محمد مصطفي*
سجل المغرب خلال الأسابيع الماضية ارتفاعا مقلقا في حالات الإصابة بفيروس كورونا. وذلك نتيجة الاستهانة بهذا الفيروس من طرفعددكبيرمنالمواطنين، بالرغم من المجهودات التي قامت بها السلطات والأطر الطبية.
أحمد سائق سيارة أجرة من الحجم الكبير بمدينة الدار البيضاء، بأسى وأسف بليغين يروي تفاصيل قصة إصابة زوجته بفيروس كورونا وكيف أودى بحياتها في غضون 13 يوما دون سابق إنذار. بحسرة كبيرة يروي أحمد قصة وفاة زوجته، التي خلفت خوفا وذعرا كبيرين ينعكسان على تصرفاته مع الراكبين معه. فلا يكف عن النصح والإرشاد والتأكيد على إجبارية ارتداء الكمامة.
قبل أن يتسلم النقود يعقم يديه ويقدم المُعقم للركاب، خلال مدة رحلتنا القصيرة مع أحمد سائق سيارة الأجرة، واصل دون توقف انتقاد سلوكات المواطنين الذين لا يبالون حسبه بخطورة الفيروس، ولا يرتدون الكمامة، بل هناك من يرتديها بشكل غير صحيح، يضعونها على وجوههم فقط خوفاً من السلطات، بالإضافة إلى تكدسهم في الأسواق والطرقات والمتاجر.
يقول أحمد أن هؤلاء المواطنين لا ينضبطون للتعليمات التي قد تقيهم من عدوى الفيروس لا قدر الله أو أن يفقدوا أحبابهم كما حصل معه، وبسلوكهم هذا يؤخرون خروجنا من هذا النفق الذي دخلناه قبل عام وأكثر.
تركنا احمد واتجهنا صوب محطة الطرامواي “عبد المومن”، في اتجاه عين الذياب الشاطئ لاحظنا غياب احترام مسافات التباعد بين المواطنين، وعدم ارتداء الكمامة، أو ارتدائها بشكل غير صحيح، وتصافح وحديث مطول بين الناس. في مقابل ذلك لاحظنا احتراما تاما من فئة قليلة من الناس وعيا بخطورة الفيروس رغم أخد اللقاح المضاد له كما جاء على لسان احد الراكبين.
ازدحام واكتظاظ كبيرين عنوان عريض لصورة شاطئ عين الذياب حيث تغيب جل التدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا عائلات واسر جنبا إلى جنب، أما ارتداء الكمامة فأمر شبه غائب لدى الكبار والصغار، وفوق الرمال أطوار مباريات في مختلف الرياضات ككرة القدم والتنس، وعلى شاطئ البحر فالسباحة بشكل جماعي، منظر شبه عادي في ظل الجو العام للبحر الذي يعمه الاستهتار عوض الجد والمسؤولية.
وحتى في صفوف الصغار عم جو الاستهتار انشغالا بالاستمتاع بجو الصيف.نتيجة لامبالاة الآباء الذين استهتروا بدورهم بتدابير الحد من انتشار فيروس كورونا.
الوضعية الصحية الراهنة بالمملكة المغربية حاليا تسائل حس الوعي والمسؤولية لدى المواطن.فبالرغم من المجهودات المبذولة من طرف السلطات والأطر المختصة يظل أمر تطور الوضعية الوبائية من عدمه يسائل المواطن المغربي ودرجة وعيه.
*صحافي متدرب