مع إعلان السلطات المغربية عن إعتماد تعميم التلقيح كحل وحيد للحد من انتشار فيروس “كورونا”، ازدادت التساؤلات حول نجاعة اللقاح وفعاليته العلمية وسط المغاربة، في غياب تواصل السلطات الصحية للتّعريف باللقاح وتبيان ضرورته لدى الرأي العام.

ومن المرتقب أن تبدأ عملية التلقيح خلال الأسبوع الأول من شهر دجنبر المقبل، بينما مازال المغاربة يجهلون طريقة تدبير العملية وما إذا كانت إجبارية أم أنها تبقى اختيارية لمن أراد التّطوع والمشاركة فيها؛ فيما مازال مؤشّر الإصابات يراوح مكانه بتسجيله آلاف الحالات الإيجابية يومياً.

وحسب الدكتور الطيب حمضي طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، فإن التلقيح انجاز طبي لا مثيل له، بالنظر لوجود أرقام ومعطيات عن دور التلقيح في الحفاظ علي صحة وحياة الانسان.

وقال حمضي في مقال علمي مطول توصل به “الأول”، إن ملايين الأرواح نحافظ عليها سنويا بفضل التلقيح، وملايين أخرى نعجز عن حمايتها بسبب عدم تمكن عدد من الناس للقاحات الموجودة، أو بسبب عجز الطب الى اليوم عن اكتشاف لقاحات ضد أمراض فتاكة.

ويؤكد الخبراء أن لا شيء في تطور البشرية، باستثناء توفير الماء الشروب، وفّر خدمة تفوق أو تساوي ما قدمه التلقيح في الحفاظ على صحة وحياة الناس عبر التاريخ البشري.

وتابع الطيب حمضي مقدماً إيضاحات حول الموضوع بالتفصيل: “اليوم وبعد ازيد من 200 سنة من اكتشاف التلقيح، لدينا فقط لقاحات ضد 28 مرض. وتجري الأبحاث حاليا لتوفير 200 لقاح ضد أمراض أخرى”.

مضيفاً: “تم القضاء نهائيا على مرض الجدري قبل 40 سنة من اليوم بفضل التلقيح. وهكذا لم يعد 5 ملايين انسان يفقدون حياتهم كل سنة بعد القضاء على الجدري، ولا يُصاب أضعاف هده الملايين من الناس بآثار ومخلفات المرض”.

مؤكداً على أن “9 مليون حياة إنسانية نحافظ عليها سنويا: اليوم بفضل هدا الاكتشاف المذهل، الدي هو التلقيح، نتجنب 9 ملايين وفاة سنويا، أي أزيد من 24 ألف وفاة يوميا أو 17 وفاة في الدقيقة”.

و”3 مليون وفاة سنويا أو 5 وفيات كل دقيقة نتجنبها: ادا استثنينا الخمسة ملايين وفاة سنويا التي لم نعد نسجلها بعد اختفاء مرض الجدري بفضل اللقاح الدي لم يعد يُعطَى لنفس السبب، فان اللقاحات التي يستفيد منها أطفال العالم ضد الدفتريا والسعال الديكي والكزاز وشلل الأطفال تُجنّبنا 3 مليون وفاة سنويا، أي ازيد من ثمانية آلاف وفاة يوميا، وهو ما يعادل 5 وفيات كل دقيقة.
5 وفيات كل دقيقتين بسبب عدم الوصول الى اللقاحات المتوفرة: للأسف ليس كل أطفال هدا العالم يستفيدون من اللقاحات المتوفرة، بسبب الفقر أساسا. وهو ما يجعلنا، رغم توفر اللقاحات، نسجل مليون ونصف وفاة سنويا. تحدث جل أو كل هده الوفيات في البلدان التي لم تستطع توفير اللقاحات لكل أبنائها، ضد أمراض لقاحاتُها متوفرة مند عقود، أوّلُها الدفتريا والسعال الديكي والكزاز وشلل الأطفال.

وأفاد حمضي في مقال أن “16 مليون وفاة إضافية يمكننا تجنبها: أما ادا تمكن الطب من إيجاد اللقاحات ضد كل الامراض الجرثومية التي يمكن إيجاد لقاحات ضدها، فسيصير بإمكاننا انقاد 16 مليون من الأرواح الإضافية كل سنة”.

