انطلقت الحملة الانتخابية يوم 25 غشت 2021 المنصرم، وشرعت الأحزاب السياسية منذ وقتها في تداول ملصقات لوائح مرشحيها، وصور حملاتها، ومنشورات حول برامجها الانتخابية. كما بدأت الأحزاب في نشر موادها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل مكثف، وهو النهج الذي فرضته الجائحة، ليصبح التواصل عن بعد، هو الميزة الغالبة على حملات الأحزاب السياسية، وشرع المواطنون خصوصا رواد مواقع التواصل الاجتماعي منهم، في تتبع هذه الحملة وتقييم الأحزاب وطرقهم ومرشحيهم وحتى ملصقاتهم، تارة بشكل جدي وأحيان كثيرة أصبح “الساركازم” هو أداة تقييم الأحزاب، ولربمها محركه هو عتاب المواطنين لتلك الأحزاب التي تعاقبت على تدبير الشأن العام والمحلي.

“العائلة أولا”

 

أحد المنشورات التي لاقت تداولا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي هي عبارة عن ملصقات لمرشحي حزب الاستقلال ببوجدور، وما أثار تساؤلا بين العديد من قبل رواد مواصع التواصل هو مدى صحتها، حيث ضمت عددا من المرشحين بنفس المدينة ينتمون إلى عائلة واحدة، وهي عائلة “أبا”، ليتبين بعد ذلك صحة هذه الملصقات، وهو ما دفع بالناس إلى انتقادها بشكل ساخر.

ووصف بعض المدونين الملصقات التي تحتوي عائلة “أبا”، بأنها لائحة عائلية، فيما قال آخرون بأنه كان حري بهم أن يضعو صورة جماعية عوض هذه الملصقات، وقال آخرون بأن “أبا” رشح الحالة المدنية كاملة لهذه الاستحقاقات.

“البرلمان كالمنتخب الوطني”

أصبحت إحدى الملصقات لمرشح حزب الوحدة والديمقراطية مصدرا لسخرية العديد من مرتادي فيسبوك، وهوي منشور لأحد برلمانييه الذي عنون ملصقه بأن “البرلمان كالمنتخب الوطني لكرة القدم “.. مضيفا “اختاروا الأفضل اللي ما يحشمش بيكم نهار المباراة”، هذه الجملة كانت كافية لتخلق موجة من السخرية.

واعتبر متتبعو الشأن الانتخابي أن شعارات مثل هذه غير مرتبطة لا بالبرامج الانتخابية للأحزاب لا على المستوى الوطني أو الجهوي والمحلي، تعيدنا إلى سنوات الاقتراع الفردي وشعاراتها من “صوتوا على اللون القوقي أو الكاكي” ليس من أجل برنامج ذلك الشخص ولكن لأنه فلان.

بل حتى هذه المعادلة لم تكن محور هذا الملصق، الذي قال فيه المرشح “قاري وجيبي خاوي واش ما نستاهلش نكون برلماني؟”، وكأنه يستجدي المواطنين “صدقة” التصويت عليه، لأن جيبه فارغ ويريد أن يملأه بعدما يصبح برلمانيا، وهناك من اعتبره “تكريس لصورة كانت ولا زالت متداولة بين عدد من المواطنين الذين يرون بأن التصويت لإنسان فقط لأنه “ما فحالوش” أو “كرشو خاوية” هو بمثابة عقاب للمسؤولين الذين لم يوفوا بالتزاماتهم السابقة، كما هي خطوة لإنقاذ أحد أبناء الدرب من الفقر.

 

“أين ذهبت المناصفة؟”

 

ونشر عدد من الأحزاب ملصقات تغيب فيهم صور النساء المرشحات، لدرجة أن الأمر بدا مقصودا في بعضها، حيث تم نشر لائحة لحزب الاتحاد المغربي الديمقراطي بجماعة الصويرة، وتم وضع كل المرشحين الرجال، في المقابل تم وضع أسماء النساء وتعويض صورهن بـ”دلفين” وهو شعار الحزب.

ولم يختلف الأمر بين حزب يميني أو يساري، فمن بين المنشورات التي لاقت انتقادات كثيرة، هو أحد ملصقات لحزب التقدم والاشتراكية، الذي يبرز مرشحي الحزب بإحدى دوائر إقليم اشتوكة أيت باها، غير أن طريقة وضع صور المرشحين لقيت استهجانا من لدن متتبعي الشأن السياسي، بحيث تم وضع صورة المرشح على اليمين، في حين تم تعويض صورة المرشحة على اليسار بصورة خيال لامرأة، وكتب فوقها “المقعد الملحق”.

واعتبر كثيرون أن هذه المنشورات توضح مكانة المرأة عند عدد من الأحزاب، خارج الخطابات الرنانة التي نسمعها حول المساواة والمناصفة، فالواقع يمثل أشياءا أخرى.

 

“إصلاحات جوهرية”

 

أحد المنشورات التي تم انتقادها بشكل هزلي، هي ملصق لحزب الحركة الشعبية، لمحمد أوزين عضو المكتب السياسي للحزب، وأحد الوزراء السابقين، الذي عرف بفضيحة “الكراطة”.

يحتوي المنشور على إحدى تدخلات أوزين بأحد اللقاءات الصحفية، حيث قال “نحن نتحدث عن إصلاحات جوهرية أكثر مما نتحدث عن برنامج انتخابي عابر..”، وعلق أحد متتبعي صفحة الحزب قائلا “الإصلاح الوحيد الذي يظهر لدى الأحزاب المغربية هو إصلاح منازلهم وفيلاتهم وارصدتهم البنكية غير ذلك مجرد شعارات رنانة للظفر بالمقاعد”.

وقال أحد نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الذي تداول الصورة معلقا عليها بقوله، “أول إصلاح جوهري دار هو زرع الشعر..”، فيما وصفت إحدى ناشطات مواقع التواصل الاجتماعي بأنه “دار لعشب فراسو لي مقدرش يديرو فتيران”.

“الاتحاد الاشتراكي و جهاد الكفار”

 

لاقى ملصق انتخابي لأحد مرشحي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، جدلا كبيرا، حيث تجاوز عدد المعلقين عليه ال 300، وهو المنشور الذي عنونه صاحبه بـ”اشتراكية الثروات ، إعادة توزيع الممتلكات ، و جهاد الكفار ماض إلى يوم القيامة”.

وتساءل كثيرون ما علاقة الاتحاد الاشتراكي بالجهاد، فيما علق آخرون على المنشور طالبين من صاحبه أن يجيبهم عن سؤال “هل تعلم مع أي حزب ترشحت؟”.

ومن بين التعليقات الساخرة على هذا المنشور “واش تخلط ليك لشگر مع طالبان وزگي معانا؟”، “طالبان فرع الوردة”، “أول جهادي اشتراكي فالتاريخ، هانية الى منجحتيش فالانتخابات تدخل لموسوعة غينيس..”.

وبعد ازدياد الضغط على صاحب المنشور، تدارك الأمر وغير تعليقه وقال “إصلاح و استصلاح ، و ليس شفاء غليل ؛”.

 

التعليقات على “قاري وجيبي خاوي واش ما نستاهلش نكون برلماني؟”.. “الاتحاد الاشتراكي وجهاد الكفار”.. “البرلمان كالمنتخب الوطني”.. هذه أبرز طرائف الحملة الانتخابية مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

وزير الصحة: الترويج للسيجارة الالكترونية يستهدف الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين

أكد خالد أيت الطالب وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أن الوقاية من تدخين النيكوتين بشكل عام…