حجيج لـ”الأول”: شعبية “البيجيدي” جاءت بسبب خطابه وضعف الأحزاب التاريخية

قدم الباحث السوسيولوجي المغربي، الدكتور حسن حجيج، مقاربته حول شعبية العدالة والتنمية من وجهة نظر سوسيو-سياسية كحزب احتل المرتبة الأولى في انتخابات السابع أكتوبر متفوقا على غريمه الأصالة والمعاصرة وباقي الأحزاب، قائلا إن”حزب العدالة والتنمية لم يكن في حاجة إلى شراء الأصوات، أولا لأنه حزب منظم وذو قاعدة شعبية حقيقية، كما أنه ليس حزباً مكوناً من الأعيان، كما هو حال معظم الأحزاب المنافسة التي تفتقد إلى تلك القاعدة، وبالتالي لا يمكنها الحصول على الأصوات اللازمة إلا بالاعتماد على الأعيان الذين يستملون الناخبين إما بالمال أو الانتماء والزعامة القبليين”

وقال حجيج في تصريح لـ”الأول” إن “هناك عوامل سوسيو-ثقافية تتمثل في خصائص الطبقة الناخبة بالمغرب”، مضيفاً أن “هذه الطبقة يمكن تقسيمها إلى فئتين أساسيتين: الطبقة الشعبية والطبقة المتوسطة، وتتشكل الفئة الأولى: في معظمها من الناخبين الذين يصوتون لأسباب لا صلة لها بالإيديولوجيا، نظراً لكونها الفئة الأقل تدينا، الشيء الذي يفسر نجاح حزب الأصالة والمعاصرة في تحقيق نتائج مثيرة في القرى”.

وتابع حجيج: “بالمقابل، هناك الفئة الثانية: الطبقة المتوسطة التي تتميز بدرجة من التدين أعلى مما لدى الطبقات الدنيا، وهي التي تختار الأحزاب التي ستصوت عليها لأسباب إيديولوجية، فضلا عن ذلك، فإن المستوى التعليمي المرتفع نسبياً لأعضاء هذه الطبقة وما يتمتعون به من قدرة على “الموضعة” السياسية هو ما يفسر كونهم الفئة النشيطة في المجتمع المدني، وخصوصاً الجمعيات المتمركزة في الأحياء والمهتمة بتدبير الشؤون العامة لهذه الأحياء”.

وأضاف حجيج أن “هناك أيضاً أسباب أخرى ترتبط بالبنية السياسية المغربية، يمكن أن ألخصها في خاصيتين اثنتين: أولا، الوهن التاريخي والبنيوي الذي أصاب ما يسمى بالأحزاب التاريخية، كالاستقلال والاتحاد الاشتراكي وغيرهما”. أما الخاصية الثانية، فاعتبرها حجيج تتجلى في “ارتباط حزب العدالة والتنمية بالدولة، أي اعترافه بإمارة المؤمنين وانخراطه في الممارسة السياسية كما حددتها الدولة وابتعاده عن العنف. وهذه أمور تشكل جزءاً من الخارطة السياسية الذهنية لمعظم المغاربة”.

مؤكدا إلى أنه “يجب الإشارة إلى سبب ساعد البيجيدي كثيراً ويتعلق الأمر بشعار محاربة الفساد، حيث شكل الحزب فرصة جديدة لشعب أنهكه الفساد المستشري في دواليب الدولة والمحسوبية والزبونية ونهب المال العام. إذ استعمل الحزب خطاباً يقوم على فكرة تخليق الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وذا نبرة دينية، فضلا عن خطاب محاربة اقتصاد الريع والرشوة.”