وقال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية: “هذه أرقام عن الوفيات فقط، علما ان هده الامراض تخلف وراءها ملايين آخرين من الناس يحملون آثارا على صحتهم الى الابد، كالشلل عند الأطفال مثلا أو العمى أو فقدان السمع او إصابات الدماغ وغيرها”.

أما بخصوص المناعة الطبيعية والمناعة باللقاح، يقول ذات المتحدث: “هناك من يعتقد أو يروج لكون التلقيح قد يصيب الجهاز المناعي بالتكاسل، وأن التمنيع الطبيعي، أي بالتعرض للمكروبات والأمراض، هو الأفضل لأنه طبيعي في اعتقادهم. هدا خطأ وخطر كبيران.
المناعة بالتطعيم أو التلقيح هي أصلا مناعة طبيعية يكون فيها الدور الأساسي لمناعة جسم الانسان نفسه. اللقاح يلعب فقط دور المحفز لهده المناعة الطبيعية.
هدف التمنيع ليس إعطاء جسم الانسان مضادات جاهزة تحل محل مناعته الطبيعية قصد تعويضها للقضاء على الامراض او تجنبها. التمنيع الوقائي هو استخدام مواد (المستضدات Antigènes ) تثير الاستجابة المناعية لتحفيز مناعة الجسم، لتكوين مناعة متخصصة تجاه مكروب ما. وينحصر دور اللقاح فقط في تحفيز مناعة جسم الانسان الأصلية والطبيعية والشخصية، وتشجيع الجسم للاستعداد بشكل مبكر للقضاء على المكروبات في حال تعرضه لها، بفضل مضادات الأجسام التي يفرزها الجسم نفسه”.

وتابع حمضي “انتظار تعرض الانسان للجراثيم دون تمنيع يؤدي الى حالات مرضية كثيرة وأحيانا خطيرة وقاتلة بالملايين سنويا عبر العالم. لو كان التعرض لهده الامراض لا يشكل أي خطورة لما اهتم أحد بالبحث عن تمنيع ضدها لا باللقاح ولا بالتعرض المباشر للمرض. التطعيم يعطينا فائدة الحصول على المناعة ضد جرثومة ما دون التعرض لمخاطر المرض؛ المناعة المكتسبة بعد اللقاح أكثر قوة وحماية وديمومة من المناعة المكتسبة بعد الإصابة بالمرض”.

وعلى عكس ما يعتقد البعض، يضيف ذات المتحدث،  فإن الدراسات العلمية تؤكد أن المناعة المكتسبة بالتطعيم تكون أكثر حماية وأطول مدة من المناعة المكتسبة بالمرض، مع احتمال أن تؤدي الإصابة بالمرض الى مضاعفات منها الخطيرة ولربما الوفاة، عكس اللقاح.

مضيفاً: “وهذه حقيقة مهمة جدا لأن هناك امراض لا تعطي مناعة قوية أو لا تعطيها تماما، ويمكن ان يصاب بها الانسان عدة مرات، كأمراض الكزاز أو الدفتريا على سبيل المثال”.

وقدم الطبيب توضيحات مهمة في مقاله حول اللقاحات مؤكداً على أنها  تحفز الجهاز المناعي ولا تُرهقه، حيث قال:”على عكس بعض التصورات، فان إعطاء جسم الانسان لقاحات مختلفة لا يرهق جهازه المناعي. هده تصورات يمكن تَفَهُمُها وتفهم تخوفات الناس التي قد تنتج عنها. لكنها خاطئة ولا أساس لها. هده بعض من الأسباب:
أولا الدراسات تقدر ان الجهاز المناعي للمولود الجديد يمكنه ان يتجاوب مع 10 آلاف لقاح في نفس الوقت بفضل قوة الجهاز المناعي”.

ثانيا: “لو تم إعطاء كل اللقاحات الموجهة للأطفال في وقت واحد الى رضيع ما، فان هده اللقاحات لن تشغل سوى نسبة واحد من الألف من قدرة الجهاز المناعي”.

ثالثا:” يزداد عدد اللقاحات مع البحث العلمي، لكن، بفضل هدا البحث العلمي نفسه، كمية المستضدات التي تحتوي عليها هده اللقاحات تنقص باستمرار في اللقاحات الجديدة”.

رابعا:” علينا ان ندكر أن جسم الطفل والانسان بشكل عام يتعرض يوميا للعديد من المستضدات التي يتفاعل معها الجهاز المناعي بدون أدني مشاكل أو ارهاق له”.

