لم يفوت بطل قصة وصفت بـ”الخيالية” في الانتخابات الرئاسية الجزائرية في عام 2014 الفرصة هذا العام، إذ عاود الترشح مستعينا هذه المرة بقصة أخرى لكنها لم تكن محبوكة دراميا، وسرعان ما تم فك طلاسمها.
وبطل القصتين هو رجل الأعمال المشهور رشيد نكاز الذي سبق وأن أعلن ترشحه في الانتخابات الرئاسية السابقة، لكن لم يستكمل مشواره بعد تمسكه بالجنسية الفرنسية التي يحملها إلى جانب الجزائرية.
إلا أن نكاز أبى، في 2014، أن يعترف بأن هذا هو السبب الحقيقي لعدم قبوله مرشحا رئاسيا، فزعم أن السلطة “خطفت” الاستمارات التي جمعها من الناخبين لاستكمال ملفه قبل ساعات من إيداعه لدى المجلس الدستوري، وهي القصة التي أثارت الكثير من الجدل وأضفت بعض الفكاهة على المشهد الانتخابي الجزائري.
انتخابات العام الحالي
ومساء الأحد، وبينما كانت الشوارع الجزائرية تتنفس الصعداء، تزامنا مع انتهاء التقدم بطلبات الترشح للرئاسة ورسالة مصيرية وجهها عبد العزيز بوتفليقة للشعب، عاد نكاز ليتصدر المشهد الانتخابي، لكنه هذه المرة لم يكن وحيدا.
فقد خرج على الصحفيين مرشح لم يره أحد من قبل، وكانت المفاجأة عندما أفصح عن اسمه، قائلا إنه يدعى رشيد نكاز.
فقد قال هذا الرجل الأربعيني الذي يعمل ميكانيكًا إنه تم قبول ملفه “مبدئيا” كمرشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل المقبل. ثم التزم الصمت أمام أسئلة الصحفيين.
وبدا رشيد نكاز “المزيف”، كما لقبه الجزائريون، مرتبكا، فحاول ممثل عن المجلس الدستوري إنهاء ندوته الصحفية.
اتضحت الصورة بعد ساعات من المؤتمر الصحفي الفاضح، وتكشفت تفاصيل القصة الوهمية الجديدة، ففي بث مباشر على فيسبوك، خرج رجل الأعمال الحقيقي رشيد نكاز، قائلا إن من قدم نفسه مرشحا رئاسيا هو ابن عمه.
وشرح في الفيديو كيفية تمكنه من “مراوغة السلطة” التي لم تكن لتقبل ملفه لأنه لا يتوافق مع شروط المجلس الدستوري، خصوصا فيما يتعلق بعدم التجنس بجنسية غير الجزائرية.
وأوضح نكاز في الفيديو ما وصفها بـ”استراتيجية” ستمكنه من إدارة حملة ابن عمه ليفوز بالانتخابات ثم يعدل الدستور بعد أسبوع من تاريخ تنصيبه رئيسا.
هذا التعديل سيؤدي في النهاية إلى أن يتنازل ابن العم عن الرئاسة لصالح رشيد نكاز الذي يكون حينها في منصب نائب الرئيس.
توالت ردود الفعل الساخرة على هذه القصة الملحمية، فكتب الإعلامي قادة بن عمار: “كنا نريد حل لغز بوتفليقة الذي يتواجد في جنيف للعلاج، وآخر بالجزائر، وثالث يقيل ويعين، فظهر لنا اثنين من نكاز”.
وكتب آخرون: “في 2014 كانت أعيننا على نكاز فاختفت الاستمارات، حرسنا الاستمارات هذه المرة فاختفى نكاز”.
عن سكاي نيوز عربية