في أول تفاعل رسمي مع تصريحات أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حول استقلال موريتانيا عن المغرب، قالت الحكومة الموريتانية بأن هذه التصريحات “مردود على صاحبها”.

وقال محمد ماء العينين ولد أييه، وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي والناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، في ندوة صحافية أن تصريحات الريسوني، “مردودة على صاحبها وكل من تلامس أي هوى عنده”.

ووصف الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، تصريحات الريسوني بأنها “لا تستند لأي مصدر، وتتعارض مع الشواهد التاريخية والجغرافية والقوانين والشرائع التي تحكم العلاقة بين الدول”.

واعتبر المسؤول الحكومي أنه “لا يوجد ما يعطيها أي مصداقية تحت أي جلباب”، واصفا الريسوني بأنه “تبرأ من جلباب الحكمة والمصداقية”

وخلفت تصريحات أحمد الريسوني، رئيس اتحاد علماء المسلمين، حول العلاقات المغربية الجزائرية، وأيضاً، حول موريتانيا، جدلاً كبيراً في الجزائر وموريتانيا، فقد أعاد الريسوني إلى الواجهة الحديث عن نفوذ الدولة المغربية التاريخي كما “يتبناه علال الفاسي” على حد تعبيره، مما جعل أصوات مسؤولين في الجزائر وموريتانيا من بينها “إسلاميين” يطالبون بإقالته من منصبه داخل الاتحاد.

وقال الريسوني إن العلماء والدعاة والشعب المغربي على استعداد للجهاد بالمال والنفس والمشاركة في مسيرة شبيهة بالمسيرة الخضراء والزحف بالملايين إلى الصحراء ومنطقة تندوف الجزائرية، إذا طلب الملك محمد السادس ذلك.

وتابع الريسوني، أما بخصوص موريتانيا فأنا أتبنى تصور علال الفاسي، فمثل ما كانت القبائل الصحراوية تبايع الملوك المغاربة فإن قبائل بلاد شنكيط أي موريتانيا تاريخياً كانوا يبايعون الملوك المغاربة، والحدود الحالية هي صنيعة إستعمارية.

وأعادت إلى الأذهان تصريحات الريسوني تصريحات سبق وخرج بها حميد شباط عندما كان أمينا عاما لحزب الاستقلال، وكانت لها تبعات سياسية.

وفيما يتعلق بتصريحاته حول “مسيرة خضراء ثانية نحو تيندوف” فتأتي، أياماً عقب الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش التي أكد فيها الملك على العلاقات المغربية الجزائرية وخصوصاً بين الشعبين”الشقيقين”، حيث قال الملك محمد السادس: “أهيب بالمغاربة، لمواصلة التحلي بقيم الأخوة والتضامن، وحسن الجوار، التي تربطنا بأشقائنا الجزائريين، الذين نؤكد لهم بأنهم سيجدون دائما، المغرب والمغاربة إلى جانبهم، في كل الظروف والأحوال”.

واضطر الريسوني لتوضيح تصريحاته قائلاً إن “خطابه جاء في سياق تاريخي ولا علاقة له بالوضع الحالي”.

وأضاف في تصريح له “كنت أعبر عن آرائي بمنطق التاريخ والشرع والحضارة، بينما كانوا يردون علي بمنطق سياسي ومن مواقع سياسية”.

وقال الريسوني: أنا لأفكر بمنطق سياسي بل كباحث.. حاليا متحرر من أي منصب سياسي، وليست لديه أية علاقة مع أصحاب المناصب.

وتابع الريسوني إن “موريتانيا حاليا دولة مستقلة وقد اعترف بها المغرب.. هذا شأن السياسيين فليمضوا فيه، وأنا لا أنازعهم فيه، وهو ما تضمنته تصريحاتي”.

وردا على الانتقادات التي طالته بخصوص دعوته إلى تنظيم مسيرة نحو تندوف، تساءل الداعية: “أليس من حق الشعب المغربي التواصل مع إخوانه وأبنائه المحتجزين في تندوف؟”.

وختم بالتأكيد على “استعداد المغرب للتحاور مع الجزائر بما يمكنه أن ينهي النزاع المفتعل في المنطقة، وحل هذه المشكلة المصطنعة التي خلفتها الصناعة الاستعمارية”، وفق تعبيره.

التعليقات على في أول تعليق لها.. الحكومة الموريتانية: تصريحات الريسوني مردود عليها وصاحبها تبرأ من جلباب الحكمة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

في مذكراتها.. ميركل تقول أن ترامب يتعامل كمنعش عقاري ويزعجه الوجود الكثيف للسيارات الألمانية بنيويورك

نشرت صحيفة “دي تسايت” الأسبوعية الألمانية الخميس مقتطفات من مذكرات أنغيلا ميرك…