الى دومو.. بحر اليسار يرفض الموتى الغارقين في الالتباس السياسي
بعد التصريح الذي أعطاه عبد العالي دومو لموقع “هسبريس” وقال فيه إن “المغاربة يرفضون تأسيس حزب جديد منشق عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مبررا التحاقه بحزب التقدم والاشتراكية للترشح بألوانه في الانتخابات التشريعية المقبلة، بوجود قناعة شخصية لديه بعدم جدية تأسيس إطار جديد”، خرج عز الدين مليري، عضو المنتدى الوطني لحزب البديل الديمقراطي، في مقال خص به موقع “الأول” هذا نصّه:
حينما نتأمل فلسفة البحر في علاقته بالموتى الذين يسقطون ضحايا في عشق السباحة والغوص في أعماقه لاكتشاف ما يخبئه من جمال وأسرار، نفهم معنى أن يلفظ بحر اليسار الغارقين في مستنقع الالتباس السياسي والإيديولوجي أولئك الغارقين في المهادنة وربع الحلول من ضعاف النفوس المصابين بالعجز عن قطع المسافات الطويلة والمؤمنين بالقدر السياسي في الدفع بعجلة التاريخ إلى الأمام كي تستقيم حالة السياسة من تقلبات السوق والمناخ الذي أفسدته رهانات التجارة وفساد الأخلاق لدى ممارسيها الذين تحولوا إلى متسولين في متاجرها الصغيرة والكبيرة بحثا عن فتات وبعض المكاسب والمنافع التي تحمي أحيانا مصالحهم الضيقة وأحيانا تدر عليهم دخلا إضافيا أو بريستيج ينتمي إلى “زمن القايد” عفوا زمن الشيخ في القبيلة وهذا الحال يستمر في فهم معنى الانقلاب على الذات ومحاولة تبرير العجز النفسي لبعض المندسين في الحياة السياسية المصابين بأعطاب نفسية تجعلهم في وضعية اللاستقرار والشعور بالغبن لأنهم يفتقدون إلى الكاريزم الذي يمنحهم احتراما وسط رفاقهم.
مناسبة الحديث هذا هو خرجة دومو الذي سكت ظهرا فنطق كفرا، ودون أن يستحيي أراد أن يقدم لنا دروسا في السياسة ويتطاول على رفاقه الذين احترموا ضعفه وعجزه وتجاووزا صمته وفراره من حلبة السباق التي اختارت المسافات الطويلة وتنكر لمسار الرحلة التي توافق فيها البديليون مع رفيقهم “سي احمد الزايدي” عندما أعلنوا عن انطلاقة جديدة خارج البيت الاتحادي وقرروا تأسيس حركتهم الجديدة، وبحثوا قبل ذلك سبل إعادة إحياء الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وغيرها من المبادرات التي انخرط فيها قادة كبار اكبر من حجم “سي دومو” وزنا وكفاءة وخبرة ووووووو…
حاول ” دومو” أن يتحدث باسم المغاربة ودون أن يستحيي قال إن المغاربة يرفضون حوانيت سياسية جديدة ونسى الرفيق أن المغاربة يرفضون رقصته الحربائية وتلونه المتعدد ويرفضون منطق التجارة في تدبير حياتهم السياسية.
نعم المغاربة سئموا من أشخاص لا لون لهم ولا طعم لهم، وتجربتك سواء داخل الاتحاد أو في رحاب التيار السياسي المنسحب من الاتحاد كشفت عن حالتك ووضعك في هرمية التنظيم وأبانت بأنك رجل تتقن فن التقرب من الكبار ومحاولة المشي بجانبهم وهناك تفاصيل كثيرة نترفع عن ذكرها؛ لكن البديل حسم أمره مباشرة بعد رحيل قائده وزعيمه سي احمد الزايدي عندما وجه ورحب بسي طارق القباج على رأس تنسيقية تحضير حزب البديل الديمقراطي واختار علي اليازغي كاتبا عاما له للإشراف عن التنظيم والإدارة، تلك كانت أولى رسائل البديليات والبديليين مفادها أن موقعك الطبيعي ليس هو قيادتنا ولا الحديث باسمنا…
رسالة جاءت كجواب على شطحاتك ورقتك الأولى التي أبعدت رجلا كان يحضا بإجماع على قيادة البديل الديمقراطي هو سي “احمد الشامي” الذي خنقتَ وقوفه الأول فوق منصات مجالسنا الوطنية التحضيرية ودفعته إلى الانسحاب في صمت لأنه رجل محترم لا يحب ضجيج التدبير ولا التسول في سوق مختبرات السياسة ومجالسها الخاصة.
وعندما قررنا المضي قدما لم نلتفت إلى الوراء ولم ينتبه احدنا أننا تركناك خلفنا بل شعرنا جميعا أننا تحررنا من ضغط الوفاء لمسار الرحلة وابتهج القادمون الجدد بانسحابك الغير مبرر فكان الميلاد الذي أخرس الأصوات وكذب كل المراهنات التي راهنت على عدم تمكننا من عقد مؤتمر المحمدية وبحجم المؤتمرات النوعية التي حضرته قيادتك الجديدة التي نحترمها وقيادات سياسية من اليسار وحتى من خصومنا السياسيين.
وخير كلام نختم به حديثنا هو تذكير من زمن سي عبد الرحيم بوعبيد: يحكى أن اللجنة المركزية لحزب القوات الشعبية في سبعينيات القرن الماضي اجتمعت لتدارس قضايا ساعتها السياسية الذي تزامن مع حدث تعيين المرحوم سي عبد القادر الصحراوي وزيرا للأنباء وهو واحد من قادة وبرلمانيي الحزب المشهود لهم بالكفاءة والخطابة وقبل بداية الاجتماع طالب أعضاء اللجنة المركزية بتوضيح واتخاذ قرار الطرد في حق الرجل الذي لا يمكن أن نجد مشتركا بينه وبين “دومو” اليوم، فكان جواب سي عبد الرحيم بوعبيد الذي رفض أن يضيف قضية تعيين عبد القادر الصحراوي في جدول أعمال مجلس تنتظره قضايا أكبر من تفصيل صغير يهم عضوا غادر الحزب فخاطب اللجنة المركزية قائلا: “أخانا عبد القادر الصحراوي أردناه أن يكون حرا فأبى فاتركوه… ولك التعليق كي تفهم دلالات المعنى في فهم معركة البناء الديمقراطي ومتطلباته”.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…