تجري في هذه الأيام حرب استقطابات صامتة بين رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وعبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب، وتظهر تفاصيل هذه الحرب في حجم اللقاءات التي يعقدها كل واحد منهما في بيته مع أعضاء الحزب، وشخصيات أخرى، من حركة التوحيد والإصلاح مثلا.
إن هذا الصراع غير المعلن ما فتئ قياديو “البيجيدي” ينكرون وجوده، بالرغم من أن كل المؤشرات تؤكد فرضيته، بحيث أن بنكيران بعد إعفائه مباشرة صرح ما من مرة بما يفيد فكرة أن الحزب عليه أخد مسافة من الحكومة طيلة ولايتها، الشيء الذي يتقاسمه معه العديد من أعضاء الحزب، سواء داخل الأمانة العامة أو قطاع الشبيبة، وداخل المجلس الوطني للحزب، الذي يسعى المقربون والمدافعون عن وجهة نظر بنكيران عقده بعد أن تم جمع تقريباً النصاب القانوني لعقده، بينما يحاول العثماني جاهداً عدم حصول ذلك الشيء الذي بدأ العمل عليه منذ الحديث على انه بالرغم من أن النصاب القانوني موجود إلا أن القرار الأخير لعقد المجلس الوطني بيد الأمانة العامة للحزب التي هي من تقرر ذلك وفق الظروف المناسبة لانعقاده.
بالإضافة إلى كل هذا فإن العثماني يواصل الرد على خرجات بنكيران بشكل غير مباشر، عن طريق عقد لقاءات في منزله بسلا مع بعض أعضاء المجلس الوطني، لأنه أدرك حقيقة أنه عليه حشد دعم حكومته من داخل الحزب الذي للأسف لا يجمع على مساندته كل أعضائه، كما أن نقاش الربط بين رئاسة الحكومة والأمانة العامة للحزب، يؤطر هذه التحركات حيث أن هذه الاستقطابات سيكون لها تأثير تنظيمي على المؤتمر الوطني القادم للحزب الذي سيسعى من خلالها أنصار بنكيران إلى تغيير القانون للتمديد له لولاية ثالثة، بينما مجموعة العثماني ستدفع فيما يبدو بأن يكون العثماني بصفته رئيساً للحكومة أميناً عاماً، أو أن يتم الدفع بأحد المقربين منه لهذا المنصب، والتخلص من بنكيران الذي أصبح على ما يبدو أخطر شبح يهدد حكومة العثماني؟
انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات
أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …