كشف محمد رحا، أمير ما كان يسمى بخلية “الجهاد والتوحيد” التي فككت عام 2005، أن المعتقلين السلفيين في السجون آنذاك “كانوا متحدين متآلفين متحابين، لكن تغير كل هذا بعد ظهور تيار جديد، وهو تيار ما بين الجهادي والتكفيري، وكان حسن الخطاب وأمثاله من أوائل هذا التيار في السجن”.
مضيفا في حوار مع الصحافي منير أبو المعالي في “أخبار اليوم”، أن هذا التيار “يكفر الشعب مآلا لأن الشعب بنظره يشارك في الانتخابات ويتحاكم إلى المحاكم الوضعية ولم يحقق التوحيد، ويكفرون الحركات الإسلامية كالإخوان المسلمين والسلفية التقليدية. ورغم تبني هذا التيار حمل السلاح فإنه يكفر حتى الجهاديين القدامى لأن عموم الجهاديين السابقين كانوا ضد تكفير الشعب والجماعات الإسلامية”.
موضحا أن “هؤلاء التكفيريون (أو ما كان يطلق عليهم في السجن المسلمون الجدد) كانوا يشكلون فقط 5 في المائة من مجموع السجناء في بداية 2005 لكنهم أضحوا يشكلون نصف عدد السجناء الجهاديين أو بالأحرى أغلبيتهم”.
وعزا رحا سيطرة هؤلاء التكفيريين الجدد على السجون في اختلاف الجهاديين “المعتدلين” فيما بينهم حول الحكم والمعاملة الواجب اتخاذها مع الجهاديين الجدد، مع قابلية الكثير منهم للانحراف إلى منهج الغلاة وفقدانهم إلى منهج واضح منضبط. زيادة على تركيز الجهاديين الجدد على الدعوة السرية واستقطاب الجهاديين “المعتدلين” بعناية وإتقان. كما أن التيار الجهادي الصاعد كان تيارهم، فالمجموعات التي كانت تعتقل وتدخل علينا السجن كانت غالبيتها على نهج الجهاديين الجدد. ثم اتحاد الجهاديين الجدد مع التكفيريين (المسلمون الجدد) ضد الجهاديين “المعتدلين”، واتحادهم هذا كان بداية ومقدمة لاتحادهما فيما بعد تحت راية تنظيم “داعش” في سوريا والعراق إذ إن غالبية هؤلاء التكفيريين دخلوا تحت “داعش”.
وبحسب رحا، فإن هذه الأسباب ساهمت بشكل رئيسي في تغيير المعادلة في هذا السجن وبسببها تقوى الجهاديون الجدد على الجهاديين السابقين. وبهذه الكيفية، وبعد أن كان السجن في السنوات الأولى موزعا إلى قسمين واضحين: قسم الجهاديين؛ وقسم التكفيريين، إذ بطرف ثالث يدخل على الخط بين الجهاديين والتكفيريين، وبدأ الأمر بحسن الخطاب وأمثاله، وهم أناس يحسبون على التيار الجهادي إلا أنهم في الحقيقة أقرب إلى التيار التكفيري، وشرهم أعظم من التكفيريين لتبنيهم حمل السلاح خلاف التكفيريين الذين لا يؤمنون بحمله ابتداء. ولما برز هؤلاء، اختلطت الأوراق ولم يبق واضحا من الجهادي من التكفيري. وهذا حدث سنة 2006-2007.
ويقول رحا إنه هو وزملاءه السلفيين الآخرين حاولوا صد هذا التيار لكنهم فشلوا: “حصلت المناظرات والمشادات والخصومات في أنحاء السجن، لكن فضاء السجن والمراقبة داخله وتركيز إدارة السجن على حصار المعتقلين وزيادة بث الصراع فيما بينهم، كلها عوامل لم تساعد أبدا على حوار إيجابي وفعال بين السجناء. ولا يمكن للمعتقلين أن يقوموا بهذا الدور. لكن دعني أكون صريحا معكم، لم يكن هناك أيضا أي دور لعلماء المغرب، فلم يزوروا السجناء ولا ناقشوهم ولا ردوا على أسئلتهم، وحتى الآن لست أدري هل المجلس العلمي لم يهتم بهذا الأمر أم أنه منع من زيارة السجون”.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…