يواصل البرلمان المغربي تأكيد وإبراز انفتاحه المسؤول وتواصله الفعال عبر تفاعله مع مرتادي المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الـ28، بما يسهم في ترصيد مقوّمات ومكتسبات العمل البرلماني وإذكاء الوعي السياسي لدى المواطنات والمواطنين.
وتأتي مشاركة البرلمان بمجلسيه في هذا الموعد الثقافي السنوي الهام في سياق التزام المؤسسة التشريعية بتكريس الشفافية والإعمال الفعلي للحق الدستوري المتعلق بالولوج إلى المعلومات وتبسيط التعرف على البرلمان بمجلسيه من حيث تركيبته وأجهزته وهياكله واختصاصاته، ودوره الحيوي في تطوير الممارسة الديمقراطية.
حيث عرف أمس استقبال عدد مهم من الزوار من الباحثين والأستاذة الجامعيين والمثقفين والفاعلين السياسيين والمؤسساتيين، وكذا الطلبة والتلاميذ من مختلف الأعمار الذين يتعرفون عن قُرب على عمل المؤسسة التشريعية من خلال أرشيفها ومختلف إصداراتها وأنشطتها. حيث يُشرف على هذه المهمة التواصلية نخبة من أطر وموظفي مجلس النواب والمستشارين.
ويبدو لافتا الإشعاع الثقافي الذي يكتسيه رواق المؤسسة التشريعية، الذي روعيت في تصميمه وهندسته مقومات وخصوصية الأصالة المعمارية للبرلمان، وذلك من خلال تخصيص جناح لمجلس النواب وجناح آخر لمجلس المستشارين يتوسطهما تصميم مماثل لقبة البرلمان.
ويتضمن كلا الجناحين مختلف إصدارات المجلسين سواء المتعلقة بالإنتاج التشريعي المغربي أو بحصيلة أشغال المجلسين خلال بعض السنوات التشريعية، إلى جانب منشورات تضم خطب الملك محمد السادس في البرلمان خلال عشرين سنة 1999-2019، وأخرى تتعلق بالبرامج الحكومية تحت قبة البرلمان، إضافة إلى الدليل العام لمداولات البرلمان المغربي 1965-2002.
ويفرد رواق البرلمان حيزا لمنشورات مجلس المستشارين وإصداراته الورقية ومن بينها حصيلة المجلس منذ سنة 1998 إلى غاية سنة 2022 والتي تعرض مساهمات على امتداد ربع قرن في مجال التشريع والرقابة وتقييم السياسات العمومية، كما تجرد مختلف مبادراته في تتبع أهداف التنمية المستدامة وفي الانفتاح على المحيط.
ومن بين الإصدارات أيضا، كتاب الدليل المرجعي البرلماني لمجلس المستشارين من توقيع النعم ميارة رئيس المجلس وكذا الأعمال الصادرة عن مركز الدراسات والأبحاث بالمجلس بالإضافة الى إصدارات مترجمة بلغة “براي” وفيديوهات لتقديم عمل البرلمان للأطفال مصاحبة بلغة الإشارة ومترجمة إلى الأمازيغية ولغات أخرى.
وفي إطار تمكين الزوار لاسيما الباحثين من الرصيد الكتبي والوثائقي للمؤسسة التشريعية، تم وضع تطبيق رقمي رهن إشارة المهتمين، يُمكنهم من تصفح إنتاجات البرلمان وقراءتها إلى جانب تحميلها بشكل سلس وسهل، مع الاطلاع على مختلف الصور المُلتقطة لزوار الرواق بشكل يومي، كما يُسهل التطبيق ذاته الولوج إلى البوابة الرقمية الخاصة بالبرلمان على الأنترنيت والاطلاع على رصيده باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، وهو ما استحسنه العديد من الزوار.
كما يضم رواق البرلمان عددا من المطويات، باللغتين العربية والفرنسية، تتيح لمرتاديه فهما عميقا لمختلف أدوار واختصاصات ومكونات مجلسي البرلمان، إلى جانب عمل اللجان البرلمانية الدائمة والتعرف على تمثيليات الفرق والمجموعات النيابية، بالإضافة إلى لمحة تاريخية عن تأسيس البرلمان، وهي الشروحات التي تبقى رهن إشارة الزوار طيلة أيام المعرض.
ويستفيد جمهور الرواق البرلماني، كذلك، من التعرف على عن قرب على أرشيف جد مهم للمؤسسة التشريعية. ويتعلق الأمر بعرض لأقدم تقارير عدد من اللجان البرلمانية، من قبيل ” تقرير لجنة المالية والتخطيط والتنمية الجهوية حول مشروع قانون يتعلق بتنظيم مهنة الخبرة المحاسبية وإنشاء هيئة الخبراء المحاسبين خلال دورة أبريل 1992 “، وتقرير آخر للجنة نفسها حول “مشروع ميزانية 1980″، وتقرير للجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان والوظيفة العمومية بشأن “مشروع النظام الداخلي لمجلس النواب خلال دورة أكتوبر 1994”.
على صعيد آخر، يتضمن رواق البرلمان قاعة للندوات وأخرى للعرض تتضمن شاشة رقمية خُصّصت لعرض مفصل ومبسط بالصوت والصورة وبلغة الإشارة لعمل المؤسسة التشريعية، وكل ما يتعلق بتشريع القوانين وعمل اللجان البرلمانية باعتبارها نواة العمل البرلماني، ويجد الزائر على واجهة هذه القاعة مقتطفات من خطب جلالة الملك لافتتاح السنة التشريعية في أكتوبر 2011 وأكتوبر 2021، إلى جانب مقتطفات من خطب الملك الراحل الحسن الثاني خلال افتتاح السنة التشريعية في دجنبر 1997، وافتتاح الدورة الأولى للبرلمان خلال السنة التشريعية 1963-1964.
إلى جانب ذلك، يضم الرواق صورة تعريفية لرؤساء مجلسي البرلمان، إلى جانب صور الجلسات البرلمانية من الولاية التشريعية الأولى 1963-1965 إلى الولاية التشريعية الحادية عشرة 2021-2026.
ويواصل رواق البرلمان حصد إعجاب الزوار من مختلف الشرائح، حيث عرف زيارة أندريه أزولاي مستشار الملك للرواق، حيث اثنى على منشورات الرواق المترجمة إلى لغة برايل، كما هنأ أطر البرلمان على تواصلهم الجيد، وعرف الرواق زيارة الوزير مصطفى بيتاس، حسن طارق سفير الملك بتونس، البرلمانية نبيلة منيب، الوزيرة السابقة نزهة بوشارب، والمحجوب الهيبة، مُنوّهين بالتواصل الإيجابي للمؤسسة التشريعية والانفتاح الفعال الذي تجسده من خلال التعريف بعملها ورصيدها وأرشيفها المتنوع.
بنشعبون من “باريس انفرا ويك”: البنية التحتية المستدامة مجال متميز للتعاون بين المغرب وفرنسا
أكد المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، محمد بنشعبون، اليوم الاثنين بباريس، أن مجال…