قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، اليوم الاثنين بالرباط، إن الحكومة تعمل على قدم وساق من أجل تسريع إمداد المغرب بالطاقة التنافسية.
وأوضحت بنعلي، في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الطاقة، التي تنعقد تحت شعار “الانتقال الطاقي .. حصيلة مرحلة وآفاق سنة 2035″، أن لدى الحكومة استراتيجية تروم رفع الأمن الطاقي بالمملكة إلى مستوى استراتيجي، وذلك تماشيا مع توصيات النموذج التنموي الجديد.
وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن الحكومة تبذل جهودا دؤوبة لإمداد قطاعي الخدمات والصناعة بطاقة منخفضة الكربون، مسجلة، في المقابل، أن بلدا مستوردا للطاقة مثل المغرب “يعاني من آثار اضطراب أسعار الطاقة في ضوء السياق الجيو-سياسي العالمي”.
وأبرزت الوزيرة أن الأمن الطاقي والتنمية المستدامة يشكلان الركيزتين الأساسيتين للسياسة الطاقية الوطنية، التي تتمحور على ثلاثة أسس، وهي الاستدامة والمرونة والقدرة التنافسية.
وأضافت أن “المغرب يتموقع حاليا كرائد إقليمي في مجال الطاقات المتجددة من خلال مشاريعه المتنوعة في هذا المجال”، داعية، في هذا الصدد، إلى مواصلة تسريع الاستثمارات في تكنولوجيات التحول الطاقي بالنظر إلى دورها في خلق فرص العمل والاقتصاد في استهلاك الطاقة.
من جهته، قال وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، إن الصناعة المغربية حققت تقدما كبيرا، لا سيما في قطاع السيارات، الذي يعد قطاع التصدير الصناعي الرائد في البلاد.
وأكد مزور أن الصناعة تمثل جزءا مهما من إجمالي استهلاك الطاقة، مذكرا بأن المغرب أطلق، منذ عدة سنوات، سلسلة من برامج التنمية المستدامة بهدف مواصلة تحسين موارده الطاقية، من خلال استراتيجية طموحة للنجاعة الطاقية في مختلف قطاعات الإنتاج.
وسلط مزور الضوء على الإمكانات التي يزخر بها قطاع الطاقة بالمغرب، مما يمكن المصنعين من تخفيض تكاليفهم، لا سيما في هذا السياق الذي يتسم بتقلبات هامة في أسعار الطاقة.
من جانبه، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، سلطان بن أحمد الجابر، إن هذا المؤتمر ينعقد في سياق بالغ الأهمية، حيث يشهد سوق الطاقة تقلبات غير مسبوقة.
وأضاف قائلا “في مواجهة السياق الجيو-سياسي العالمي، انخفضت إمدادات الطاقة بشكل ملحوظ، ومن هنا تأتي الحاجة إلى وضع المزيد من الاستثمارات على المدى الطويل لبلوغ مستويات ما قبل أزمة (كوفيد-19)”، مبرزا أن الجهود التي قامت بها المملكة في ما يتعلق بتنويع مصادر الطاقة جعلتها مثالا يحتذى به في المنطقة.
ويشارك في مؤتمر الطاقة الخامس عشر، الذي تنظمه فيدرالية الطاقة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبدعم من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، نخبة من الشخصيات المؤسساتية المغربية والأجنبية، وذلك بهدف إعداد تقرير مرحلي ومناقشة الآفاق المستقبلية لقطاع استراتيجي للغاية.