اعتبر المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، اليوم الأربعاء، أن تبني المغرب لمقاربة “صحة واحدة” (One health) أصبح مطروحا كمحور استراتيجي يهدف إلى تضافر ذكي لموارد البلاد بهدف الرفع من قدراتها على الصمود.

وأوضح بلاغ للمعهد أنه “في سياق انخراط المغرب في إصلاح عميق لمنظومته الصحية، والذي دعا إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في سنة 2018، أصبح تبني مقاربة +صحة واحدة+ مطروحا كمحور استراتيجي يهدف إلى إحداث تضافر ذكي لموارد البلاد بهدف الرفع من قدراتها على التأقلم والصمود والتصدي”.

وأبرز المعهد، الذي قام ببلورة تقريره التركيبي عقب اللقاء الذي نظمه يوم 6 يوليوز 2022 بمساهمة جمعية “صحة واحدة – المغرب”، أن الأزمة الصحية “كوفيد- 19” أعادت إلى واجهة الاهتمام مفهوم “صحة واحدة”، كمقاربة إرادية تشمل الصحة الإنسانية والحيوانية والبيئية.

وأضاف المصدر ذاته، أن هذا التقرير يقدم إحاطة شاملة بمفهوم “صحة واحدة”، متيحا تقاطع المقاربات المختلفة من أجل الإلمام بمختلف جوانبه، وإبراز الرهانات الراهنة والمستقبلية المرتبطة بهذه المسألة. كما يستعرض التقرير بعض الأفكار المبتكرة، الكفيلة بوضع أسس رؤية استشرافية بغية تبني وتنزيل مقاربة “صحة واحدة” في السياق المغربي. وعرف اللقاء المنظم يوم 06 يوليوز الماضي مشاركة ممثلين عن منظمات دولية، لاسيما منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومركز الاتحاد الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فضلا عن ممثلي القطاعات الوزارية المعنية، وحضور رفيع المستوى يضم خبراء مغاربة وأجانب في مجال الصحة العالمية.

وقد تمت في ختام هذا اللقاء، بلورة عدة مقترحات، من أجل تبني مقاربة “صحة واحدة” بالمغرب، من خلال إدماج هذا المفهوم على الخصوص كمحور استراتيجي لإعادة بناء المنظومة الصحية، في ارتباط وثيق بأهداف التنمية المستدامة.

ومن أجل ذلك، دعا المعهد في تقريره إلى صياغة قانون يتعلق بمقاربة “صحة واحدة”، يهدف إلى التصدي للأسباب الجذرية للأزمات الصحية والأمراض الحيوانية، ومقاومة مضادات الميكروبات، بالإضافة إلى التهديدات الصحية المعاصرة الأخرى.

واقترح كذلك تشجيع التوجه الإقليمية والعمل التفاعلي لمراكز القرار وإصدار البيانات وإنتاج المعارف، بتعزيز الشراكات الفعلية على المستوى الوطني والجهوي والمحلي، بين الهياكل المعنية بقضايا المناخ والتنوع البيولوجي والغابات.

كما دعا التقرير إلى النهوض بمفهوم “الصحة الواحدة” وتشجيع تبنيه من قبل المهنيين والمجتمع المدني.

ودعا المغرب من جهة أخرى إلى اتخاذ موقف من أجل مفهوم “صحة واحدة”، في إطار المعاهدة الدولية المقبلة بشأن تدبير الأوبئة العالمية.

ومن المنتظر أن يحال مشروع المعاهدة المذكورة، الذي يوجد قيد الإعداد على أنظار الهيئات الدولية، من قبل الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع.

ومن ناحية أخرى، اقترح المعهد دمج مفهوم “صحة واحدة” ضمن الدبلوماسية المناخية الوطنية، لا سيما في أفق مؤتمر “كوب27″، المزمع عقده في مصر في شهر نونبر 2022، ومؤتمر “كوب15” حول التنوع البيولوجي، المزمع عقده في مونتريال في دجنبر 2022.

وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة “صحة واحدة” هي حركة تأسست في مطلع العقد الأول من القرن 21، للنهوض بمقاربة مندمجة ومنهجية وموحدة للصحة العامة والحيوانية والبيئية، على المستويات المحلية والوطنية والعالمية. وتهدف الحركة على وجه الخصوص إلى دعم قدرة مواجهة الأمراض الناشئة ذات النزوع الوبائية.

التعليقات على المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية: تبني مقاربة “صحة واحدة”.. محور استراتيجي للرفع من القدرة على الصمود مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بنشعبون من “باريس انفرا ويك”: البنية التحتية المستدامة مجال متميز للتعاون بين المغرب وفرنسا

أكد المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، محمد بنشعبون، اليوم الاثنين بباريس، أن مجال…