يحاول عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال هذه الأيام، الظهور بمظهر القائد السياسي الجديد الذي يحمل عرضاَ سياسياَ، يطوف به على الأحزاب السياسية من يسارها إلى يمينها، لتوحيد الرؤى حول مشروعه ومقترحاته، استعداداً للانتخابات المقبلة، في سلسلة من اللقاءات التي أسماها بالتواصلية.
وقد استطاع وهبي أن يلتقي بمجموعة من الأحزاب، بدءً من التقدم والاشتراكية والاستقلال، كأحزاب للمعارضة، وصولاً إلى حزب الاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية، في انتظار لقائه بقيادة حزب العدالة والتنمية، كأحزاب للأغلبية الحكومية، بينما اختار وهبي، أن يلغي لقاءً كان قد طلبه مع التجمع الوطني للأحرار، بسبب “خرجة” القيادي في الحزب رشيد الطالبي العلمي، التي اعتبرها الأمين العام الجديد لـ”البام” إهانة له. حسب مصادر مطلعة.
وعكس مايبدو عليه الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال هذه اللقاءات، وحديثه عن “قوة” حزبه، و”حضوره وراهنية مشروعه”، إلا أن الأنباء التي تصل من داخل كواليس “البام” تقول عكس ذلك، حيث تحول الحزب إلى حلبة لـ”الصراعات الداخلية حول القيادة”، و”انسحاب أغلب الأعيان من الحزب”، بالإضافة إلى أن “البام” فقد بريقه الذي كان يجذب رجال الأعمال الراغبين في القرب من السلطة”.
وتقول مصادر جد مطلعة، إن “وهبي من خلال هذه اللقاءات يحاول أن يفرض نفسه على الساحة السياسية، كما هي رسالة إلى الداخل الحزبي في “البام”، محاولةً منه لكسب الشرعية “المفقودة” خصوصاً أن الحزب يعاني من انهيار تام، بعد المؤتمر الأخير، ويعيش حالة من الهروب الجماعي للأعيان إلى أحزاب أخرى أهمها حزب التجمع الوطني للأحرار”.
وهذا ما يفسر، تضيف المصادر، “البهرجة التي ترافق اللقاءات التي يعقدها الأمين العام الجديد، والتي لا مضمون سياسي لها، لأن وهبي لم يقدم خلالها أي عرض سياسي واضح، بل مجرد شعارات وعموميات، يقول إنها مخرجات اجتماع قيادة “البام”، في حين أنه لم يستطع وإلى حدود اليوم عقد المجلس الوطني الأول للحزب وتشكيل المكتب السياسي، بالإضافة إلى صراعه مع رئيس فريق حزبه في البرلمان”.
ذات المصادر أكدت أنه خلال جميع اللقاءات، تحدث وهبي عن “الانتخابات المقبلة، والقوانين المؤطرة لها، والدعم المالي، والمرحلة التي تمر منها البلاد وضرورة تحصين الديمقراطية، والاختيارات الدستورية، من دون تدقيق ماذا يريد بالضبط سياسياً”.
وأشارت المصادر، أن الأمين العام الجديد للبام، وبعد أن “ألغى لقاءه بالأحرار، مكرهاً، بسبب خرجة الطالبي العلمي “المدروسة”، والتي قال فيها إن “الجرار بقيادته الجديدة التي تجرّ مستوى النقاش إلى الأسفل، بأسلوب غير جدير بالسياسيين.. فإن حزب التجمع الوطني للأحرار لن ينزل إلى هذا المستوى حيث اختار أن يدافع عن المواطنين”، وهبي كان يرغب في استغلال الاجتماع ليشتكي مما يصفه بسرقة الأعيان من طرف الأحرار، محاولاً وقف النزيف التنظيمي الذي يعانيه حزبه”.
في نفس السياق، تقول مصادرنا، ” أن ادريس لشكر أخبر مقربين منه أنه لا يمكن أن يرفض الاجتماع مع وهبي، قائلاً: “السيد طلب يتلاقانا ما عندنا ما نديرو”، لكنه حاول حماية نفسه من أي تسريب للصحافة يقوم به وهبي، لتوهيم الرأي العام بوجود “اتفاق سياسي بينه وبين وهبي”، حيث توجه للصحافة التي غطت اللقاء، بالقول:” ناقشنا الوضعية السياسية، وإن وجهات نطرنا متقاربة جداً، بطبيعة الحال لم ندقق فيها في مجموعة من القضايا، ولكن نحن حريصين على الرجوع إلى مؤسساتنا الحزبية للتدقيق في بعض المواضيع”.
مصادرنا تشير إلى أن “عبد اللطيف وهبي يحمل على ظهره حزباً منهك تنظيمياً، يحاول إيجاد الاعتراف السياسي بشخصه، وفي نفس الوقت يسارع الزمن لتشكيل تنسيق حزبي يواجه من خلاله منافسه الرئيسي، التجمع الوطني للأحرار، الذي يبدو أنه استقطب أعيان البام، وأصبح العدو رقم واحد لوهبي”.
وفي علاقة بالموضوع، كشفت مصادرنا، أن “نزوح الأعيان وكبار المنتخبين من البام إلى الأحرار أصبح بالنسبة لوهبي كابوساً، حتى أنه صرخ في الاجتماع الذي عقده وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت مع الأحزاب السياسية، مشتكياً مما اعتبره سرقةً، ولا ربما نسي وهبي أن “البام” اليوم يتجرع السمّ الذي أذاقه في السابق لباقي الأحزاب عندما جمع الأعيان حوله بكل الوسائل”. أو كما قال قيادي في أحد الاحزاب التي التقاها وهبي، “إن الأحزاب لا تسرق أعيان البام، بل تسترجع فقط أعيانها، التي خطفت بليل”.
من الواضح أن اللقاءات التي يعقدها وهبي موجهة لأعضاء حزبه أكثر من أنها موجهة للرأي العام، وهي صورة يريد أن يبيعها للباميين بأنه قادر على قيادة الحزب للحفاظ على موقعه في المشهد السياسي، لكن قيادات في أحزاب التقاها وهبي عبرت في الكواليس على أن “البام انتهى كحزب”.
انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات
أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …