لم يعرف المغاربة يوما فوزي لقجع، حتى رأوه يدخل إلى الجمع العام لجامعة كرة القدم يوم الاثنين 11 نونبر 2013، متأبطا ذراع عرّابه إلياس العماري، الرجل القوي في حزب الأصالة والمعاصرة أنذاك، ويجلس في الصف الأول، فتبدأ الوشوشات تسري بين صفوف مسؤولي الأندية عن كونه الرئيس الجديد، الذي يريدونه الناس “لي الفوق”.

ومنذ توليه رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لم يتقن فوزي لقجع شيئا أكثر من الكلام “الغليظ” وبيع الوهم للمغاربة على غرار عرّابه، حين قدم ما أسماه خطوطا عريضة لمسيرة المكتب المديري للجامعة، حيث أعطى في بداية توليه لمنصب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، سنة 2013، وعدا بضمان التطور الشامل لكرة القدم الوطنية، ووضع مشروعا اعتبره خارطة طريق لكرة القدم المغربية في أفق 2026، مرتكزا على ثلاثة محاور تتعلق بالشق المؤسساتي، الذي يهم مختلف المؤسسات المكلفة بتدبير رياضة كرة القدم، بما في ذلك الجامعة والعصب الجهوية وعصب المحترفين والهواة، والتدريب، تخص دور الإدارة التقنية الوطنية، ثم الأندية خصوصا الجوانب الإدارية والمالية والتقنية. والخلاصة اليوم بعد 7 سنوات، لاشيء من هذا تحقق، سوى أن الرجل، أصبح عضوا في المكتب التنفيذي لـ”الكاف”، وعضوا في مجلس “الفيفا” ووزيرا. وفوزين ببطولة “الشان”، التي يعرف جميع المتتبعين كيف نشأت، ولماذا وجدت أصلا؟.

وعد لقجع بعد انتخابه لولاية ثانية في 2017، بعدم السماح للأندية التي لم تؤسس شركة رياضية بالمشاركة في الدوري الاحترافي، غير أن هذا الوعد تبخر بعد انطلاق البطولة بدون أن يعلن أي فريق عن تأسيس شركته، ونحن في سنة 2022، لا تزال أندية في العصبة الاحترافية لم تضع بعد حتى ملفاتها في المحكمة التجارية.

أما بخصوص اعتماد الهوية المغربية، فبعد أن أقال لقجع ناصر لارغيت، المدير التقني السابق، الذي اعتبره من بين “رموز الفشل”، اتجه لقجع نحو المدرسة “الأنغلو-ساكسونية” عوض الفرنسية، مستعينا بخبرة الويلزي روبيرت أوسيان، غير أن وعد لقجع ذهب مع الريح.

فبعد تولي الويلزي منصب المدير التقني للجامعة الملكية لكرة القدم، أعطيت له الصلاحية لانتقاء الأطر التي ستشتغل معه، وخلافا لما كان منتظرا من أن يمنح الثقة للأطر المغربية الكفؤة، اعتمد أوسيان على أطر أجنبية برواتب عالية، دون بلوغ النتائج المرجوة.

أما فيما يخص العصبة الاحترافية، فيبدو أن شعارات الاستقلالية والتجديد، ظلت حبرا على ورق، وكلاما خاصا بالخرجات الإعلامية لرئيس الجامعة الملكية كي يدغدغ بها عواطف المغاربة المحبين لكرة القدم الوطنية.

وكان لقجع قد ركز خلال أشغال اليوم الدراسي الخاص بكرة القدم الوطنية، في غشت من سنة 2019، أياما فقط بعد نكسة “كان” مصر، على ضرورة تمتيع العصبة الاحترافية لكرة القدم، باستقلالية تامة عن سلطة قرار الجامعة الملكية.

ودعا رئيس الجامعة رؤساء الأندية الاحترافية إلى “عدم الانغلاق على الوسط التسييري الكروي والانفتاح على الطاقات الشابة القادرة على تدبير احترافي جيد، سواء على المستوى الإداري أو التسويقي”، بعيدا عن “الذاتية” والصراعات الضيقة.

غير أن الجمع العام الذي شهدته العصبة، كان عكس هذا الاتجاه، فلم تخرج تشكيلة المكتب المديري الجديد من الدائرة المغلقة، ونفس الوجوه برئاسة سعيد الناصيري، رئيس نادي الوداد الرياضي.

أما بخصوص الوعود بالألقاب فحدث ولا حرج، فيكفي أن نتذكر مسيرة المنتخب الوطني بكأس الأمم الإفريقية في دور الـ16 على يد منتخب البنين، وخروجه في كأس العالم من دوري المجموعات، بالمقارنة مع ما خصص للمنتخب الأول من ميزانية ضخمة تبخرت دون ألقاب.

وكشفت الجامعة على أنها صرفت في سنة واحدة 82 مليار سنتيم، وبالضبط مابين يوليوز 2018 و30 يونيو 2019، حيث بلغت حينها مصاريف المنتخبات الوطنية 198 مليون درهم، وهي عبارة عن أجور وامتيازات أخرى بدون أي تتويج، وبلغت مصاريف الإدارة التقنية وحدها 44 مليون درهم، في حين صرفت الجامعة في الكان 2019، 26 مليون درهم.

ورغم كل ما تم إنفاقه، إلا أن النتيجة التي حصدتها المنتخبات الوطنية، كانت مخيبة للآمال، بإقصاء قاري مبكر، وكذلك عدم التأهل للإقصائيات المؤهلة للألعاب الأولمبية.

التواجد القاري القوي للأندية المحلية، التي أصبحت تضمن تواجدا للمغرب في المربع الذهبي لمنافسات دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية، يبقى نقطة الضوء الوحيدة في ظل هذه الإخفاقات للمنتخب الوطني، وهي الإنجازات التي يحاول لقجع السطو عليه، بكل الطرق، كي يصبح شريكا في الانجازات.

وإذا كانت الأرقام التي تسربت في مواقع التواصل الاجتماعي، حول الميزانية التي خصصها لقجع للمشاركة المغربية في “كان” الكاميرون حقيقية، فعلى جمعيات حماية المال العام، وبرلمانيو الأمة في الأغلبية والمعارضة أن يطالبوا بالمحاسبة، والتدقيق في كيفية صرف كل هاته الأموال. خاصة، وأن الحديث عن أموال كثيرة تصرف من أجل تلميع صورة الرئيس، والتطبيل لـ”إنجازاته الخرافية”، التي لم نراها تتحقق إلا في مخيلة مردديها.

أما على المستوى الإداري والتسييري الداخلي للجامعة، فانتشار الريع و”باك صاحبي” و”اللوبيات”، فحدث ولا حرج، وتلك قصة أخرى  سنعود إليها في قادم المقالات.

اليوم باستثناء كرة القدم داخل القاعة، والتي يعرف الجميع أن المدرب الدكيك ناضل من أجل هذا المنتخب لوحده، من أجل الوصول إلى ما وصل إليه، فإن كل المنتخبات وكل الفئات، لا تحصد سوى الخيبة بعد الأخرى، سواء على مستوى الكرة الشاطئية، أو إقصائيات الألعاب الأولمبية، أو الإفريقية أو العالمية.

التعليقات على ما الذي حققه لقجع لكرة القدم المغربية غير “شان” لا شأن له.. خدم نفسه ولمع صورته وارتقى هو بينما ظلت الكرة في مكانها!! مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بنعلي.. الوزارة ستواصل خلال سنة 2025 العمل على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة

أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلي بنعلي، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، أن …