محمد سموني
مرة أخرى، لم يوفق هشام العسري في إقناع المتلقي “الواعي سياسيا وسينمائيا، بفيلمه الأخير “ضربة فالراس”، التي حاول أن يعالج فيه أحداث انتفاضة 1981 التي سماها وزير داخلية الحسن الثاني، ادريس البصري، ساخرا: “انتفاضة كوميرا”، بشكل سوريالي، ليسقط في الابتذال باستعمال مكثف للرمز وتقنية “حركة الكاميرا” حتى أفقدها كل معنى، ليجد المتلقي نفسه أمام شريط غير متجانس يدخل فيه تجريب الفيديو(performance d’art vidéo) مع بعض الإشارات السياسية التي حاول العسري تمريرها بإغراق كبير في الرمزية وعبر مشاهد مستنبطة بشكل كبير من أفلام المخرج الصربي إمير كوستوريكا، الذي بدا العسري متأثرا به بشكل كبير في فيلمه الأخير حتى أصبحت ضربة العسري مجموعة ضربات لمشاهد أفلام كوستوريكا underground،le temps des gitan وpapa est en voyage d’affaires.
العسري الذي سبق أن قال في حوار أجريته معه، في برنامج “Ciné Café” الذي ينشر على الموقع “الأول”، في مرحلة ما بعد إنتاج فيلمه “ضربة في الراس”، الذي كان اسمه في النص الأصلي “الأقزام”، بأنه استفاد كثيرا من سلسلة “كنزة في الدوار” التي بثت في رمضان ما قبل الأخير، لانجاز هذا الفيلم، بدا من خلال استعمال عبارات كوميدية لا تخرج عن اللغة المستعملة في السلسلة الفكاهية (كنزة في الدوار) المستبلدة للجمهور، باعترافه هو، سقط في استعمال ذات اللغة في معالجة موضوع من الأهمية بمكان مثل “انتفاضة كوميرا” الذي يفترض أن يكون محط اهتمام ومتابعة فئة مهتمة بالسياسة أكثر من الجمهور العادي.
لم يقف العسري بسورياليته غير الواعية، في ضربته الفاشلة في رؤوس جميع من شاهد الفيلم، عند مسألة الإخراج وحركة الكاميرا، بل حتى في الاستعمال غير المقنع لموسيقى “هوبا هوبا سبيريت” لا لشيء إلا لأنها تذكره بمرجعيته السينمائية، التي بقي مخلصا لها، حد استعمال مشاهد غير منقوصة من أفلام كوستوريكا، ليتم بذلك معالجة موضوع انتفاضة 1981 بنظارات ما بعد سنة 2006، عبر إدماج موسيقى “أصدقاء رضى العلالي” التي واكبت جيل “نايضة” في الموسيقى وأيضا من خلال فهم وتصور المخرج لانتفاضة 1981 كما واكبها، على ما يبدو أيضا في دينامية 20 فبراير في سنة 2011، مع ما بينهما من فارق.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…