لم يمر يوم واحد على وفاة المناضل اليساري والجمعوي عبد الله زعزاع، حتى إنطلقت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعوا إلى إطلاق اسمه على حديقة لارميطاج، إحدى الحدائق التاريخية بدرب السلطان في مدينة الدار البيضاء والتي قد خاض من أجلها زعزاع حملة ترافع قوية لإعادة الاعتبار إليها ورفع التهميش عنها وعدم تفويتها وهو ما حصل في نهاية المطاف بعد سنوات من الضغط.
وقاد عبد الله زعزاع إلى جانب نشطاء جمعية المتر بوشنتوف، جمعية حي، تشتغل مع الساكنة وأعضاؤها أبناء وبنات حي المتر بوشنتوف، معركة شرسة طيلة حوالي 5 سنوات منذ سنة 1999 إلى حدود 2003، من أجل إعادة الاعتبار لهذا المتنفس الأخضر والتاريخي الذي يعرفه جميع البضاويين.
وقاد أبناء الحي بتكوين وإشراف من زعزاع الحملة الترافعية، من خلال العديد من الوسائل، أهمها مسيرات للأطفال نحو الحديقة، للمطالبة بإعادة تأهيلها، وإقامة إحتفال 8 مارس وسطها بالرغم من الحالة السيئة التي كانت عليها “لارميطاج”، وتواصلت الفعاليات الترافعية من خلال دوري لكرة القدم رفع من خلاله شباب الحي شعار “إنقاذ لارمطاج”.
لكن من جهة أخرى نقل عبد الله زعزاع قضية الحديقة التي كانت قد أصبحت مرتعاً لانتشار الجريمة وملاذاً للمنحرفين، نقطة سوداء بالمنطقة، إلى جمعيات دولية، وتحدث عنها في مختلف اللقاءات التي كان يحضرها وطنياً ودولياً، مستغلاً علاقاته الجمعوية، وسلط الضوء على مشكل الحي الذي ارتبط به وبساكنته حتى وفاته.
بعد سنوات من النضال من أجل إنقاذ حديقة “لارميطاج”، تمت إعادت هيكلتها وافتتاحها عقب شراكة بين اليونسكو والسلطات، وبالرغم من أن جمعية المتر بوشنتوف التي كان يقودها عبد الله زعزاع لم يتم استدعاؤها إلا أن الجميع اعتبره انتصاراً للعمل الذي قامت به الساكنة وجمعية الحي.
وأصبحت تجربة المتر بشنتوف، ملهمةً، لجمعيات الحي على مستوى الدار البيضاء وباقي المدن وقدمت في اللقاءات الدولية، ومن خلالها اشتغل زعاع على تأسيس “ديناميات الأحياء” من خلال شبكة جمعيات أحياء الدار البيضاء، المعروفة بـ”ريزاك”، واعتماد مبادئ التربية الشعبية والعمل عن قرب ومقاربة إشراك ساكنة الأحياء في النضال من أجل تغيير أوضاعهم، وكل المفاهيم التي أبدع فيها عبد الله زعزاع، حسب مقربين منه.
وبالنظر إلى الارتباط الكبير الذي كان بين زعزاع وحيّيه، وإصراره في نضاله على الانطلاق من الحي والقرب مع المواطنين والارتباط بمشاكلهم مهما كانت بسيطة، فقد انتشرت دعوات تسمية حديقة “لارميطاج” بإسم حديقة عبد الله زعزاع، ويعتقد رفاقه أنه أبسط شيء يمكن أن يكرم به إسم كرّس حياته لأجل بُسطاء الوطن.
ملف “إيسكوبار الصحراء”.. النيابة العامة تردّ على طلبات الدفاع بخصوص استدعاء أحمد أحمد ومسؤولين في البرلمان
في أول ردّ لها على طلبات دفاع المتهمين في ملف مابات يعرف بأسكوبار الصحراء، المعتقل على خلف…