وعن اللقاحات ضد كوفيد، أوضح ذات المتحدث، “اللقاحات ضد كوفيد 19 وُجدت في زمن قياسي بفضل تظافر عدة عوامل”.
مشيرا إلى أن “بعض الناس يعتقدون ان سرعة الوصول الى لقاحات ضد كوفيد 19 هو تسرع أو يثير الشكوك”.

وقال الطبيب :”الحصول على لقاح في ظرف وجيز ـ أقل من سنة ـ يعتبر إنجازا علميا غير مسبوق في تاريخ الطب. معدل الوصول الى لقاح هو أزيد من عشر سنوات كمتوسط. الوصول الى لقاح ضد بوشويكة (جدري الماء أو الحُمَاقُ Varicelle) تطلب 34 سنة. السيدا: نحن اليوم في 40 سنة من المرض والأبحاث دون لقاح بعد…
هناك على الأقل ثلاث أسباب يرجع الفضل لها في هده السرعة مع كوفيد 19: أولا. جائحة كوفيد لم تصب الافراد فقط، بل أثرت كثيرا على الحياة الاجتماعية وعلى العملية التعليمية وأنهكت الاقتصادات العالمية. الخسائر الاقتصادية العالمية بسبب الجائحة تقدر بآلاف الملايير من الدولارات. يكفي ان نشير ان ما صرفته الدول الغنية في مجموعة العشرين G20 لمجابهة الجائحة وصل لحد اليوم الى 11 ألف مليار دولار، وهو رقم فلكي”.

وتابع الطبيب حمضي، “بسبب ذلك سارعت المختبرات بتخصيص ميزانيات ضخمة لإجراء الدراسات والأبحاث لإيجاد اللقاح. المختبرات تدرك يقينا ان عملية تسويق اللقاح وبيعه ستتم بسرعة فائقة بسبب انتظارات العالم كله لهدا الحل. أكثر من دلك، حتى الحكومات قدمت ملايير الدولارات للمختبرات لمساعدتها على مواصلة وتسريع الأبحاث. الدول الغنية أبرمت اتفاقيات كطلبيات مسبقة لشراء كميات هائلة من اللقاحات. وهدا التمويل الاستثنائي كان عاملا أساسيا في تكثيف الدراسات ليل نهار وبأقسى الإمكانيات البشرية والمادية والتقنية”.

مضيفاً، “ثانيا. هناك دور مهم لتقنية حصل أصحابها على جائزة نوبل للكيمياء سنة 2017، استعملت لأول مرة في تطوير اللقاحات مع كوفيد 19.. تم تطوير مجهر إلكتروني يساعد على تبسيط وتحسين تصوير الجزيئات الحيوية بتقنية التجميد Cryo microscopie électronique. لتحديد بنية الفيروس، وبالتالي دراسة مكامن ضعفه وطرق صنع لقاحات تقضي عليه .وهكذا تمت دراسة فيروس كورونا المستجد وتصويره في أدق تفاصيله ومشاهدته من طرف العالم في زمن قياسي لا يتعدى بضعة أسابيع عوض عدة سنوات في السابق”.

ثالثا، يقول حمضي، ” الأبحاث عن اللقاح ضد فيروس كوفيد 19 لم تنطلق من الصفر، بل من تراكم علمي مع نسختين سابقتين من الفيروسات التاجية: وباء كرونا 1 بآسيا سنة 2003، ووباء كرونا الشرق الأوسط سنة 2012. خلال الوباءين معا تم توقيف البحث عن اللقاح بسبب التحكم والقضاء على الوباءين. وحيث أن هناك تشابه كبير بين الفيروسات الثلاثة التي تنتمي لنفس الفصيلة، فان البحث بدأ سنة 2020 مع كرونا المستجد من حيث انتهت الدراسات السابقة وليس من الصفر. وهو ما سهل تسريع الأبحاث والوصول الى نتائج مرضية اليوم في أوقات قياسية”.

وأشار الطبيب إلى المكاسب المنتظرة من التلقيح، موضحاً أنه  على المستوى الفردي: حماية صحة وحيات الناس الملقحين ضد الامراض المستهدفة، وعلى المستوى المجتمعي: تخفيض أعداد الناس الدين ينشرون المرض، وبالتالي تحجيم الوباء ومحاصرته بفضل المناعة الجماعية”.

