انتهت اليوم دورة الالعاب الأولمبية بريو دجنيرو البرازيلية 2016، وفي سبورة الميداليات، كان المغرب في ذيل الترتيب!.
حيث عادت البعثة المغربية المكونة من 49 رياضيا ورياضية، بميدالية يتيمة، “أنقذت إلى حد ما وجه المغرب”، وهي الميدالية النحاسية التي أحرزها بكل جدارة الملاكم محمد الربيعي. فما الذي جعل المغرب في ذيل الترتيب في السبورة النهائية للميداليات؟
لنعد إلى بداية الأولمبياد، لقد انطلق الأولمبياد بفضيحة جنسية، بعد اتهام الملاكم حسن سعادة بالتحرش الجنسي بعاملتي نظافة، مما حرمه من المشاركة في الأولمبياد، كما أثر نفسيا على باقي المشاركين، وهو ما يعني أن الرياضيين المغاربة يتوجهون إلى المشاركة في المحافل الدولية الكبرى، دون توعية أو تحسيس بالمهمة الكبيرة الملقاة على عاتقهم، وما يؤكد قولنا، أنه قبل أسابيع فقط، حصل نفس الشيئ مع فريق مغربي للصغار توجه للمشاركة في دوري لكرة القدم بالسويد، وما إن غادروا الملعب الذي احتضن حفل الافتتاح، حتى أخذوا في التحرش بالفتيات، مما دفع بالشرطة المحلية إلى اعتقال المدرب، وترحيل الفريق وحرمانه من المشاركة في الدورة.
أما البداية الثانية، فكانت مع حامل العلم لدى دخول البعثة المغربية، إلى الملعب، في حفل افتتاح الأولمبياد، حيث تم منح شرف حمل العلم المغربي لرياضي لا يتوفر على أي القاب دولية باستثناء المشاركة “المتميزة” في بعض اللقاءات الدولية، كان آخرها ملتقى باريس، وهو الفارس عبد الكبير أودار، مع وجود رياضيين آخرين يحملون ألقابا عالمية مثل الملاكم محمد الربيعي بطل العالم في الملاكمة، وعبد اللطيف إيكيدير حامل نحاسية الالعاب الأولمبية. فقط لأن الفارس يمتطي حصانا في ملكية الملك، في سلوك يجعل المتتبعين المستقلين يعتقدون أننا نعيش في بلد يشبه ليبيا القذافي، أو كوريا الشمالية، في حين أن الأمر لم يتعد رغبة المسؤولين الأولمبيين المغاربة في التملق والتزلف للملك.
ولنعد الآن إلى بداية البداية.. إلى أصل المشكل. اللجنة الأولمبية يترأسها منذ 23 سنة الجنرال حسني بنسليمان، ويلازمه مثل ظله، منذ ذلك الوقت، كمال لحلو رئيس جامعة كمال الأجسام، وهو المسؤول الرياضي الذي “سقط” ذات ليلة على الرياضة المغربية، عندما كان يصرخ “ضرب اخويا عشيق ضرب”!. حيث كان “يقترف” أنذاك مهنة صحفي رياضي بالقناة الأولى، فسمعه الحسن الثاني وهو يصرخ أثناء تغطية مبارة للملاكم عشيق في الألعاب الأولمبية لسنة 1988، ففتح له الابواب ليصبح مستثمرا في الإعلام، وليصبح أحد المنظرين والمخططين للرياضة المغربية.
فما الذي قدمه الجنرال بنسليمان و”الجنرال” لحلو للرياضة المغربية؟
إن مشكل الرياضة المغربية يبدأ من الاندية، ليصل إلى الجامعات الرياضية. لقد تخلت الأندية عن أبناء الاحياء، وذهب ذلك الزمن الذي كان فيه مدربون كبار يتجولون في الأحياء والدروب بحثا عن “المواهب” من “الفنانين” في الرياضة خاصة كرة القدم، وأصبح اليوم الالتحاق بنادي رياضي لمارسة الرياضة وخاصة كرة القدم، يحتاج إلى “واسطة” وأن يكون أبوك “واصلا” حتى تستطيع الولوج إلى الملعب. أما الرياضة المدرسية فلم يتبق منها إلا الإسم، حيث المدارس لم تعد تعتني بالرياضة، واصبح هم الجميع هو “الله يخرج سربيسنا على خير”.
