توالت حوادث موت المواطنين في السنوات الأخيرة في عدد من مناطق المغرب، أغلبهم من الأطفال نتيجة لسعات العقارب، خصوصاً مع نقص الأمصال المضادة لسم العقارب، وبالرغم من قرار وزارة الصحة بإعادة فتح مختبر إنتاج الأمصال الذي أغلق من قبل المدير الأسبق لمعهد “باستور” في عهد الوزيرة الإستقلالية ياسمينة بادو، إلا أن هذا الإجراء لم ينتج عنه أي تجاوز للأزمة، بل إن عدد الإصابات والوفيات لا تزال في تصاعد يوماً بعد يوم.
وتتواصل حالات وفيات المغاربة نتيجة الإصابة بلسعات العقارب والأفاعي، خاصة في المناطق القروية، التي تفتقر مستوصفاتها إلى الأمصال المضادة للدغات، بالإضافة إلى غياب سيارات الإسعاف، وهو ما يتسبب في انتشار السم في جسد المصاب.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة، في بلاغ لها مؤخراً عن إصابة 30 ألف حالة بلسعات العقارب تُخلف سنويا 50 وفاة، جلهم أطفال دون 15 سنة، حيث تصدرت جهة مراكش آسفي قائمة المصابين، إذ سجلت 8662 حالة سنة 2018 ضمنها 28 حالة وفاة، بينما سجل إقليم الصويرة وقلعة السراغنة في الجهة أكبر حصيلة بـ3000 ألف حالة.
في ذات السياق أكد محمد كريم، بيولوجي ونقابي متقاعد من مؤسسة “باستور” المغرب، في تصريح لموقع “الأول” أن قرار مجلس إدارة المعهد، في فبراير الماضي، بإعادة فتح مختبر إنتاج الامصال أمر إيجابي وكان ثمرةً نضال نقابي على مرور حوالي 16 سنة مند قرار إغلاق المختبر في 2003.
وتابع كريم: “إن منظمة الصحة العالمية وهي الهيئة الموجهة على المستوى العالمي أوصت بضرورة إنتاج اللأمصال محلياً والابتعاد عن استيرادها بعد أن لاحظت ارتفاع عدد الوفيات سنة 2001 بسبب لسعات العقارب في العديد من الدول عبر العالم”.
وأوضح ذات المتحدث أن “هناك 20 دولة تنتج أمصالها ذاتياً، بينها الجزائر وتونس ومصر والسعودية والميكسيك وفرنسا وغيرها…، وهو أمر مطلوب لأن المصل المضاد لسم العقرب يكون خاصاً ولا يكون فعالاً إلا للبلد الذي صنع فيه”، وزاد قائلا: “مثلا المغرب تكثر فيه العقارب السوداء ولا يمكن مواجهة لسعاتها إلا بمصل ينتج بالمغرب مستخلص من سمها، وبالتالي فإن خصوصية البلدان ومناخها وطبيعة عقاربها محددة”.
وأبرز البيولوجي المتقاعد أن “اختيار وزارة الصحة منذ عهد الوزير الأسبق محمد الشيخ بيد الله مروراً بالذين خلفوه في الوزارة وصولاً إلى الوزير أنس الدكالي، الاعتماد على العلاج بالأدوية عوض الأمصال غير كافي لمواجهة لسعات العقارب وإنقاد أرواح المواطنين المصابين”.
وبخصوص الكلفة المادية لإنتاج الأمصال المضادة للسعات العقارب، قال محمد كريم: “صحيح أن عملية الإنتاج مكلفة وتستلزم مواكبة تقنية وعلمية بحث يتم تربية العقارب والأفاعي وإجراء اختبارات وتحاليل، وهي عملية علمية جد معقدة، لكن فعالة جداً لمواجهة الإصابات، كما أن منظمة الصحة العالمية تعهدت بالنسبة للدولة التي تنوي إنتاج الأمصال بشكل ذاتي بالمساعدذة المادية والتقنية”.
انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات
أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …