيئة الحكم أنه كان قياديا في حزب النهج الديمقراطي اليساري، وكذلك في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ونائب رئيس الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب، بالإضافة إلى أنه نقابي بالإتحاد المغربي للشغل، الجامعة الوطنية للتعليم.

وواجه المجاوي التهم الموجهة إليه من قبل المحكمة بالقول إن “الذي يزعزع أمن واستقرار وولاء المواطنين هو الفقر والجوع والتدافع حول قفة لا تتعدى قيمتها النقدية 150 درهما.. وأيضا عمال سندريات الفحم”.

أما بخصوص علاقته بناصر الزفزافي أجاب المجاوي، “علاقتي بناصر الزفزافي تعرفت عليه من خلال الحراك الشعبي بالريف وللتاريخ لامست فيه الجرأة والصدق والاستعداد للتضحية في سبيل الصالح العام، كما لامست فيه القيم النبيلة التي يتمتع بها الشعب المغربي”.
وحول علاقته أيضا بنبيل احمجيق أحد القيادات البارزة لـ”حراك الريف” فقال المجاوي “تجمعني به علاقة صداقة رغم أني أكبره سنا، وقد تعرفت عليه إبان حراك 20 فبراير”.

التعليقات على تفاصيل “مرافعة” المجاوي “حكيم الحراك”.. الفقر والجوع هو الذي يزعزع ولاء المواطنين مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

تطورات مثيرة في قضية الناصيري وبعيوي.. إضافة تهمة “الاتجار بعملات أجنبية” إلى باقي التهم

في تطورات مثيرة تخصّ ملف سعيد الناصيري الرئيس السابق لفريق الوداد البيضاوي، وعبد النبي بعي…