أما على مستوى المنظومة الصحية فسنحقق تفادي الضغط على المنظومة الصحية وعلى الأطر الصحية لمواجهة مضاعفات ومخلفات تلك الامراض، وعلى المستوى الاقتصادي: تفادي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن مصاريف وتكاليف الاستشفاء والعلاج، والاعاقات الناتجة عن هذه الامراض، والغياب عن العمل والهدر الاقتصادي الناتج عنه. هدا بالنسبة للقاحات بشكل عام.

وفيما يتعلق بدرجة أمان وفعالية اللقاحات ضد كوفيد 19، يقول ذات المتحدث: “اليوم هناك ازيد من 200 لقاح ضد كوفيد قيد الدرس او التجريب. حوالي 50 منها في مرحلة الدراسات السريرية أي على البشر، 12 منها في المرحلة الثالثة او أنهتها”.

والنتائج المعلنة لحد اليوم تؤكد “درجة عالية من الأمان والفعالية: آثار جانبية قليلة وبسيطة، وفعالية تفوق ال 90%. وهو ما لم يكن يتوقعه حتى الأكثر الباحثين تفاؤلا”.
وتابع حمضي: “هناك اجمالا خمس تقنيات كبرى تتبعها المختبرات لإنتاج هده اللقاحات: اللقاح الحي الموهن، اللقاح الخامل Vaccin inactivé، لقاح بتوظيف جزيئات ال فيروسSous unitaires، تقنية “النواقل الفيروسية” (Vecteur viral) ، تقنية “الحمض النووي الريبوزي المرسال (ARN messager) . هده الأخيرة هي التقنية الجديدة والتي استعملتها مختبرات فايزر وموديرنا”.

وختم الطبيب والباحث مقاله بالتطرق للقاحات التي أعلن المغرب اعتماده عليها لمواجهة الوباء، وجاء في مقاله:

“المغرب تعاقد مع شركة سينوفارم لإجراء أبحاث المرحلة الثالثة على اللقاح من ضمن عدة بلدان أخرى، وتزويد المغرب بهده اللقاحات عند ثبوت سلامتها ونجاعتها، ونقل التكنولوجيا لإنتاج اللقاح بالمغرب.
اللقاح هو من نوع اللقاح الخامل Vaccin inactivé.

وهي تقنية تقليدية أي مجربة كثيرا، وتقوم على الاستعانة بالفيروس المقتول. تقنية لها تراكم كبير وسلامتها موثقة عبر عقود من الزمن، وعدد كبير من اللقاحات المنتجة بهده الطريقة.

الأبحاث أجريت بالمغرب على 600 متطوع ولم تسجل أي آثار جانبية خطيرة، بل فقط آثاربسيطة معروفة ومتوقعة: حمى بسيطة والام خفيفة واحمرار في موقع أخذ اللقاح. وهي نفس الاثار الجانبية التي سجلت في الدول الأخرى.

أظهرت دراسات المرحلة الأولى والثانية على هدا اللقاح والمنشورة في مجلة The Lancet درجة أمان وفعالية كبيرة. وهما خاصيتان تم تأكيدهما حسب المؤشرات الواردة من المرحلة الثالثة.

واليوم هناك ازيد من مليون صيني استفادوا من اللقاح بدرجة امان وفعالية عاليتين جدا، كما استعمل على نطاق واسع بالإمارات العربية المتحدة. وستنشر النتائج النهائية بالمجلات العلمية كما هو معمول به، كما تتوصل الدول المعنية بالنتائج المؤقتة للدراسات قصد الاستعمال المستعجل.

هذا اللقاح لا يحتاج لسلسلة تبريد خاصة بل فقط سلسلة تبريد عادية (ثلاجات عادية) التي تستعمل لحفظ اللقاحات الأخرى أي اقل من 8 درجات.
لقاح فايزرPfizer يحتاج لتبريد اقل من 70 درجة تحت الصفر، لقاح موديرنا Moderna يحتاج ل 20 درجة تحت الصفر.

الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19
المكاسب المنتظرة من التلقيح الموسع ضد كوفيد 19.
حماية صحة وحياة المستفيدين من التلقيح ضد الإصابة بكوفيد وخفض الوفيات والحالات الخطرة، حتى وقف الوباء، وتمكين المنظومة الصحية والأطر الطبية من العودة لمهامهم العادية.

