تقلّد محمد بوسعيد حقيبة وزارة الاقتصاد والمالية في أكتوبر 2013، خلفا لنزار بركة، الذي غادر الوزارة يوم 9 يوليوز من نفس السنة، إثر قرار حزب الاستقلال في عهد حميد شباط مغادرة الحكومة، حيث عوضه حزب التجمع الوطني للأحرار بعد أشهر من “البلوكاج”.
عندما وصل بوسعيد إلى وزارة المالية وجدها تعاني من عجز كبير في الميزانية، يقول أحد الأطر الكبيرة في الخزينة العامة للملكة، في حديث لـ “الأول”، حيث ترك بركة عجز الميزانية في حدود 5.4 حسب الأرقام الرسمية، بعد أن وصل العجز سنة 2012 إلى 7.3، ولم تمض سوى 6 أشهر، حتى أرجع يوسعيد عجز الميزانية إلى معدل مقبول، حيث حقق نسبة 4.9 سنة 2014، ليصل سنة 2016 إلى 3.9 من الناتج الداخلي الإجمالي.
وأكد أحد أصدقاء وزير الاقتصاد والمالية المعفى، أنه، عندما وصل إلى منصبه سنة 2013، لم تكن دول الخليج تقدم من “الهبات” التي تعد بها المغرب، إلا النزر القليل، وهو ما دفع بوسعيد إلى القيام بجولة في أغلب دول الخليج من اجل تحفيزها على تنفيذ كل وعودها للمغرب، سواء على مستوى الهبات او القروض أو الاستثمارات، وقد نجح في مهمته بنسبة كبيرة.
كما أكد نفس الصديق في حديث لـ “الأول”، أن بوسعيد قضى كثيرا من الليالي يتقلب في فراشه من الأرق، وخاصة في أواخر كل شهر عندما كان يجد نفسه مجبرا على تدبير كيفية أداء رواتب وأجور الموظفين، في حين كانت مالية الدولة تعاني من غياب السيولة.
وكانت الشوكة التي “أتعبت” جنب وزير المالية والاقتصاد المعفى، هي الشركات العمومية والمؤسسات التابعة للدولة، مثل المجمع الشريف للفوسفاط والخطوط الجوية الملكية، حيث مارس عليه كل من مصطفى التراب وعبد الحميد عدو وغيرهم من المدراء الكبار للمسسسات العمومية، في الكثير من الأحيان ضغطا رهيبا، من أجل الحصول على الاعتمادات المالية من أجل تنفيذ بعض الاستثمارات، أو من أجل استرجاع الضريبة على القيمة المضافة التي تعد بملايير الدراهم، وهو ما تم اعتباره تسجيلا لمتأخرات الدولة إزاء المؤسسات العمومية.
أما حادثة “المداويخ” فقد كانت ضربة قاصمة لظهر محمد بوسعيد، وهو الذي كان دائما يعتبر نفسه ابن الشعب، وأنه لا ينتمي إلى العائلات الكبرى ذات الأسماء الرنانة في المغرب، وانه وإن كان وصل إلى أعلى المراتب الإدارية أو السياسية، فإنما وصل إليها بجهده الشخصي ومثابرته، وانه عندما وصل “المقاطعين” بالمداويخ، فهو كان يوجه رسالته السياسية إلى فئة معينة (شبيبة العدالة والتنمية التي وصفها أمينها العام عبد الإله بنكيران بالمداويخ)، ولم يكن أبدا يقصد فئات الشعب المغربي بمختلف أطيافه، حيث أصيب بأزمة نفسية حادة، بعد تأويل خطابه بشكل “مغرض” وتعرضه لهجمة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد صديقه المقرب في حديثه للموقع.
اشتباكات بين الجمهور الفرنسي والاسرائيلي في مدرجات ملعب فرنسا الدولي أثناء مباراة المنتخبين
شهدت مدرجات ملعب فرنسا الدولي مناوشات قوية بين الجماهير الفرنسية ومشجعين إسرائيليين خلال م…