بعد مرور 100 يوم على تنصيب الحكومة الجديدة، خرج عزيز أخنوش رئيس الحكومة إلى المغاربة للكشف عن حصيلة فريقه الحكومي، وما تميّزت به من إجراءات في ظل جائحة “كورونا” والأزمة المرتبطة بها، مؤكداً على أن حكومته والأغلبية المشكلة لها برهنت على إلتزامها بتنزيل الإلتزامات التي قطعتها مع المغاربة على أرض الواقع، وكذا إصرارها على الاستمرار في تنفيذ المشاريع الكبرى التي دخل فيها المغرب.
وأشار أخنوش خلال مروره في برنامج خاص بثته القناتان الأولى والثانية، تزامناً مع مرور 100 يوم على تنصيب حكومته، إلى أن الحكومة حاولت منذ البداية عدم إهدار الوقت والاشتغال بسرعة من خلال وضع برنامج حكومي وإخراج قانون المالية إلى الوجود في ظرف شهرين.
وأبرز أن الحكومة حاولت أيضاً الحفاظ على التواصل الدائم سواءً مع البرلمان أو الرأي العام، مشيراً إلى أن الإنكباب على العمل هو الهدف الأول لحكومته لأن “المواطنين يرغبون في رؤية النتائج أكثر من رؤية رئيس الحكومة”.
وبخصوص القرارات الحكومية بشأن التعاطي مع جائحة “كورونا”، وخوصوصاً، قرار إغلاق الحدود، أوضح عزيز أخنوش أنه “كان صائبا في وقته نظرا لعدم الإلمام بمتحور أوميكرون.. وهناك لجنة علمية ولجنة وزارية تتخذ قرارات أنا ملزم بتطبيقها”.
مشيراً في نفس السياق إلى أنه متفائل بقرب إعادة فتح الحدود خلال الأسابيع المقبلة،كما أن هذا الموضوع مطروح على طاولة الحكومة وتتم دراسته “من أجل تحقيق انفراج سياحي.
أخنوش تطرق أيضاً إلى موضوع شائك بنسبة لعموم المغاربة، حيث تعالت أصوات في الأونة الأخيرة مستنكرةً إرتفاع أسعار محموعة من المواد، موضحاً أن التضخم في المغرب متحكم فيه، حيث لم تتجاوز نسبته 1.8 في المئة، وهناك موادا أساسية أسعارها مستقرة كالخضر والفواكه واللحوم بأنواعها، غير أن النفط والمنتوجات الأولية ترتفع أسعارها بالنظر إلى التقلبات في السوق الدولية، ويبقى ذلك ظرفيا بالنظر إلى ظروف الجائحة.
وأكد أن “القدرة الشرائية للمواطن لم تُمس”، حسث كشف بهذا الخصوص عن إستمرار دعم أسعار السكر وغاز البوتان والدقيق عبر صندوق المقاصة، حيث خصص لذلك مبلغ 17 مليار درهم في مشروع قانون المالية للسنة الجارية، كما أفاد أنه “لا يمكن الحديث عن إعادة هيكلة صندوق المقاصة في ظل الظروف الحالية”.
وحول الورش الملكي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية والذي يعتبر من المشاريع المهمة الملقاة على عاتق الحكومة الحالية قال أخنوش، إن تنزيله يستوجب اتخاذ العديد من الترتيبات على مستوى المساهمات والخدمات الموجهة للفئات المستهدفة.
وشدّد على أنه لن يكون هناك ضغط على مستوى تمويل هذا الورش، الذي ستبلغ تكلفته 51 مليار درهم بحلول نهاية 2026، بمساهمة من الدولة في حدود 23 مليار درهم.
وكشف أخنوش عن عقد عدة اجتماعات مع وزير الصحة والحماية الاجتماعية، ووزيرة الاقتصاد والمالية، ووزير التعليم العالي، من أجل توفير إطار قانوني للمنظومة الجديدة على مستوى الخدمات الصحية والموارد البشرية والرقمنة، بما فيها البنيات الصحية التي ستستجيب لتوسيع التغطية الصحية.
وأعاد أخنوش التذكير بالشعار المركزي الذي رفعه حزبه وباقي مكونات الأغلبية الحكومية، المتعلق بـ”الدولة الاجتماعية”، مشيراً إلى أن هذا المفهوم ليس جديدا، ويُمكن تلخيصه في ثلاث ركائز تتمثل في الصحة والتعليم والشغل.
مضيفاً أن التدابير التي تعكس طبيعة هذا التوجه في قانون المالية للسنة الجارية تتمثل، بالخصوص، في رفع ميزانية الصحة والتعليم بتسعة ملايير درهم، سيتم من خلالها، على الخصوص، إصلاح 1500 مستوصف صغير، و30 مستشفى جهوي، وتخصيص 500 مليون درهم لذوي الاحتياجات الخاصة؛ مذكرا بأن الحكومة قدمت، في مجال التشغيل، برنامجين في غاية الأهمية ويتعلق الأمر ب”أوراش” و”فرصة”.
وشدّد أيضاً على أنه لم يعد مسموحا بتأجيل إصلاح نظام التقاعد إلى ما بعد الولاية الحالية؛ مشيرا إلى أن “هذه آخر ولاية حكومية في الأزمة، لأنه إذا لم نتدخل سيعرف نظام التقاعد الإفلاس التام سنة 2028”.
وشدد على أن القطاعات الوزارية المعنية تشتغل على الملف، وأن الحكومة عازمة على إصلاحه، مؤكدا أنه ينبغي تسجيل أن الحكومة تشتغل “في ظرفية اقتصادية صعبة، ولكن مع ذلك هذا الملف لا يخيفنا ونمتلك القدرة والجرأة لمواجهته”.
وفيما يتعلق بعمل الأغلبية الحكومية المكونة من ثلاثة أحزاب وهي الأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، أكد أخنوش على أنها أغلبية متماسكة ومنسجمة، قائلاً: “تشتغل في انسجام تام، على الرغم من كل ما يقال”.
أخنوش كشف أنه منفتح أيضاً على أحزاب المعارضة، معتبراً أن حكومته للجميع، وقال في هذا الصدد إن “الأغلبية منفتحة على الأحزاب التي ترغب في الاشتغال معنا، لأننا قمنا بتشكيل حكومة للجميع، أغلبية ومعارضة.. وطلبت، مؤخرا، من المعارضة اقتراح بعض الأسماء من أجل تشكيل بعض المجالس، وبأن يساهموا بأطرهم”.
ولم يفوّت أخنوش الفرصة من دون أن يمدح المنتخب الوطني لكرة القدم، المشارك حالياً في كأس أمم إفريقيا، معتبرا إياه منتخبا جيداً وأن الكرة المغربية بخير رغم إكراهات غياب الجمهور عن المدرجات.
وقال في اللقاء التلفزيوني الخاص، إن “كرة القدم المغربية بخير والمنتخب به شباب بمستوى كبير ومدرب جيد ورئيس جامعة كفؤ”، متمنياً تحقيق نتائج جيدة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم وأن يستغل روح الفريق والمؤهلات الفردية التي يتمتع بها، كما طلب من الجمهور عدم الضغط عليه لكي بحقق نتائج جيدة.
ملف “إيسكوبار الصحراء”.. النيابة العامة تردّ على طلبات الدفاع بخصوص استدعاء أحمد أحمد ومسؤولين في البرلمان
في أول ردّ لها على طلبات دفاع المتهمين في ملف مابات يعرف بأسكوبار الصحراء، المعتقل على خلف…