أما جامعات الرياضة فإن تحمل المسؤولية داخلها، أصبح خاضعا لهموم السياسة والترشح للانتخابات، اكثر من هم الرياضة، وذهب ذلك الزمن الذي كان فيه الرؤساء عاشقون للرياضة وللنادي، ويضحون بمالهم الخاص ووقتهم ووقت عائلاتهم من أجل النادي، واصبحنا اليوم أمام مسؤولين يبحثون من “أين تؤكل الكتف؟”، ولا يهمهم سوى حساب كم من لاعب سيبيعون، وكيف سيتيح لهم منصبهم الجلوس إلى العامل والوالي والوزير، من أجل الحصول على منافع تخص مشاريعهم الخاصة، ومتى سيحضون بلقاء الملك ليلتقطوا معه صورة يضعونها في قلب الصالون، ويتفاخروا بها أمام زوارهم، و”يرهبون” بها “أعداءهم”، بادعاء القرب من السلطة المركزية.
رؤساء الأندية لم يقدموا برامج لتطوير الرياضات التي يمارسون، ورؤساء الجامعات لم يتقدموا بدفاتر تحمل، تتضمن اهدافا واستراتيجيات محددة بارقام ومدد زمنية، وتكلفات مالية واضحة، وهو ما يجعلنا ونحن في نهاية 2016، لازلنا لا نتوفر على أي بطل في الرياضات التقنية، مثل العدو في المسافات القصيرة، أو السباحة، أو الجمباز، أو المسايفة، وكل الرياضات التي حققنا فيها نتائج معينة، كانت من نوع الرياضات التي تلعب فيها الطبيعة أولا دورا كبيرا، ثم ياتي المجهود الفردي للبطل ثانيا، مثل العدو في المسافات المتوسطة والطويلة، أو إلى حد ما كرة القدم، وشيئا ما التنس، مع الثلاثي العيناوي وأرازي والعلمي، ثم الملاكمة.
إننا نحتاج إلى مخططات قائمة على أساس علمي، وليس إلى خطب إنشائية مناسباتية، تذهب أدراج الرياح بمجرد مغادرة القاعة التي ألقيت بها.
إن دولا عديدة كانت بعيدة جدا عن مسرح الرياضة العالمية واصبحت الآن لا يشق لها غبار في مضامير التنافس، فقط لأنها اعتمدت التخطيط العلمي، وابتعدت عن أجواء البحث عن “الهميزات”، واعطت للأبطال فرصتهم، وجلبت العارفين بالميدان ليتحملوا المسؤولية، وأبعدت الهم السياسي والانتخابي عن ممارسة الرياضة، لأن الرياضة شأن وطني، وليس حزبي.
وأخيرا يجب ربط المسؤولية بالمحاسبة، فما صرف ويصرف هو مال عام، من جيوب دافعي الضرائب، ويجب أن يعرفوا كيف يصرف هذا المال، وهل يذهب إلى حيث يجب أن يذهب، أم يضيع في الطريق بين صفقات لبناء مراكز وطنية للتدريب يعشش فيها الغراب فقط، ولا يتم استعمالها، وبين مصاريف السفر والسياحة للمسؤولين الجامعيين لكل الرياضات، والمسؤولية والمحاسبة تقتضي القضاء على المحسوبية والزبونية، في تعيين المدربين، وفي جلب اللاعبين، وفي إعطاء الفرصة لمن يستحق تمثيل المغرب، وليس إقصاء الابطال الحقيقيين، و”تلميع” الإمعات، والمقربين، والحاصلين على رضا أصحاب النفوذ.
أمن البيضاء يكشف تفاصيل توقيف شخص في حالة سكر صعد فوق سيارة للشرطة
تفاعلت ولاية أمن الدار البيضاء، بسرعة وجدية كبيرة، مع شريط فيديو منشور على صفحات مواقع الت…