نشر مجلس المنافسة تقريره الخاص بدراسة سوق المحروقات بالمغرب بين 2018 و 2022 وعلاقتها بالسوق العالمية، وكذا تركيبة الأسعار وهوامش ربح الشركات الموزعة للوقود، بالإضافة إلى ملاحظاته عن نشاط توزيع المحروقات وطبيعة تعامل الشركات مع الأسعار العالمية للبترول وانعكاسها على السوق الوطنية.
وسجل مجلس المنافسة في رأيه المتعلق بأسعار الوقود أن هناك انعكاس فوري للزيادات في عروض الأسعار على الصعيد العالمي ومؤجل زمنيا في حالة انخفاضها.
وقال المجلس إنه بصفــة عامــة، يقــوم الفاعلــون بتحديــد أســعار البيــع لشــركات التوزيــع مــرة كل أســبوعين. بيــد أنــه لوحــظ أن هــؤلاء عملـوا، خلال فتـرات معينـة، علـى تفعيـل تغييريـن أو أكثـر فـي أسـعار البيـع المرتفعـة لـكل أسـبوعين، كمـا هـو الحـال خلال أشـهر مـارس وأبريـل ويوليـوز 2021.
ويمكــن تفســير أســباب التفــاوت الملحــوظ بيــن التغيــرات فــي أســعار بـلات (Platts )للنفــط الخاصــة بالمنتجــات المكـررة وأسـعار البيـع فـي السـوق الوطنيـة، بلجـوء الفاعليـن إلـى التمريـر الفـوري للزيـادات فـي عـروض الأسـعار. غيـر أنهـم فـي حالـة انخفاضهـا، يسـعون أولا إلـى التخلـص مـن مخـزون المنتجـات التـي قامـوا بشـرائها سـابقا بسـعر أعلـى، ويميلـون إلـى تكريـس هوامـش الربـح أو حتـى الزيـادة فيهـا.
فيما يخص هوامش الربح خلص مجلس المنافسة إلى أن هوامـش ربـح شـركات التوزيـع تظـل المكـون الأضعـف فـي سـعر بيـع الغـازوال والبنزيـن.
وكشف مجلس المنافسة أن هامش الربح الخام من التوزيع ظل متقلبا للغاية مع وزن منخفض نسبيا في تكوين سعر البيع في مضخة الوقود.
ويضـم هامـش الربـح الخـام الخـاص بالتوزيـع الهامـش المحقـق مـن طـرف شـركات التوزيـع (بالجملـة) وهامـش محطـات الخدمـة (بالتقسـيط)، كمـا يشـكل الفـرق بيـن سـعر البيـع وسـعر التكلفـة.
فخلال الفتـرة الممتـدة مـن 2018 إلـى 2021 ،بلـغ هامـش ربـح التوزيـع الاجمالـي (بالجملـة والتقسـيط) قرابـة 14 فـي المائـة مـن سـعر بيـع الغـازوال، و12 فـي المائـة بالنسـبة للبنزيـن علـى مسـتوى محطـات الخدمـة. علاوة علـى ذلـك، يتـراوح هامـش ربـح شـركات التوزيـع (بالجملـة) مـا بيـن 9 و10 فـي المائـة مـن سـعر بيـع لتـر واحـد فـي مضخـة الوقـود، بينمـا يبلـغ 4 إلـى 5 فـي المائـة مـن سـعر بيـع لتـر واحـد للمسـتهلك النهائـي بالنسـبة لمحطـات الخدمـة.
ويتضـح مـن تحليـل هوامـش الربـح الخاصـة بمحطـات الخدمـة كذلـك أنهـا لـم تتغيـر تقريبـا خلال الفتـرة المعنيـة،
وتأرجحـت مـا بيـن 0,35 و0,50 درهـم للتـر، بصـرف النظـر عـن تطـور عـروض الاسـعار عالميـا وأسـعار البيـع فـي السـوق الوطنيـة.
مـن جهتهـا، تتسـم هوامـش الربـح الخاصـة بشـركات التوزيـع بتقلـب شـديد. علـى سـبيل المثـال وخلال الفتـرة المعنيـة (2018 – 2021 ) تأرجحـت مـا بيـن 0,72 درهـم للتـر بالنسـبة لشـركة “ZIZ “وسـقف 1,16 درهـم للتـر بالنسـبة لشـركة “ماروك إنيرجي فيفو” فـي حالـة الغـازوال. كمـا تأرجحـت مـا بيـن 0,79 درهـم للتـر كحـد أدنـى بالنسـبة لشـركة افريقيا و 1,10 درهــم للتــر كحــد أقصــى بالنســبة لشــركة طوطال فــي حالــة البنزيـن.
فيمـا يخـص الغـازوال والبنزيـن علـى حـد سـواء، وباسـتثناء شـركة Petrom ،التـي حققـت هامـش ربـح ثابـت عمليـا علـى امتـداد الفتـرات المدروسـة (بلـغ 0,35 إلـى 0,39 درهـم للتـر)، ازدادت هوامـش ربـح كافـة الشـركات الاخـرى مـا بيـن سـنتي 2018 و2020 قبـل أن تنخفـض بشـكل طفيـف سـنة 2021 ، وتسـتقر فـي المتوسـط فـي 0,90 درهـم للتـر إزاء الغـازوال و0,84 درهـم للتـر إزاء البنزيـن.
وفـي 2022 ، تراجعـت الهوامـش الخاصـة بالغـازوال بشـكل حـاد حتـى أنهـا كانـت سـلبية فـي شـهر مـارس24 . وفـي أبريـل، اسـتؤنف المنحنـى التصاعـدي دون بلـوغ مسـتويات الهوامـش المحققـة فـي شـهري ينايـر وفبرايـر مـن نفـس
وأكد مجلس المنافسة أن نشاط توزيع الغازوال والبنزين جد مربح، نظرا لمستويات المردودية العالية التي يمكن اكتسابها منه.
فـي الواقـع، كشـف اسـتغلال المعطيـات الخاصـة بالفتـرة المعنيـة (2018 – 2021 ) عـن مسـتويات مردوديـة مرتفعـة للغايـة ومتواصلـة بشـكل عـام، مـع وجـود فـوارق بيـن الشـركات.
ويسـاوي معـدل المردوديـة المحتسـبة النسـبة بيـن النتائـج الصافيـة ورؤوس الأمـوال الذاتيـة، كمـا يتضـح مـن موازنـات الشـركات المعنيـة.
ومـن تـم، تبـرز شـركة “Winxo “بتحققهـا نسـبة مردوديـة ماليـة تجـاوزت بصـفة عامـة 60 فـي المائـة، متبوعـة بشـركة “ماروك إنرجي فيفو التـي حققـت نسـبة عاليـة تراوحـت مـا بيـن 44 و52 فـي المائـة.
بالمقابـل، لـم تتجـاوز نسـبة المردوديــة المحققــة مــن طــرف شــركتي “Petrom “Maroc Energy vevo” 20 فــي المائــة خـلال الفتــرة ســالفة الذكـر.
وتأرجحـت هـذه النسـبة فيمـا يخـص شـركة “SMDC Afriquia “بيـن 11,5 و22 فـي المائـة.