حقوقيون يكشفون قصة مؤثرة.. عامل زراعي أصيب بالرصاص بعد أن حوّله رب ضيعة بتارودانت إلى “كلب صيد” لطرد الخنازير

كشفت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بتارودانت عن تفاصيل قصة مؤثرة لأحد العمال الزراعين يدعى (اد.ب) البالغ من العمر 18 سنة، استخدمه رب ضيعة عوض “كلب” صيد لطرد الخنزير، وتلقى خلال ذلك عيارات نارية أصيب على إثرها بجروح كادت تكلفه حياته.

وجاء في بلاغ للرابطة، توصل “الأول” بنسخة منه أن “(اد.ب) عمل بضيعة للحوامض مملوكة لرئيس إحدى الجماعات القروية بتارودانت الذي قرر طرد الخنزير البري من ضيعته، ونظرا لعدم توفره على كلاب صيد مدربة، تم تكليف 4 عمال زراعيين لمطاردة الخنزير من بينهم (اد.ب) الذي لم يدرك خطورة المهمة، فأطلق عليه قناصا النار وأصابه بجروح في مختلف جسده”.

وتابع البلاغ “ولأن ما أقبل عليه رب الضيعة لم يحترم قانون الشغل ولا قانون القنص، بادر بالتستر على جريمته بنقل الجريح على متن سيارته الخاصة إلى بيت رجل بتارودانت ادعى أنه متمرس في إخراج شظايا الرصاص و تقطيب الجروح، ثم أرجعه إلى منزله بعد أن شدد على والده عدم نقله إلى المستشفى”، إلا أن “حالة ( اد.ب) ازدادت سوءا وتضاعفت آلامه على مستوى الرأس، مما اضطر الأب إلى نقله إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير بعد أسبوع من تلكؤ رب الضيعة في تقديم المساعدة والتكفل بالعلاج، وهناك أخبره الأطباء أن آلام الرأس سببها شظايا معدنية توغلت داخل جمجمته وأن تأخره جعل استخراج القطع المعدنية من رأسه أمرا عسيرا سيحتاج معه إلى عملية جراحية معقدة، أما رب الضيعة فقد استشاط غضبا بعد استدعائه من قبل الدرك الملكي واعتقال القناص، فتنصل من وعده بالتكفل بمصاريف العلاج”.

وأفاد المصدر ذاته بأن “الأب اضطر إلى توسل المحسنين الذين تكفلوا بمصاريف نقل الإبن المصاب اإى مصحة بالدار البيضاء، وهناك صارحه الأطباء بوجود ثلاث قطع معدنية بجمجمة ابنه (اد .ب ) وصرحوا له باحتمال إصابته بالعمى أو الموت خلال عملية استخراج الشظايا، والتي ستكلفه مبلغا لا طاقة له به، ليعود أدراجه وقد لازمه ألم الرأس وفقد القدرة على التركيز والعمل في ما تبقى من حياته. أما القناص فقد تم إطلاق سراحه سريعا، وأدانته المحكمة بشهر موقوف التنفيذ، وقضت بتمتيع العامل الزراعي (اد .ب ) بتعويض قدره 7000 درهم. فيما لم يشر الحكم لأي عقوبة أو غرامة في حق رب الضيعة”.

تبعا لذلك، قررت الرابطة، حسب بلاغها، تنصيبها كطرف لفتح التحقيق في حادث إطلاق النار على (اد.ب) والمطالبة بتحريك متابعة المخلين والمتواطئين.