فاجأ عبد اللطيف وهبي القيادي في الأصالة والمعاصرة، المقربين منه، قبل الغرباء، بالكلام الذي أفصح عنه في الندوة التي نظمها بمقر الحزب بالرباط، من أجل الإعلان عن نيته في الترشح للأمانة العامة لـ “البام”، حيث دعا إلى القطع مع الدولة، ومع الاستقواء بالسلطة وبأشخاص داخل السلطة، والتحول إلى حزب عادي.
مصدر استغراب المتتبعين من كلام وهبي نابع من أن الرجل ترك حزب الطليعة، وهرول بكل قواه من أجل الالتحاق بحزب الدولة – حسب اعترافه -، تاركا حزبا يوجد في موقع النقيض (تقريبا) مع الدولة، مستقل عن السلطة، وعن أشخاص السلطة، للالتحاق بحزب السلطة. فهل كان غائبا عن ذهن وهبي أنذاك، أن “البام” حزب مرتبط بالسلطة؟، هل تم التغرير به، وكان أنذاك شاب غرّ حديث العهد بالسياسة؟.
هل كان وهبي مغمض العينين، عندما كان “فريق” فؤاد عالي الهمة يحصد أمامه الأخضر واليابس بمجلس النواب، بل إن طلبات الالتحاق بالفريق، الذي كان سابقا على الحزب، بلغت مستويات لا يمكن للعقل تصديقها، وكان يتم رفض طلبات الالتحاق بالفريق، ونصح الراغبين بالالتحاق بالبقاء في فرقهم وأحزابهم حتى لا يتم الإخلال بالتوازن داخل قبة البرلمان.
هل كان وهبي غائبا عن الوعي، عندما كانت “حركة كل الديمقراطيين” تنظم لقاءاتها التواصلية، بطريقة استعراضية، لم يسبق لأي حزب أو حركة في المغرب أن قامت بها، بما فيها الأحزاب التقليدية، التي تتوفر على الإمكانيات المادية واللوجيستية، وكيف كان يتم استقبال قادة الحركة من طرف ولاة وعمال المناطق التي تتم زيارتها من أجل “التواصل مع أهلها أو بالأحرى مع أعيانها”.
ألم يكن وهبي على علم بمستوى السلطة التي كان يتوفر عليها قادة “البام” في السنوات الأولى للتأسيس، وكيف كان كاتب إقليمي للحزب بمدبنة ما، “بمثابة عامل في المدينة”.
ألم يستغرب وهبي، من النتيجة التي حققها حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات الجماعية ليوم 12 يونيو 2009، والتي جعلت من الحزب القوة الأولى في المغرب، وهو الذي لم يكن قد مرّ على تأسيسه سوى شهور معدودة.
ما الذي فعله وهبي، عندما كان يرى قيادة “البام” تدفع بأشخاص لتحمل مسؤولية تدبير الشأن العام، “عمودية طنجة ومراكش على سبيل المثال”، رغم عدم تجربتهم، وعدم قدرتهم “سياسيا” على تدبير شأن مدينتين بحجم طنجة ومراكش، – رغم أن نية القيادة قد تكون طبية، لأنها أرادت الدفع بوجوه جديدة، بدل الوجوه التي أصبح المغاربة يمقتون رؤيتها -. وتجعل مصير ساكنة هاتين المدينتان في “كف عفريت” بحكم ضعف المسؤولين، وهو ما ثبت بعد سنوات.
فما الذي أغرى المحامي عبد اللطيف وهبي بترك حزب الطليعة، والهرولة نحو “البام”، إن لم يكن الرغبة في الغنيمة، والاستفادة من القرب من السلطة، واستغلال اللحظة السياسية، من أجل جني المكاسب، مثله مثل العديدين، الذين لم يكونوا ليستطيعوا النجاح كأعضاء في جماعة قروية نائية، ليجدوا أنفسهم بفضل “البام” على رأس مؤسسات ومدن وجماعات، لم يكونوا ليحلمون بها في أسعد لياليهم، فقط قبل 10 سنوات من الآن.
هل كان وهبي سيصل إلى مجلس النواب كبرلماني لولايتين، ويترأس فريق حزب، ويكون عضوا بمكتب المجلس، لولا حزب الأصالة والمعاصرة، ولولا كونه “حزب السلطة”.
لماذا لم يصرخ وهبي قبل اليوم؟..
الأستاذ وهبي يجب الوضوح مع الذات.. لا يجب أكل الغلة وسب الملّة..
أمام تزايد الانتقادات.. الحكومة الألمانية تفتح تحقيقا لكشف ما إذا كان بالإمكان تفادي هجوم ماغديبورغ
تعهّدت الحكومة الألمانية الأحد بفتح تحقيق لكشف ما إذا كان بإمكان أجهزة الاستخبارات منع وقو…