دعا ادريس بنعمر، رئيس مركز البحوث والدراسات الجيوستراتيجية “أطلنتيس”، اليوم الاثنين بالرباط، إلى التفكير بجدية في نموذج جديد للتعاون الإفريقي يتيح رفع التحديات الأمنية والبيئية التي تواجهها القارة.
وأوضح بنعمر، خلال افتتاح منتدى الأمن الإفريقي، الذي ينظم تحت رعاية الملك محمد السادس، في إطار شراكة بين مركز “أطلنتيس” والمنتدى الدولي للتكنولوجيا الأمنية، أن انعكاسات التغيرات المناخية على المشهد السياسي العالمي تحد من استقرار المناطق الهشة وتضعف أمنها، مشيرا إلى “تصاعد التوتر في بعض المناطق بالقارة الإفريقية وبروز مشاكل أمنية عديدة”.
وأكد، خلال هذا المنتدى، الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام حول موضوع “تأثير التغير المناخي على الأمن في إفريقيا”، أن الوتيرة الحالية لهذه التغيرات، لا سيما ارتفاع مستوى البحار وذوبان الثلوج والتغيرات القصوى في مستوى التساقطات، وكذا وتيرة وكثافة العواصف والأعاصير، تخلف نتائج غير مسبوقة على المستوى الأمني. ولفت إلى أن هذه الظواهر المختلفة تؤثر سلبا على مصادر المياه والمنتوجات الفلاحية، وكذا على ازدهار إفريقيا، كما تؤدي إلى احتمالات النزاع حول الموارد المائية، التي قد تستخدم أحيانا كسلاح، فضلا عن تنامي حركات الهجرة وما يترتب عليها من آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية.
وسجل أنه بالنسبة لبعض بلدان القارة، فإن مشاكل التغيرات المناخية بالإضافة إلى الضغط الديمغرافي والاقتصادي والسياسي ستحد من قدرتها على التحرك، خاصة مع صعوبة تدارك الزمن، ويدخلها في حلقات من التصادم إذا لم يتم التدخل للحد من انعكاسات التغيرات المناخية، أو التخفيف من آثارها.
وقال إن المنتدى يهدف إلى إتاحة فضاء لتقاسم الأفكار وتبادل التجارب بين خبراء إدارات الدولة ومؤسسات البحث والمقاولات الخاصة، وهو ما يتيح للبلدان المشاركة على مستوى القارة مساحات للتفكير والاقتراح بشأن العديد من التحديات التي ستواجهها إفريقيا في أفق سنة 2050.
من جانبه، أبرز الرئيس المؤسس لجمعية “الطاقة من أجل إفريقيا”، جان لوي بورلو، انعكاسات التغيرات المناخية على العالم والمحيطات وعلى الأمن الغذائي، مؤكدا تنامي حدة الاضطرابات المناخية.
وأعرب عن الأسف لكون مشكل التغيرات المناخية يرتبط بإشكالية الطاقة بالقارة الإفريقية، مسجلا أن 65 في المئة من الساكنة لا تصل إلى مصادر الطاقة.
وشدد، في هذا الصدد، على أهمية الطاقة في القرن الـ21 كمحرك أساسي لكل نمو اقتصادي واجتماعي، داعيا إلى إعداد مشاريع تروم الولوج الشامل للطاقة، ولمخطط من أجل الماء والتطهير، والأمن الغذائي والبنيات التحتية، ولافتا إلى أن القارة الإفريقية “تشكل فرصة بالنسبة لأوروبا”.
ونوه، في هذا السياق، بالدور المحوري الذي يمكن أن يضطلع به المغرب في تفعيل مشاريع مشتركة بين أوروبا وإفريقيا، لا سيما بفضل ريادة جلالة الملك محمد السادس، وكذا من خلال موقعه الجغرافي وثقافته، مشيدا بالمشاريع التي تباشرها المملكة في مجال تنمية الطاقات المتجددة والصناعة الغذائية والبنيات التحتية.
ويتمحور منتدى الأمن الإفريقي حول مواضيع “الأمن الغذائي وتدبير الماء” و”النمو الديمغرافي والتنمية الفلاحية” و”حلول استباقية لمشاكل المستقبل”.