تفجّرت بالجماعة القروية “رسلان”، بإقليم بركان، قبل أيام معدودات، فضيحة من العيار الثقيل، تتعلق بتصريحات لرئيس المجلس الجماعي القيادي في حزب الحركة الشعبية، عزيز لطرش، قال فيها إنه “استقدم بعض سيدات المنطقة للعمل بالجماعة المذكورة مقابل خدمات جنسية”.
وانكشف أمر رئيس الجماعة، من خلال تسريب أشرطة “فيديو” على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهره وهو يتحدث، بتلقائية، إلى شابة تقطن بالمنطقة عن تفاصيل بعض غزواته الجنسية، إضافة إلى توجيهه اتهامات إلى إمام مسجد وبعض أعضاء المجلس الجماعي الذي يترأسه بإتيان ممارسات مماثلة. غير أن إحدى المذكورات في الفيديو، وهي سيدة طاعنة في السن، نفت ادعاء لطرش جملة وتفصيلا.
وبعد تداول هذه الفيديوهات المشينة بين ساكنة دواوير جماعة “رسلان” التابعة لقيادة “تافوغالت”، قررت العائلات التي ورد اسمها على لسان لطرش، الخروج إلى الاحتجاج أمام مقر الجماعة التي ظلت أبوابها موصدة في وجوهها تفاديا لأي منعطف خطير قد يتخذه احتجاجها، خصوصا وأن أغلب الأهالي المعنية بالموضوع من بيئة محافظة جدا ولا تقبل عندها القضايا التي تمس العرض، القسمة على اثنين.
الاحتجاج أمام الجماعة التي هجرها رئيسها بعد تفشي الخبر، لم يأتِ أكله، لذلك قررت العائلات مدعومة ببعض شباب المنطقة وفعاليات جمعوية؛ تنقيل غضبها إلى مقر عمالة بركان، حيث خاضوا نهاية الأسبوع وقفة احتجاجية مطالبين بفتح تحقيق عاجل.
فضلا عن ذلك، وجّهت الساكنة شكاية في مواجهة المعني بالأمر وهو عضو في المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية وأيضا رئيس لجنة التعليم بمجلس جهة الشرق، إلى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ووزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، ووزير العدل، عبد اللطيف وهبي، ورئيس النيابة العامة، الحسن الداكي، إضافة إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بوجدة، تطالب فيها بالإنصاف مما وصفته بـ”الشطط في استعمال السلطة واستغلال النفوذ والتشهير والمس بالعرض”.
كما حررت عريضة تتضمن العديد من التوقيعات، تعتبر أن ما صدر عن لطرش “من تصرفات وسلوكات لا أخلاقية لا تمت بصلة للمسؤوليات الملقاة على عاتقه من حفظ كرامة وشرف وعرض الساكنة”، مشددة على أن “من شأن هذه السلوكات خلق البلبلة والفزع وتشتيت أسر بأكملها بعدما تم طعنها في شرف أفرادها”.
ولم تخفِ الساكنة صدمتها واستياءها من “هذه السلوكات اللاأخلاقية واللامسؤولة”، مشددة على وجوب “ربط المسؤولية بالمحاسبة واتخاذ الإجراءات اللازمة ليكون رئيس الجماعة عبرة لكل من سولت له نفسه المساس بشرف وكرامة المواطنات والمواطنين”.
وحاول موقع “الأول” في أكثر من مناسبة التواصل مع عزيز لطرش، لكن خط هاتفه خارج التغطية.