يتردد في الكواليس خلال الآونة الأخيرة، حديث عن “صفقة” محتملة بين بعض مكونات الحكومة وحزب الاتحاد الاشتراكي تهدف إلى تأسيس تحالف حكومي بعد انتخابات 2026. تعزز هذه الأحاديث مواقف الحزب اليساري المحسوب على المعارضة في تعامله مع عدد من القضايا المرتبطة بالأداء الحكومي.

وتشير العديد من المعطيات إلى أن رسائل الودّ بين حزب الاتحاد الاشتراكي وبعض مكونات الحكومة هي مقدمات لتقارب غير معلن يتم التحضير له ليكون الاتحاد جزءًا من أي تحالف مستقبلي قد يشكل حكومة “المونديال” إذا ما فازت تلك المكونات بالانتخابات.

الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي وصف كاتبه الأول، إدريس لشكر، التحالف الحكومي الثلاثي الحالي بـ”التغول الثلاثي”، أصبح اليوم أقرب من أي وقت مضى لهذا التحالف، خصوصًا مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش وحزبه، التجمع الوطني للأحرار. وليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها هذا التقارب، حيث يتذكر الجميع ما حدث في عام 2016، عندما تحوّل أخنوش إلى مفاوض باسم الاتحاد الاشتراكي، ونجح في جعل حضوره في الحكومة شرطًا لتشكيلها، مما أدى إلى إعفاء عبد الإله بنكيران ومشاركة وزراء من الاتحاد الاشتراكي في حكومة سعد الدين العثماني، إلى جانب وزراء من الأحرار.

حاليًا، الحليف السابق للاتحاد، عزيز أخنوش، يقود الحكومة، بينما فُرضت على إدريس لشكر المعارضة، بعد أن كان يأمل في التواجد في الحكومة الحالية بدلًا من عبد اللطيف وهبي وحزب الأصالة والمعاصرة، ولكن جرت الأمور على غير ما يشتهي.

مصادر مطلعة أوضحت لـ”الأول”، أنه بعد أن أدار أخنوش ظهره للاتحاد الاشتراكي في مرحلة تشكيل الأغلبية الحكومية، أبدى حزب إدريس لشكر استعدادًا للمعارضة الشرسة. بل إن الكاتب الأول للاتحاد أبدع في توصيف هذا التحالف بشتى أنواع الأوصاف، ووجه انتقادات شديدة لحزب الأصالة والمعاصرة في ملف المرحوم عبد الوهاب بلفقيه. لكن بعد ذلك، تغيرت اللهجة، وخففت المعارضة الاتحادية في البرلمان من حدة انتقاداتها للأداء الحكومي. كل هذا يشير إلى احتمال وجود صفقة ما تهدف إلى تحييد المعارضة الاتحادية عن باقي فصائلها، مثل حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية وأطراف اليسار الأخرى.

ذات المصادر أشارت إلى أن التقارب الذي حصل في الشهور الأخيرة بين الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية قد تم قطعه من طرف واحد (الاتحاد)، بسبب غضب بعض قيادات الأحرار من التقدم والاشتراكية وزعيمه نبيل بنعبد الله، وعدم تقبلها للتقارب بين لشكر وبنعبد الله.

وأكدت المصادر أن الجميع يتذكر الملاسنات بين نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وبين بعض قادة الأحرار مثل الطالبي العلمي ومصطفى بيتاس، وذلك بعد الرسالة المفتوحة التي نشرها حزب التقدم والاشتراكية والتي انتقد فيها أداء الحكومة، مما لم يعجب أخنوش وإخوانه في حزب الأحرار.

وبالتالي، تضيف المصادر، إذا أراد الاتحاد الاشتراكي الحفاظ على حبل الود مع الأحرار لتشكيل تحالف مستقبلي قد يقود الحكومة، عليه أن يترك مسافة الأمان مع حزب التقدم والاشتراكية وحزب العدالة والتنمية أيضًا. وهذا ما يفسر، حسب المصادر، تشكيل الفريق البرلماني لحزب الاتحاد الاشتراكي لما يسمى بـ”المعارضة الاتحادية” محاولًا التميز عن باقي فصائل المعارضة البرلمانية الأخرى.

ومن تجليات التقارب بين الطرفين، إشادة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بالمعارضة الاتحادية داخل قبة البرلمان.
أيضًا، ومن المعطيات التي تعزز وجود “تحالف” غير معلن بين الاتحاد والأحرار، عدم انضمام نقابة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى النقابات الداعية للإضراب العام الذي جرى الأسبوع الماضي. بالرغم من أن الحزب ومعه النقابة كانا من بين المبادرين إلى تشكيل “الجبهة الوطنية للدفاع عن الحق في الإضراب”، إلا أن هذا التواجد سرعان ما شابه الفتور.

وأشارت المصادر إلى أن الاتحاد يستعد لخوض الانتخابات القادمة وعينه على المشاركة في الحكومة المقبلة. ومن المؤكد أن أي تحالف مستقبلي لن يخرج عن الأحرار ومن يدور في فلكهم، حيث بدأت قيادة الاتحاد في هيكلة الأقاليم والجهات والتحضير للانتخابات من خلال تحريك القطاعات الموازية للحزب وعقد لقاءات داخلية مكثفة لتحضير هياكل الحزب للمرحلة المقبلة. كما أن لشكر لم يخفِ رغبته في أن يكون جزءًا من “حكومة المونديال”.

 

عامان في العراء بعد زلزال الحوز.. “الأول” ينقل معاناة شعب “المخيمات البلاستيكية” مع التهميش وإهمال السلطة والفقر

حصري.. آيت مهدي معتقل ملف ضحايا الزلزال يتقدم بطلب العفو الملكي.. وشقيقه لـ”الأول”: لقد كان يناضل من أجل الناس.. ونتمنى أن يعود بيننا”

تتسبب في معاناة الساكنة.. شركة يملكها قيادي في “البام” تتسبب في تأخر أشغال طريق بمناطق الزلزال (فيديو)

في “مغرب المونديال”.. مواطنون من جماعة لقصير بضواحي الحاجب يناشدون المسؤولين ربط منازلهم بالماء والسلطات تتجاهل مراسلاتهم

“البام” يقطر الشمع على حلفائه!.. يشتكي من “ارتفاع الأسعار والمهنيين المفسدين” وكأنه ليس في الحكومة

في جهة يقودها “الباميون”.. أين هي تقارير مجلس الحسابات حول “الملفات الشائكة” بجهة مراكش أسفي؟

التعليقات على الاتحاد الاشتراكي والأحرار.. هل هناك “تقارب” غير معلن استعدادا لتحالف يقود حكومة المونديال؟  مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عامان في العراء بعد زلزال الحوز.. “الأول” ينقل معاناة شعب “المخيمات البلاستيكية” مع التهميش وإهمال السلطة والفقر

معاناة مستمرة ووعود لم تتحقق لم يتغير الوضع كثيراً بعد مرور قرابة سنتين على الزلزال الذي ض…