كشفت الدراسة المنجزة حول جدوى تطوير القنب الهندي من قبل وزارة الداخلية، مجموعة من الحقائق التي تحيط بزراعة نبتة “الكيف” بالمغرب، حيث أنه ورغم تجريم جميع الاستعمالات حتى المشروعة لـ”الكيف” إلا أن الكثير من المستحضرات التجميلية والغذائية المستخرجة منه تباع في الصيدليات والمحلات التجارية وعبر الانترنيت في بلادنا.
وسلطت الدراسة التي تم تقديمها اليوم الثلاثاء أمام لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة بمجلس النواب، والتي ينشر “الأول” أجزاء منها، الضوء على الحالة الراهنة لزراعة القنب الهندي بالمغرب، والوضعية القانونية الحالية للاستعمالات المشروعة لهذه النبتة بالمغرب، وكذا مختلف الاستعمالات لها على الصعيد العالمي، بالإضافة إلى معطيات حول السوق العالمي المشروع، وأهم النتائج حول جدوى تطوير القنب الهندي.
وبخصوص الوضعية القانونية الحالية للاستعمالات المشروعة للقنب الهندي بالمغرب، فقد أكدت الوزارة أن القوانين التي تسمح بالاستعمال المشروع للقنب الهندي ومشتقاته لأهداف طبية، هي ظهير 2 دجنبر 1922، المنظم لعمليات الاستيراد والاتجار والحيازة والاستعمال لـ”المواد
السامة”، والذي يسمح باستعمال المواد المخدرة التالية في المجال الطبي، الأفيون ومستخرجاته، المورفين، الكوكايين ومشتقاتها، القنب الهندي ومستحضراته.
يالإضافة إلى الاتفاقية الفريدة المتعلقة بالمخدرات، التي يعود توقيعها إلى العام 1961، وصادق عليها المغرب في 1966. وتنص هذه الاتفاقية على ضرورة تحديد المناطق والقطع الأرضية التي تمارس فيها زراعة القنب الهندي الموجه لغايات مشروعة و على أن تتم هذه الزراعة في حدود الكميات التي تتطلبها الأنشطة المشروعة حسب الطلب الوطني والدولي.
إلا أنه ومنذ اعتماد الظهير الصادر سنة 1954 القاضي بمنع قنب الكيف، فقد تم حظر استخدام القنب الهندي في جميع الأنشطة القانونية، بما في ذلك زراعة هذه النبتة ، باستثناء داخل مؤسسات البحث والتكوين ولغايات علمية بحتة وبترخيص من وزارة الصحة.
وقد قام ظهير1954 كذلك بإلغاء ظهيري 1919 و 1932 اللذين كانا ينظمان عمليات زراعة وانتاج وتسويق القنب الهندي الترفيهي، كما ان ظهير 1974 المتعلق بزجر الإدمان جرم كافة الانشطة غير المشروعة للمخدرات.
ويلاحظ حسب الدراسة، أن كثيرا من المستحضرات التجميلية والغذائية المستخرجة من القنب الهندي، المستوردة في الغالب، تباع في الصيدليات والمحلات التجارية وعبر الانترنيت في بلدنا.
أما بخصوص مختلف الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي على الصعيد العالمي، فقد أثبتت الابحاث العلمية أن نبتة القنب الهندي تحتوي على عدد كبير من المركبات الكيميائية أهمها: رباعي هيدرو كانابينول THC وهي المادة المخدرة و المركب الوحيد الذي يخضع للمراقبة، بالإضافة إلى الكانابينوول CBN، والذي له خصائص ذات تأثير نفسي، ضعيف يعادل 10٪ من خصائص المركب الأول.
كما تحتوي النبتة على مادة الكانابيديو CBD، ليس له أي تأثير عقلي بل تشير الدراسات إلى أن له خصائص طبية كثيرة ويعمل كمعّدل عن طريق الحد من التأثيرات النفسانية لرباعي هيدرو كانابينول. ولايخضع هذا المركب لأية مراقبة.
ويعود استعمال هذه النبتة الى ما يناهز 4000 قم، أما في الطب العربي فيعود إلى القرن 9 للميلاد، ففي كتاب “قانون الطب” لابن سينا في القرن 11، يتم ذكر القنب الهندي باعتباره منتشر الاستعمال في المجال الطبي لخصائصه المفيدة في التخدير. وشغل هذا الكتاب مكانة بارزة في تدريس الطب إلى غاية القرن 17 في أوربا.
وبخصوص الاستعمال الطبي للنبتة، فتستعمل مشتقات القنب الهندي بشكل خاص في علاج الأمراض التالية:
الأمراض العصبية “التنكسية” مثل الباركنسون والزهايمر.. الامراض الناجمة عن الالتهابات و كذا المرتبطة بالمناعة الذاتية وداء التهاب الأمعاء (مرض كرون..).
كما تعتبره الأوساط العلمية في البلدان التي قننته فعالا في علاج الصرع وعدد من أمراض الجهاز العصبي المركزي وكذلك في الحد من اوجاع الايدز و الأمراض السرطانية والعلاج الكيميائي.
ويستخدم القنب الهندي في مستحضرات التجميل، حيث أن الكانابيديول (CBD)، يستخدم في صناعة مستحضرات للعناية بالبشرة و إعادة بناء خلاياها، إضافة إلى استعمالات أخرى كما أن له خصائص مضادة للأكسدة و للالتهابات.
أما فيما يخص الاستعمال الصناعي، فيستخدم “الكيف” كمواد البناء، من خلال ما يعرف بخرسانة القنب الهندي والطلاء إلى جانب مواد العزل الصوتي والحراري، ويستعمل في صناعات النسيج وصناعة الورق، وصناعات السيارات، بالإضافة إلى الصناعة الغذائية الخاصة بالاستهلاك البشري والحيواني (زيوت، عصائر، حبوب، حلويات …).
وتتعد اصناف النبتة المزروعة حسب نوع الاستعمال، فمستوى رباعي هيدرو كانابينول THC في النبتة ضعيف جدا أي أقل من النسبة المحددة رسميا (مثلا أقل من 0.2% في الاتحاد الاوروبي و 1٪ في سويسرا)، وتوجه النبتة لجميع الاستعمالات (الطبية والصيدلية و الصناعية).
ومستوى رباعي هيدرو كانابينول يتجاوز النسبة المحددة، لا يمكن ترخيص زراعة هذه النبتة الا لفائدة الصناعة الطبية.
نادية العلوي: الحكومة تواصل تنزيل نفس الأولويات والتشكيك في منهجية الحوار الاجتماعي هو هدر للزمن السياسي
أكدت نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية، على أن الحكومة تواصل تنزيل نفس الأولويات م…