ـ خلق مناعة جماعية تحد من انتشار الوباء ووقفه، وبالتالي حماية كل المواطنين بما في دلك اللدين لم يتمكنوا من التلقيح بسبب ظروفهم الصحية او المناعية ، أو ضعف استجابة مناعتهم للتطعيم. أولئك اللدين لم تستجب مناعتهم بشكل كامل مع التمنيع.

ـ فتح اقتصاد البلاد بمختلف قطاعاته، وعدم تعطيل البحث عن لقمة العيش للأسر، وفتح المدارس بشكل كامل، والعودة لحياة اجتماعية طبيعية.

ـ المغرب تعاقد مع شركة سينوفارم الصينية، وكدلك مع شركة استرا زينيكا AstraZeneca السويدية البريطانية التي تطور لقاحا بتعاون مع جامعة اوكسفورد. وهو في مفاوضات مع شركة فايزر Pfizer، ومع وجونسون اند جونسون Johnson & Johnson الأمريكيتين، وكانسينو Cansino الصينية …

سيكون المغرب من أوائل الدول عالميا التي ستلقح وتحمي ساكنتها وتفتح اقتصادها مبكرا وبشكل واسع، فيما لن تتمكن العديد من الدول من الوصول الى اللقاح الا بعد عدة أشهر وبكميات قليلة.

فبفعل السباق العالمي المحموم نحو اللقاح. مند شهر غشت تعاقدت الدول الغنية التي تأوي 13% فقط من سكان العالم لشراء مسبق لأزيد من 50% من اللقاحات التي كانت تحت الدرس.

بينما يتموقع المغرب اليوم ضمن الأوائل من هده الكوكبة بفضل الاشراف الملكي المباشر على الملف، والخطوات الاستراتيجية والبعيدة النظر التي أقبل عليها جلالته، وأهمها التعاقد مع العملاق الصيني.

بفضل ذلك فان بلدنا ستشرع في استقبال اللقاحات واستعمالها بشكل مبكر جدا وبكميات مهمة. طبعا هده اللقاحات لن تصل بالكميات الكافية لتلقيح الجميع من البداية وفي نفس الحين، بل تباعا.

وقد وضعت الاستراتيجية الوطنية للتلقيح، وفق الإرشادات العلمية وحسب الحالة الوبائية، تنظيما تراتبيا للفئات المستهدفة: المهنيون الصحيون والمهن المتواجدة في الخطوط الأولى في مواجهة الجائحة، أطر التربية والتعليم، المسنون، الامراض المزمنة، كأولوية الأولويات.
شرطان ضروريان للتخلص من الوباء: وجود لقاح آمن وفعال بنسبة عالية، ونسب تلقيح عالية.

في ظل التطور الوبائي لكوفيد 19 محليا وعالميا، وفي ظل المعطيات العلمية المتوفرة، فان اللقاح يبقى الحل الوحيد لمحاصرة الوباء، والعودة للحياة الطبيعية بشكل آمن.

لذلك تؤكد الدراسات ان القضاء على الجائحة يتوقف على عنصرين: وجود لقاح آمن وفعال بنسبة عالية، مشاركة عالية للمواطنين في عملية التلقيح لضمان الحصول علة مناعة جماعية. كلما تأخر الوصول لهده المناعة الجماعية كلما بقي الوباء منتشرا، والاصابات والوفيات تسجل، والحياة الاجتماعية والاقتصادية والمدرسية معلقة.

وكلما كان التنظيم محكما، والاستجابة عالية وسريعة، كلما تراجع الوباء وانخفضت الإصابات وتراجعت الحالات الخطرة والوفيات اليومية، واستأنفت الدورة الاقتصادية وانشطة الأسر حياتهما الطبيعية، وفتحت المدرسة أبوابها أمام الجميع.

في انتظار ذلك علينا أن نلتزم بالإجراءات الحاجزية من كمامات وتطهير وتباعد وتجنب الازدحام وتهوية الأماكن المغلقة وتجنب التنقلات الغير الضرورية، حتى الوصول للنتائج المتوخاة خلال الشهر القليلة المقبلة”.

التعليقات على اللقاح ضد “كورونا”.. الدكتور حمضي يكشف تفاصيل اللقاح وضرورته في مواجهة الجائحة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

ملف “إيسكوبار الصحراء”.. النيابة العامة تردّ على طلبات الدفاع بخصوص استدعاء أحمد أحمد ومسؤولين في البرلمان

في أول ردّ لها على طلبات دفاع المتهمين في ملف مابات يعرف بأسكوبار الصحراء، المعتقل على خلف…