أسدل الستار، مساء أمس الأحد، على فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الأصيل لفنون التبوريدة، المنظمة ما بين 20 و23 يوليوز الجاري بتراب الجماعة القروية المهارزة الساحل (إقليم الجديدة) تحت شعار ” التبوريدة تراث .. أم إبداع متجدد؟”.
وعرفت هذه الدورة مشاركة 24 سربة، وأزيد من 400 فرس وفارس من مختلف المدن المغربية، إذ حرص المنظمون على اختيار السربات التي لها صيت وباع طويل في مجال التبوريدة، من أهمها سربة المقدم حارث اليوسفي الفائزة أخيرا بالميدالية الذهبية بدار السلام، كما شاركت فيها سربة البشير ماهر الفائزة بدورات 2018 و2019 و2022.
وتمثل هذه السربات المشاركة كلا من فاس وسيدي قاسم وقلعة السراغنة واليوسفية وأسفي وتحناوت والصخيرات وسطات وبرشيد والنواصر وعين الشق ومديونة والدار البيضاء الكبرى وسيدي بنور والجديدة، كما مثلت سربة المقدم الطيبي الحديوي جماعة المهارزة الساحل.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس المجلس الجماعي للمهارزة الساحل المصطفى الريكط، في تصريح للقناة الإخبارية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مهرجان الأصيل لفنون التبوريدة، الذي وصل محطته السادسة، يعتبر من أحسن المهرجانات على الصعيد الوطني نظرا لنوعية السربات التي أصبحت تشارك فيه والسمعة التي يحظى بها. وأضاف الريكط أن الهدف المرسوم هو الإرتقاء بهذا المهرجان أكثر، وجعله من بين أهم المهرجات الكبرى في المملكة، مشيرا إلى أن هذه الدورة عرف إقبالا كبيرا من حيث عدد الجماهير، خاصة يومي السبت والأحد، والذي فاق عددها 80 ألف زائر من مختلف المدن المغربية.
وفي تصريح مماثل، أكد أحمد فردوس المتخصص في التنشيط وتقديم السربات، أن مهرجان الأصيل أصبح اليوم يضاهي أكبر التظاهرات على الصعيد الوطني، لأنه بدأ في التوسع عبر خريطة المهرجانات الوطنية.
وبشأن مكان تنظيم هذه الدورة، لفت إلى أنه يجمع بين الغابة وشاطىء البحر، وهو ما يضع الفرسان والأحصنة في ظروف مناخية ملائمة تتيح لهم فرصة أيضا الانتعاش والاستجمام والراحة.
وأوضح أن نجاح الدورة السادسة للمهرجان تجسد، بشكل خاص، في استقطاب 24 سربة من بين أحسن ما يوجد بالساحة الوطنية والتي سبق لها الفوز بميداليات في أرقى التظاهرات الوطنية كدار السلام بالرباط ومعرض الفرس بالجديدة. من جهة أخرى، حرص المنظمون على توفير ثلاث منصات كبرى أحاطت بالمحرك الجميل، الذي يتم رشه بالماء كل مساء لجعله ملائما ومناسبا لاستقبال حوافر الخيول.
وتميزت هذه الدورة باستقطاب عدد كبير من عشاق التبوريدة، الذين حرصوا على زيارة الخيام المخصصة لإيواء الفرسان والساحة الفسيحة المخصصة للخيول، كما تفاعلوا مع المقدمين، كما استمعوا لمختلف الشروحات من جانب (العمارة) المكلفين بملء البنادق بالبارود.
وفي هذا الصدد، صرح مقدم سربة شباب أولاد عزوز الممثلة لإقليم النواصر خالد المرزوقي، أنه ورث (تمقدميت) عن والده، وأنه سبق له المشاركة في العديد من المهرجانات كراكب مع المقدم ماهر البشير، لكنه اليوم يشارك كمقدم لسربة أولاد عزوز، التي تضم 17 خيالا. وأشاد بالتنظيم المحكم والظروف الملائمة التي وفرتها الجماعة واللجنة المنظمة، سيما وأنه سبق له الفوز بالعديد من الميداليات بدار السلام ومعرض الفرس بالجديدة.
تجدر الإشارة إلى أن مختلف السربات أبانت عن مستوى عال في التباري والتنافس وحققت الفرجة المنتظرة لعشاق التبوريدة.