وجه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، نقدا شديد اللهجة لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني على خلفية ما ورد على لسانه من انتقادات حادة وجهها لحزب التقدم والاشتراكية في جلسة تقديم الحصيلة الحكومية بمجلس النواب، وخص بنعبد الله العثماني بقسط وفير من النقد الموجه لشخصه بصفته رئيسا للحكومة بشكل ينأى عن التهجم على حزبه.
وقال بنعبد أن حزبه تابع بـ”اندهاش كبير” تصريحات العثماني، موضحا في شريط نشره الموقع الرسمي للحزب أنه ” ربما تدخل مجموعة الحزب كان قاسيا، وربما هذا التدخل كان من المفيد أن يذكر أننا نحن أيضا نتحمل جزء من المسؤولية، ونحن لا نتنصل منها ..”. مضيفا أن الفرق هو أن التقدم والاشتراكية لم يسبق أن سير حكومة كما هو حال حزب رئيس الحكومة، ولم تكن له مسؤولية أساسية، معبرا عن استغرابه من ردة الفعل، خاصة أن النبرة النقدية طالما ميزت خطاب الحزب تجاه العديد من الحكومات السابقة وليست بالجديدة، وفق توضيح بنعبد الله، مشددا أن هذا النقد كان يوازيه تضامن حكومي ليقول ” لم نكن يوما نضرب من الخلف أو نطعن في حكومة ننتمي إليها، كنا ننتقد إيجابا كي نحسن من أداء الحكومات التي شاركنا فيها”.
وعلق بنعبد الله على قضية الإعفاءات التي لوح بها العثماني في تصريحه ضد التقدم والاشتراكية، معتبرا أن ما ورد على لسان رئيس الحكومة كلام “غير مسؤول”، وأن هذا الأخير “يعرف أكثر من غيره أسباب تلك الإعفاءات وأنها غير مرتبطة بمشاريع مدينة الحسيمة.. ليؤكد أنها في الحقيقة “ثمن للتحالف مع حزب العدالة والتنمية في حكومة عبد الإله بنكيران، ونحن نعتز بذلك..”، يقول بنعبد الله، مضيفا وكذا في بداية حكومة العثماني، موضحا سبب مغادرة حزبه للحكومة هو كونها “بلا نفس إصلاحي” إضافة لغلبة “التطاحنات” التي قال أن حزبه نبه إليها.
“الحصيلة هي حصيلة كافة مكونات الحكومة وليست حكرا على العدالة والتنمية” يقول بنعبد الله، مؤكدا على تشبث حزبه ب'”علاقات الود والتضامن” مع “البيجيدي” .. وأنه “لا يمكن أن يمحي من الذاكرة كل ما كان من علاقات”، غير أنه يضيف بنوع من الحسرة، أن الفرق الكبير هو أنه “مع حكومة بنكيران، كنا نشعر بالدفئ والتضامن مقابل وقوفنا المتين ومواقفنا، الأمر الذي لم نشعر به معكم”. وفي هذا الصدد وجه بنعبدالله تساؤلا مباشرا للعثماني حول ما إن كان قد دافع عن هؤلاء الوزراء الذين تم إعفائهم من حزب التقدم والاشتراكية، مطالبا إياه بما الذي جعل أن الإعفاء مسّ “جميع التيارات التي كانت معنية وحتى وزراء غير منتمون إلا حزب العدالة والتنمية. “مشيرا أن التقدم والاشتراكية “لم يقف عند هذا الأمر، وواصل وقوفه إلى جانب البيجيدي بطلب منكم وباقتناع منا..”.
وأوضح بنعبد الله أن العثماني لم يساند شرفات أفيلال لما تعرضت للإعفاء بل “غرقتيو لشرفات أفيلال بموقف وزيركم، وتم إعفاؤها دون دفاعكم عنها ..”، مضيفا: “كنا ننبهكم إلى ضرورة أن تكونوا أقوياء شيئا ما، وضرورة أن تفرضوا النبرة الإصلاحية وأن تقيموا شيئا من التجانس في الحكومة”، مؤكدا أن المكونات الأخرى للحكومة ” كان هاجسها منذ بداية هذه الحكومة هو تكسيرها ..” خاتما بالقول : ” قلنا لكم أننا نشعر أن ليس لكم نفس إصلاحي .. وكان الأجدى بكم أن تدافعوا عن أنفسكم كحكومة وتدافعوا على رصيدكم”.