اختتمت اليوم الخميس بمراكش، فعاليات الدورة التأسيسية لمنتدى مراكش البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورو متوسطية والخليج الذي استضافته المدينة الحمراء على مدى يومين (7 و 8 دجنبر).
وشكل هذا المنتدى الأول من نوعه، والذي نظمه مجلس المستشارين وبرلمان البحر الأبيض المتوسط، فرصة لمناقشة القضايا الاقتصادية والبيئية الأكثر إلحاحا في المنطقة الأورو متوسطية والخليج، من خلال جلسات نقاش موضوعاتية أثرى أشغالها برلمانيون من 31 بلدا إلى جانب المسؤولين المعنيين رفيعي المستوى من القطاعين العام والخاص، والأكاديميين والخبراء ورجال أعمال وفعاليات المجتمع المدني.
ورسم النقاش المثمر والغني الذي ميز الجلسات الموضوعاتية للمنتدى ملامح مقاربة جديدة في التعاطي مع التحديات الضاغطة التي تواجهها منطقتا البحر الأبيض المتوسط والخليج والتي من شأنها تعزيز التعاون بين هذين الفضاءين الجغرافيين وتكثيف الجهود لمجابهة التحديات المشتركة.
وفي كلمة له خلال الجلسة الختامية للمنتدى، نوه رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، بالمستوى العالي لإسهامات المتدخلين، “الذين توفقوا في تناول القضايا والأسئلة المطروحة على طاولة النقاش ضمن أشغال هذا المنتدى من زوايا مختلفة”، مشيرا إلى أن هذا الأمر مكن من استشراف مسالك تعزيز التعاون الإقليمي بين بلدان المتوسط والخليج وسبل إقامة منطقة اقتصادية أورومتوسطية خليجية وتحقيق تكامل اقتصادي جنوب جنوب و شمال جنوب أكثر فاعلية وأكثر استدامة.
وجدد رئيس مجلس المستشارين التأكيد على أهمية أن يتوخى هذا التكامل جعل فضاء الخليج العربي والمتوسط فضاء سلام واستقرار واكتفاء، من خلال دعم وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري والمالي، ولكن أيضا من خلال إطلاق حوار سياسي وتعاون أمني واجتماعي وثقافي والتبادل المنتظم للمعلومات والخطط في كل مجالات التعاون.
وذكر ميارة بتأكيد الملك محمد السادس في الخطاب الذي وجهه إلى القمة العربية الأوروبية الأولى “على استعداد المملكة المغربية الكامل للانخراط، بكل جدية وتفاعلية، في أية دينامية جديدة من شأنها أن ترتقي بالحوار العربي الأوروبي إلى مستوى تعاون حقيقي ومجدي، بما يعود بالنفع العميم على بلدان المنطقتين، ويسهم في تحقيق طموحات وتطلعات شعوبهما”.
وبعد أن ثمن كافة الخلاصات والتوصيات الختامية المنبثقة عن هذا المنتدى، عبر ميارة عن أمله وطموحه في مأسسة “منتدى مراكش البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورومتوسطية والخليج” “واستمرارية شراكتنا في تنظيمه على نحو دوري ومنتظم”.
وتميزت الجلسة الختامية بتقديم خلاصات الجلسات الست للمنتدى، وكذا تلاوة التوصيات التي كللت أشغال هذا الملتقى من طرف بدرو روكي، رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط.