اهتزت بلدة الجرف، التابعة لإقليم الرشدية، على وقع وفاة الناشط الحقوقي حسن الطاهري، الملقب ب”الزيتوني”، بعد العثور على جثته بالقرب من منزله مساء الأحد الماضي، حوالي الساعة العاشرة ليلا.
وكشفت مصادر لموقع “الأول”، أن الطاهري كان قد تعرض لتهديدات متعددة لها علاقة بنشاطه الحقوقي، حيث دأب على نشر فيديوهات يتحدث فيها على التجاوزات والخروقات التي يقوم بها مسؤولو المنطقة، كما كان يثير باستمرار المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها بلدة الجرف.
وأوضحت ذات المصادر أن عائلة الناشط الحقوقي ما تزال تحت وقع الصدمة، بعدما تفاجأت بهذه الوفاة الغامضة، مؤكدة أنه ولحدود الآن لا تتوفر على أي معلومات بخصوص مجريات التحقيق المفتوح.
هل هي جريمة اغتيال؟
علامات استفهام عديدة طرحت حول وفاة الناشط الطاهري، خصوصا أنه كان قد نشر فيديو قبل وفاته بأيام، يتحدث فيه عن تعرضه لاعتداء من قبل خمسة أشخاص ملثمين، نجا منهم بأعجوبة، حسب ما قاله الطاهري.
هذا الفيديو الذي تم تداوله على صعيد واسع، بالإضافة إلى فيديوهات أخرى، يتحدث فيها عن تهديدات أو يروي فيها اعتداء تعرض له، أججت الغصب بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها عدد من المدونين دليل على قتله من قبل “عصابة”.
في هذا الصدد، اعتبر رئيس فرع زاكورة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، درعة تافيلالت، ابراهيم رزقو، أن ما وقع للطاهري “جريمة نكراء وقعت في حق ناشط حقوقي يفضح الفساد بشتى تلاوينه”.
وشدد المتحدث في حديثه لموقع “الأول”، على أن الطاهري، تعرض لمضايقات عديدة وتهديدات قيد حياته، وهو ما تثبته الفيديوهات المنشورة”.
وتابع المتحدث: “نحن نضع علامات استفهام كثيرة حول سرعة دفن الناشط، حيث أنه دفن يوم الإثنين”، وطالب أقراو من النيابة العامة أن تخرج عن صمتها وتوضح ملابسات ما وصفه ب”جريمة الاغتيال التي تعرض لها الناشط حسن الطاهري”، مردفا: “هذا الغموض وهذا السكوت وهذا التستر يطرح علامات استفهام كثيرة”.
كما طالب رزقو بفتح تحقيق نزيه بخصوص “اغتيال” الطاهري، وذلك “بناء على جميع المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب والتي تنص على حماية المدافعين على حقوق الإنسان”.
وفي سؤال حول الأدلة التي ترجح اعتبارها جريمة وليست حادثة، شدد رزقو على أن الواقعة “ليست حادثة عادية، بل هي جريمة متكاملة الأطراف، والدليل هو المضايقات والتهديدات التي كان يتعرض لها” متسائلا: “لماذا لم تصدر النيابة العامة بيانا كي توضح فيه للرأي العام المحلي والوطني ظروف وفاته والأسباب ومجرى التحقيق؟ لماذا هذا التأخر.. ولماذا لم يتم الكشف عن تقرير التشريح الطبي؟.
وحسب المعطيات الأولية، يضيف المتحدث، فقد تم إخضاع الطاهري لتشريح طبي بمستشفى مولاي علي الشريف، ولكن لم تعط لأي جهة نتائج التقرير الطبي، لذلك، يؤكد أن الحيثيات تحيل على أنها “جريمة متكاملة الأطراف”.
وطالب المتحدث بتقديم توضيح للساكنة المحلية وللرأي الوطني، مشددا على أنه إذا كان الأمر يتعلق بعصابة إجرامية، “فيجب الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه المس بالحياة، التي هي أمر مقدس”.
نشطاء يستبعدون فرضية الاغتيال
من جهتها، نبهت مصادر حقوقية بالجرف إلى وجود تضارب في الآراء المتداولة، حيث أكدت أنه وفي ظل غياب المعطيات الرسمية، ونتائج التقرير الطبي، يظل الحديث عن فرضية الاغتيال مجرد كلام.
وأوضحت ذات المصادر أن هناك من يتهم العدالة والتنمية بالتورط في مقتل الناشط الطاهري، وذلك بسبب مشاكل بين الأخير ومنتمين للحزب، خصوصا أنه كان معروفا بانتقاده للإسلام السياسي، غير أن مصادرنا استبعدت تورط العدالة والتنمية في مثل هذه الأفعال، مؤكدة أنه ليس هناك أي دوافع للقيام باغتيال الناشط من قبلهم، أو من قبل غيرهم.
وأضافت ذات المصادر، أن هناك رواية أخرى تتحدث عن سقوطه من مكان عال، وهو ما يوضحه تواجد جثته بالقرب من منزله، مضيفة أنه تم العثور عليه أمام بيت جيرانه، وهو يقطن في شارع صغير، والعمارات هناك لا تتجاوز الطابق الأول، وهو ارتفاع بحدود 9 أمتار تقريبا، والتسريبات الأولية بخصوص التقرير الطبي تتحدث عن إصابة على مستوى الرأس واليد اليمنى والرجل اليمنى.
واستبعدت مصادر “الأول” رواية أخرى تتحدث عن قتله في الغابة وحمله إلى المكان الذي تم العثور فيه على جثته، حيث أن البلدة صغيرة وحركة الناس تظل كثيفة إلى ساعات متأخرة بالإضافة إلى أنه من المستبعد أن يكون قد تعرض للضرب بالقرب من منزله، ولم يلحظه أحد.
وفي ظل هذا التضارب في المعلومات، وغياب المعطيات الرسمية، يظل باب الإشاعة مفتوحا على مصراعيه، وتنتشر عدد من الروايات التي تزكي نظرية الاغتيال والمؤامرة والترصد على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من غياب أي مؤشر يمكن على ضوئه توجيه الاتهام لجهة ما.
يذكر أن الناشط حسن الطاهري المعروف ب”الزيتوني” ابن بلدة الجرف، كان معروفا قيد حياته عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بنشاطه الحقوقي والمدني، وبنشره فيديوهات ينتقد فيها السلطة والمنتخبين على حد سواء، ويطرح عددا من مشاكل المنطقة، وكان من بين المطالبين بتحسين ظروف العيش في بلدته التي تعد إحدى أفقر المناطق بالمغرب.
عمدة مدينة الرباط تتفاعل مع فضيحة “تلقي الرشوة” في امتحانات الكفاءة المهنية
وجهت فتيحة المودني، رئيسة المجلس الجماعي للعاصمة، مراسلة إلى فاروق مهداوي، المستشار الجماع…