مصطفى الفن
انتشر فيديو خطير جدا هذين اليومين يظهر مجموعة من المراهقين وهم يغتصبون طفلة قاصرا داخل حافلة بعد أن جردوها من ملابسها.
وأخطر المشاهد في هذا الفيديو هو أن سائق الحافلة لم يتوقف، بل لم يعر أي اهتمام لهذه الطفلة التي كادت أن تنهار من شدة الصراخ.
ولا أخفي أني صدمت بهذه المشاهد المرعبة، وكدت أن أفقد صوابي لأني وضعت نفسي مكان الأب الذي ظهرت ابنته في هذا الفيديو وهي على تلك الحال من الفزع والرعب.
نعم إنها مشاهد مرعبة تزرع فيك الشك والخوف على وطن ندعي أنه آمن وما هو كذلك.
فأي طعم للحياة في وطن يصم آذانه لئلا يسمع صرخة طفلة وهي تغتصب داخل حافلة؟
والحقيقة المرة هي أن هذه الواقعة هي ليست حادثا عرضيا.
إنها عنوان ل”مرحلة أمنية” مخيفة وخطيرة دخلتها البلاد خلال العشر سنوات الأخيرة.
وطبيعي أن يصل “الانفلات الأمني” إلى هذا الحد.
لأن هناك تسامحا غير مفهوم مع اللصوص حاملي السلاح الأبيض ومع المشرملين من أصحاب الدراجات النارية الذين أصبحوا يتجولون في شوارع الدار البيضاء دون أن يضايقهم أحد.
ويبدو أن التشرميل والسرقة تحت التهديد بالسلاح، والسرقة عن طريق النشل لم تعد أعمالا إجرامية تستحق المطاردة الأمنية والعقاب والسجن.
هذه الأعمال الإجرامية يبدو أن الأمن ليس هو الذي تسامح معها فقط.
فحتى المواطن تسامح معها لأنها تحولت في نظر البعض إلى مهن مذرة للدخل ومصدر رزق وعيش آلاف الأسر المغربية.
وربما لهذا السبب لم تعد بعض الأسر تشعر بالخجل والعار أن يعتقل واحد من أبنائها في قضية سرقة أو اعتداء على فتاة من أجل السرقة.
أكثر من هذا، فهناك أسر أصبحت ترى في اعتقال أبنائها في قضايا السرقة والسلب مجرد “حادثة شغل” ينبغي التعامل معها ك”قضاء وقدر وابتلاء” من الله تعالى.
نعم قد يقول قائل إن الأمور ليست بهذه الصورة القاتمة وأن رجال الأمن يقومون بمهامهم على أحسن وجه في محاربة مثل هذه الجرائم.
وفعلا قد يكون الأمر كذلك في بعض المدن، لكن يصعب علي أن أصدق مثل هذا الخطاب “المطمئن” وجلنا لا يستطيع حتى التحدث عبر الهاتف دون خوف على نفسه وعلى هاتفه وهو يتجول في “أرقى” شوارع بالدار البيضاء.
ولفظة “أرقى” هنا أقولها تجاوزا لأن هذه المدينة العملاقة ما عادت شوارعها راقية بعد أن اجتاحتها مظاهر البداوة والترييف وعربات “الهندية” أمام صمت المسؤولين كافة أجمعين.
بقي فقط أن أقول إن رئيس الدولة الوحيد في العالم الذي خصص خطابا لمدينة في بلده هو الملك محمد السادس.
وقع هذا في أكتوبر 2013 بمناسبة افتتاح الدورة الأولى للسنة التشريعية الثالثة عندما انتقد العاهل المغربي “فساد البر والبحر” الذي أعاق تحول أكبر مدينة مغربية إلى قطب اقتصادي ومالي.
فماذا فعل مسؤولو الدار البيضاء لتنزيل هذا الخطاب الملكي على أرض الواقع؟
تقريبا لا شيء سوى أنهم جاؤوا بحافلات غير صالحة لنقل المواطنين وإنما صالحة ل”اغتصابهم” في واضحة النهار.
عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019
صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…