في هذا الحوار، يتحدث سعيد الناصري، الممثل الكوميدي والمخرج، عن الاستياء الذي أحدثته “الملحمة” التي صورها وأخرجها “كلنا أبطال”، ويجيب أيضا عن سؤال: لماذا لا يبذل أي مجهود إبداعي في مثل هذه الأعمال؟، كما يتحدث عن الناصري عن غيابه هذه المدة عن التلزيون المغربي وعن المشاكل التي له مع فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية.
- استاء الكثير من المغاربة، من “ملحمة كلنا أبطال” وخصوصا الطريقة الهزيلة التي قدمت بها مجموعة من الأسماء دعمها للمنتخب الوطني، لماذا لا يبذل مجهود إبداعي في مثل هذه الأعمال ؟
أولا، المشاركون في هذه الملحمة، كانوا كلهم من الفنانين الكبار في المغرب، وقدموا هذا العمل بكل حب وصدق، على عكس الأعمال التجارية المحضة، فهذا عمل للمواطنة وفيه نوع من الحب مقدم ممن قبل القنانين الذين شاركوا فيه.
هناك من انتقد التصوير، طريقة التصوير كانت جيدة، والمشكل هو أننا ممرنا بثلاثة مراحل لتصوير هذا العمل، المرحلة الأولى صورنا فيها “الكورال” وفي المرحلة الثانية أعدنا التصوير لأنه انضاف إلى العمل مجموعة من الفنانين الكبار كمحمد الجم والفنانة نادية أيوب وكان علينا إعادة التصوير لإضافتهم للعمل وذلك بكاميرا مختلفة عن الكاميرا التي صورنا بها المرحلة الأولى، وأيضا تصوير الفنانة حياة الإدريسي الموجودة في التسجيل الأصلي للأغنية، في دبي بكاميرا أخرى مختلفة عن التي صورنا بها المرحلة الأولى والثانية، لذلك من الطبيعي أن تظهر بعض الاختلافات.
أما فيما يخص الاخراج فقد تعمدت أن أخرج هذا العمل بهذه الطريقة التي صورت بها أعمال عالمية كثيرة، كـWe are the world، لقد تعمدت أن أصور هذا العمل على طريقة Making off، وطبيعي ذلك لأن هذه أغنية وليست نشيدا وطنيا يجب أن يقف جميع الفنانين بطريقة موحدة لأدائها، ولذلك من الطبيعي أن يطرح الناس الذين اعتبروا أن هذه الطريقة غريبة مجموعة من التساؤلات.
- لماذا لم تظهر في هذا الرمضان، بـأحد السلسلات الكوميدية أنت كذلك، هل علاقتك مع القنوات المغربية وصلت إلى خط اللارجعة ؟
عندي مشكل مع الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، ولذلك لأنه له موقف مني، ولا يجيب على كل رسائلي التي أوجهها له، بشكل رسمي، حتى العمل الأخير “الملحمة” قام فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم باعتباره الممول الرئيسي لهذا العمل، بإرساله إلى العرايشي وتكلم معه أمامي في الهاتف لبثه لاعتباره عملا وطنيا، لكنه لم يجيب إلى حدود اللحظة وأيضا لم يقم ببثه، على الرغم من أننا وضعناه كذلك بشكل رسمي في جميع القنوات والإذاعات التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
وأيضا أنا كل سنة أضع، 3 أو 4 مشاريع أعمال لكنها ترفض بسبب من الأسباب كل مرة كأن الكوميديا ناقصة في العمل وغيرها من التبريرات.
- ما رأيك فيما يعرض من أعمال كوميدية في هذا الرمضان،ّ والتي وصفت من قبل الغالبية على مواقع التواصل الاجتماعي بـ”الحامضة”؟
“كون اكانت غير حامضة”، هذه الأعمال تقوم بضرب حتى المبادئ التي اشتغلنا لتمريرها عبر التلفزيون لسنوات، ولا يوجد فيها أي رسائل التي يجب أن تمرر عبر التلفزة، فالفنان في المسرح أو السينما يمكنه أن يقوم بما يحلوا له وأن يشتغل كيفما يريد لأن هاذين المجالين الجمهور هو من يقرر الذهاب إليها أم لا بشرائه لتذكرة الدخول، أما التلفزين يفرض نفسه على المجتمع.
والسبب الأساسي هو أنه منذ صدور دفاتر التحملات، وهناك 5 أو 6 شركات إنتاج هي التي تستفيد من طلبات عروض القنوات التلفزية، وإن عدت إلى 3 أو 4 أشهر، قبل صدور هذه دفاتر التحملات ستجد أن أحد الشركات المحظوظة الآن والتي أصبحت توصف بالشركة العملاقة، بأموال الشعب، لم يكن لها أي وجود يذكر في المشهد، وأغلب من الآن يتصدرون هذه الشركات “المحظوظة” كانوا في السابق يشتغلون عندنا كمتمرنين.
حساب بسبط يمكن أن نقوم به في ظل هذا المستوى الذي يجمع الكل بأنه متدني ففي السابق أنا كنت أنجز عملا كوميديا (سلسلة) بمبلغ 4 ملايين درهم، وكانت في المستوى الذي يعرفه الجميع، (لن أقول مستوى عالي أو متدني جدا) والآن أصبحت هذه الأعمال تنتج بمليار سنتيم، كل هذا الفرق لإنتاج أعمال أصبح الكل يتشكى منها وبلغني أن مجموعة من الأساتذة الجامعيين يحتجون على الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة عن هذا المستوى المتدني، وكنت بدوري قد نبهت العرايشي لهذا الأمر وكتبت له ما مفاده “فإما أنك لا تعرف شيء في هذا المجال وعليك أن تبتعد لأنه يهم أموال الشعب أو أنك معه هذه المجموعة التي تستغل أموال الشعب”، فلنترك إبعاد الناصيري لكن لماذا لا يشتغل في التلفزيون أناس آخرين مثل أحمد السنوسي وبنياز وحمادي عمور والزعري وغيرهم…، أليس هذا من الظلم.
المغرب يتصدر قائمة الدول الأفريقية في جودة الإنترنت وسرعة التحميل
شهدت الفترة الأخيرة جدلاً واسعاً بشأن أداء المغرب في مجال الاتصال، حيث وُصِف بأنه متأخر من…