استضافت وكالة المغرب العربي للأنباء، صباح اليوم الثلاثاء 17 شتنبر الجاري، محمد الأشعري وزير الثقافة والاتصال سابقا، وذلك من أجل مناقشة موضوع “هل الصحافة الآن عامل تقدم في المغرب؟”.
الأشعري الذي انطلق في حديثه من مجموعة من الإشكاليات المرتبطة بالوضع الحالي للصحافة، خصوصا فيما يتعلق بما فعله الزمن السياسي والتكنولوجي ثم النفسي، بواقع الصحافة اليوم، قال إن “الصحافة المغربية تعيش أزمة في الوقت الراهن مرتبطة بعدم تحديد مفهوم أساسي يتمثل فيما هو التقدم الذي نريده للصحافة”.
وبخصوص القطب الإعلامي العمومي، أكد الأشعري على أنه “بعد ما يقرب 20 سنة من أوهام إصلاح هذا القطاع، ما زالت هناك قنوات وإذاعات ليس لها من العمومية إلا الإسم، تقرأ علينا بيانات النيابة العامة ضد مواطنين عزل”.
وعبر المتحدث ذاته عن استغرابه مما أصدر المجلس الأعلى للحسابات تقريره الأخير الذي يقر من خلاله بالتضخم في التمويل الذي تتلقاه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مقابل تقلص مستمر للتمويل الذاتي.
الأشعري أشار إلى أن “خصائص الوضع السياسي وفشل الإصلاح، هما عاملان مترابطان يعوقان الصحافة في أداء مهامها اليومية، ومن ضمنها مواكبة الأخبار السياسية ومشاريع التنمية وإشاعة نوع من المناخ الإيجابي ضد الإحباط واليأس والوعي السلبي”.
وتابع وزير الثقافة والاتصال في حكومة اليوسفي، قائلا “من أغرب ما قرأت تعليقا على القضية المؤلمة للصحفية هاجر الريسوني، هو تعليق للكاتب المغربي الطاهر بنجلون، حين قال إن الظلاميين يحتجزون مشروع الحداثة بالمغرب”، مشيرا إلى أنه “الحال أن الظلاميين ليسوا هم من بعثوا الفريق الأمني الذي اعتقل الريسوني، ولا الفيلق الرهيب الذي اعتقل الصحفي بوعشرين، والحال كذلك أن الدولة التي تعتقل الصحفيين هي الدولة نفسها التي تحارب الظلاميين في تجلياتهم السياسية وخلاياهم النائمة”.
وعودة إلى سؤال الندوة “هل الصحافة الآن عامل تقدم في المغرب؟”، شدد الأشعري على أنه “نعم، يجب أن نقول دون تردد إن الصحافة عامل تقدم، سواء من حيث ما تثيره من قضايا أم ما تتعرض له من متاعب، فهي اليوم الجبهة الأكثر حيوية ومصداقية في الدفاع عن مشروع التقدم، والدفاع عن الديمقراطية”.
وأكد الأشعري على أن “الساحة تعج بالمنابر الموجهة والأقلام المأجورة ومنابر النهش التي تهبّ عند أول صفير”، مردفا “لكن هذه الظواهر كانت دائما موجودة عانى منها الوطنيون إبان مقاومة الاستعمار، وعانى منها الديمقراطيون إبان مقاومة الاستبداد، ولكنها دائما ستبقى محط النسيان”.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى يندرج ضمن سلسلة اللقاءات التي تنظمها وكالة المغرب العربي للأنباء في إطار الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيسها، حيث كانت الندوة مناسبة لمناقشة التطورات الهامة التي شهدها قطاع الصحافة في الآونة الأخيرة، ومساهمته في التحولات الكبرى التي يشهدها المغرب على مختلف المستويات.
لأن طريقة صلاته لم تعجبه.. أربع سنوات سجنا نافذا لخمسيني حاول اغتيال جاره بمكناس
قررت غرفة الجنايات الاستئنافية لدى المحكمة الابتدائية بمكناس، خلال نهاية الأسبوع الجاري ال…